أكد وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي خلال اتصال مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الاثنين، أهمية مواصلة التنسيق والتشاور الوثيق خلال المرحلة المقبلة بما يسهم في دعم الاستقرار الإقليمي وتعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات الحالية.
وذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان صحافي أن عبدالعاطي، أكد «اعتزاز مصر بعمق العلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع مصر والسعودية وما تشهده من زخم متنام على مختلف المستويات».
وأشار إلى أهمية البناء على هذا الزخم خلال المرحلة المقبلة واستكمال الترتيبات الجارية لعقد الاجتماع الأول لمجلس التنسيق الأعلى المصري - السعودي بما يعكس الإرادة السياسية المشتركة للارتقاء بالشراكة الإستراتيجية بين البلدين بما يعزز المصالح العربية والاستقرار الإقليمي.
وإزاء تطورات الأوضاع في قطاع غزة، شدد عبدالعاطي على أهمية ضمان استدامة وقف النار وتنفيذ استحقاقات المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مؤكداً ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2803.
ولفت إلى أهمية نشر قوة الاستقرار الدولية الموقتة لمراقبة وقف النار وحماية المدنيين وتمكين القوات الفلسطينية من تولي مهام إنفاذ القانون في غزة إلى جانب ضمان نفاذ المساعدات الإنسانية دون عوائق وتهيئة الظروف لبدء التعافي المبكر وإعادة الإعمار.
وفي شأن تطورات الأوضاع في السودان، أكد عبدالعاطي وفيصل بن فرحان، «أهمية مواصلة التنسيق في إطار الآلية الرباعية بهدف التوصل إلى وقف شامل للنار».
ولفت عبدالعاطي، إلى أهمية توفير ملاذات آمنة وممرات إنسانية آمنة لضمان وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق مجدداً تأكيد موقف مصر الثابت الداعم لوحدة السودان وسيادته واستقراره والحفاظ على مؤسساته الوطنية.
من جهة أخرى، أكد عبدالعاطي، خلال استقبال رئيس البرلمان العربي محمد اليماحي في القاهرة، تقدير مصر للدور الذي يضطلع به البرلمان العربي، باعتباره منصة جامعة للتعبير عن تطلعات الشعوب العربية، وعنصراً داعماً لتعزيز المواقف العربية المشتركة، مشيراً إلى أهميته في تكريس حضور عربي فاعل ومتوازن على الساحة الدولية.
وشدد على دعم مصر الكامل للجهود الرامية إلى تطوير آليات عمل البرلمان العربي، والارتقاء بأدائه المؤسسي، بما يعزز قدرته على مواكبة المتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة، ويسهم في توحيد الرؤى البرلمانية العربية إزاء القضايا السياسية والاقتصادية والتنموية، وأهمية توسيع دور البرلمان العربي في دعم مسارات التعاون الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بين الدول العربية، وتعزيز التواصل بين الشعوب العربية، بما يخدم أهداف التنمية المستدامة ويعزز الاستقرار في المنطقة.
تحركات ميدانية
إنسانياً، قال الناطق باسم اللجنة المصرية لإغاثة غزة، والتي تعمل ميدانياً داخل القطاع محمد منصور، إن الأوضاع الإنسانية داخل القطاع «تشهد تدهوراً كبيراً، في ظل موجة برد قاسية، تزامنت مع دمار واسع للمنازل واعتماد آلاف الأسر على خيام متهالكة لا تقي من البرد أو الأمطار، ما أسفر عن سقوط ضحايا، بينهم أطفال، نتيجة الظروف الجوية القاتلة.
وأضاف في تصريحات متلفزة أن «اللجنة المصرية تعمل على الأرض بقرار من القيادة المصرية، وبالتنسيق الكامل مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، والمؤسسات الأممية والدفاع المدني الفلسطيني، عبر غرفة عمليات مشتركة للتعامل مع تداعيات المنخفض الجوي الذي أغرق مخيمات النازحين، خصوصاً في مواصي خان يونس.
ولفت إلى أنه«تم إجلاء عائلات متضررة ونقلها إلى مخيمات تابعة للجنة المصرية، مع توفير خيام بديلة وأغطية ومستلزمات أساسية بشكل عاجل»، مضيفاً أن «اللجنة تدخلت في بئر النعجة شمال غزة، بعد انهيار منازل على سكانها بفعل السيول وغزارة الأمطار، وشاركت فرق اللجنة بالمعدات الثقيلة في فتح الطرق والبحث عن العالقين إلى جانب الدفاع المدني».