في تجربة مبكرة

علاج جديد يقدم أملاً لمرضى سرطان الدم

11 ديسمبر 2025 10:00 م

كشفت نتائج تجربة سريرية جديدة، نُشرت في مجلة «نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين»، عن تحقيق مجموعة صغيرة من المرضى المصابين بنوع مستعصٍ من سرطان الدم نجاحاً ملحوظاً بعد تلقّيهم شكلاً مبتكراً من العلاج المناعي.

ويستخدم العلاج خلايا T المناعية، الأمر الذي يُعدّ نوعاً من خلايا الدم البيضاء، من متبرعين أصحاء، ثم يُعاد هندستها في المختبر لتتمكن من التعرف على خلايا سرطان الدم ومهاجمتها. وعلى عكس علاجات السرطان الشخصية المصنّعة من خلايا كل مريض، يمكن إعداد هذه الخلايا مسبقاً كمنتج جاهز للاستخدام وإعطاؤها بسرعة للأشخاص الذين يحتاجون إليها بشكل عاجل.

وبالنسبة للمرضى الذين يعانون من المرض بعد كل علاج قياسي، يُمثّل العلاج الجاهز الذي يمكنه إزالة سرطان الدم إلى مستويات غير قابلة للكشف خطوة كبيرة إلى الأمام.

وتم علاج أول 11 مريضاً في مستشفى «غريت أورموند ستريت» ومستشفى «كينغز كوليدج»، الأمر الذي أظهر نتائج واعدة.

وفي سرطان الدم، يتكوّن السرطان نفسه من خلايا T المناعية، لذا فإن إضافة المزيد من خلايا T المناعية من الخارج عادة ما يتسبب في نيران صديقة، حيث ستهاجم الخلايا العلاجية بعضها البعض بالإضافة إلى السرطان، أو يتم رفضها من قبل الجهاز المناعي للمريض.

ومن خلال استخدام أدوات التحرير الجيني، قام الباحثون بإيقاف أو تغيير جزيئات رئيسية على خلايا T المناعية المتبرع بها حتى تتمكن من التسلل عبر دفاعات المريض المناعية وتركيز هجومها على خلايا سرطان الدم.

وفي دراسات مبكرة، حقق بعض المرضى الذين لم تعد لديهم خيارات علاجية أخرى حالات شفاء عميقة، حيث لم تعد الفحوصات الحساسة قادرة على اكتشاف سرطان الدم.

وهذا فتح الباب أمام عملية زرع خلايا جذعية أو نخاع عظم من متبرع، الأمر الذي يظل الطريق الواقعي الوحيد للشفاء طويل الأمد لهؤلاء المرضى.

ومن المهم التأكيد على أن هذا العلاج يُعدّ جسراً وليس وجهة نهائية، وفي الحالات المُبلّغ عنها، كان الهدف هو تقليل عبء السرطان بما يكفي لجعل عملية زرع الخلايا الجذعية ممكنة، ولا يُتوقع من خلايا T المناعية المُهندسة أن توفر سيطرة مدى الحياة بمفردها، بل تعمل كضربة قوية للغاية ولكن موقتة ضد سرطان الدم، ما يمنح المريض الوقت لتلقي عملية الزرع التي يمكنها بعد ذلك إعادة بناء جهاز مناعي ونظام تكوين دم صحيين.

وهناك أيضاً أهمية أوسع تتجاوز سرطان الدم المحدد هذا، وإذا أمكن جعل خلايا T المناعية المعدّلة وراثياً والمشتقة من المتبرعين آمنة وفعالة لسرطان واحد نادر وعدواني، فقد يتم تكييف المفهوم نفسه لأنواع أخرى من سرطان الدم أو حتى بعض الأورام الصلبة.

ويمكن أن يكون العلاج الخلوي الجاهز للاستخدام الذي يمكن تخزينه وشحنه وإعطاؤه في العديد من المستشفيات أكثر سهولة في الوصول إليه بكثير من العلاجات المخصصة التي تعتمد على خلايا كل مريض.

وبالتالي، يظل هذا إنجازاً علمياً وسريرياً استثنائياً لمجموعة من المرضى الذين كانت لديهم خيارات قليلة للغاية، الأمر الذي يقدم أملاً حقيقياً حيث لم يكن هناك أمل تقريباً من قبل.