خسارة «الحصن الرئيسي» ستوجِّه ضربة إستراتيجية ورمزية قاسية لواشنطن

وثيقة أميركية سرية تُحذّر: الصين قد تتفوّق علينا بحال نشوب صراع في تايوان

11 ديسمبر 2025 10:00 م

- الحاملة «فورد» دُمّرت مراراً وتكراراً في سيناريوهات محاكاة للدفاع الأميركي عن الجزيرة
- اعتماد أميركا على أسلحة معقدة تقنياً يجعلها عرضة لصواريخ فرط صوتية تنتجها بكين بكميات ضخمة

كشفت وثيقة أميركية عالية السرية، سيناريو «صادماً» حول تفوق كمّي صيني قد يُلحق هزيمة عسكرية بالولايات المتحدة في حال اندلاع حرب حول جزيرة تايوان.

وبحسب صحيفة «التلغراف»، فإن اعتماد بكين على تفوقها الكمّي الساحق ومنظومات صاروخية متقدمة، قد يمكنها من ضرب رموز القوة الأميركية في دقائق معدودة.

ويحذر تقرير «التفوق العسكري» Overmatch Brief، شديد السرية، من أن اعتماد الولايات المتحدة على أسلحة متطورة باهظة الثمن يجعلها عرضةً لقدرة الصين على إنتاج أنظمة أرخص بكميات هائلة.

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن مسؤولاً في الأمن القومي في عهد الرئيس السابق جو بايدن، اطلع على التقرير، أُصيب بالذهول عندما أدرك أن بكين لديها «بدائل لا حصر لها» لكل حيلةٍ قد تخطر ببالنا.

وخسارة تايوان، الحصن الرئيسي للولايات المتحدة في مواجهة النفوذ الصيني في غرب المحيط الهادئ، ستوجِّه ضربةً إستراتيجيةً ورمزيةً قاسيةً لواشنطن.

وحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فقد دُمرت سفن مثل حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس جيرالد فورد» - التي تبلغ تكلفتها 13 مليار دولار - وهي أكبر حاملة طائرات في العالم - مراراً وتكراراً في سيناريوهات محاكاة للدفاع الأميركي عن تايوان.

والسفينة التي دخلت الخدمة في عام 2022 بعد سنوات من التأخير، معرَّضة لهجمات من غواصات تعمل بالديزل والكهرباء، ومن ترسانة الصين التي تضم نحو 600 صاروخ فرط صوتي، قادرة على السفر بسرعة تفوق سرعة الصوت بخمس مرات.

عرضت بكين صواريخها المدمرة للسفن من طراز «YJ-17»، والتي يُقدّر أن سرعتها تفوق سرعة الصوت بثمانية أضعاف، في عرض عسكري في سبتمبر الماضي.

مع ذلك، تخطط وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لبناء 9 حاملات طائرات إضافية من فئة «فورد»، بينما لم يُنشَر حتى الآن أي صاروخ فرط صوتي.

وقال إريك غوميز، الباحث في مركز مراقبة الأمن التايواني، إن النتيجة النهائية لم تكن واضحة عندما شارك في مناورة حربية تحاكي نزاعاً محتملاً مع تايوان، لكنه أشار إلى أن الولايات المتحدة تكبدت خسائر فادحة.

وأضاف لصحيفة «التلغراف»: «تخسر الولايات المتحدة عدداً كبيراً من السفن خلال هذه العملية. كما تتعرض كثير من طائرات إف-35 وغيرها من الطائرات التكتيكية في مسرح العمليات للتلف بسرعة كبيرة».

وتابع: «أعتقد أن التكلفة الباهظة كانت صادمةً حقاً عندما أعددنا ملخصات ما بعد العمليات، وقلنا: حسناً. لقد خسرتم أكثر من 100 طائرة من الجيل الخامس، ومدمرات عدة، وغواصتين، وحاملتي طائرات».

في العام الماضي، صرَّح وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، قائلاً «إننا نخسر في كل مرة» في مناورات البنتاغون الحربية ضد الصين. وتوقع أن تتمكن صواريخ الصين فرط الصوتية من تدمير حاملات الطائرات في غضون دقائق.

وقد وسّعت الصين بشكل كبير ترسانتها من الصواريخ قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى، ما يعني أنها قادرة على تدمير كثير من الأسلحة الأميركية المتطورة قبل وصولها إلى تايوان.

في غضون ذلك، تواصل شركات الدفاع الكبرى، التي انخفض عددها من 10 أضعاف ما كان عليه في التسعينات، بيع نسخ أغلى ثمناً من السفن والطائرات والصواريخ نفسها للحكومة الأميركية، وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز».

وقد أدرك المسؤولون في وزارة الدفاع أن الولايات المتحدة معرضة للخطر؛ لأن إنتاج هذه الأسلحة المعقدة بكميات كبيرة أمر مستحيل، وذلك في أعقاب سلسلة من الحروب الأخيرة، بما في ذلك الصراع الأوكراني - الروسي، والتي أظهرت القدرات التدميرية لأسلحة رخيصة نسبياً مثل الطائرات المسيّرة.

وخصص الكونغرس نحو مليار دولار لإنتاج 340 ألف طائرة دون طيار صغيرة على مدار العامين المقبلين.

وعيّن ترامب، دان دريسكول، رئيس أركان القوات المسلحة، مسؤولاً عن الطائرات المسيّرة، مُكلَّفاً تحديث التكنولوجيا الأميركية القديمة والتصدي لجهود الخصوم في هذا المجال.

مع ذلك، لاتزال الولايات المتحدة متأخرة عن خصومها، وقد صرّح خبراء للصحيفة سابقاً بأنها لا تستطيع منافسة دول مثل الصين، حيث تكاليف العمالة أقل، واللوائح أقل صرامة.

من المرجح أن يتطلب أي تغيير جذري في السياسة الأميركية استثمارات ضخمة، إلا أن الإنفاق الدفاعي في أدنى مستوياته منذ نحو 80 عاماً، حيث يبلغ نحو 3.4 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.

وحذّر جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي السابق، من أن الولايات المتحدة ستنفد سريعاً من الذخائر الأساسية، مثل قذائف المدفعية، في حال نشوب حرب مع الصين.

وتُظهر تقييمات داخلية للبنتاغون أن الصين تتفوق على الولايات المتحدة بشكل كبير في ترسانتها من معظم صواريخ «كروز»، والصواريخ البالستية. وتحتفظ كلتا القوتين العظميين بمخزون من 400 صاروخ بالستي عابر للقارات.