حتى قبل التشخيص السريري

أنماط قيادتك لسيارتك تكشف عن علامات مبكرة للتدهور الدماغي

9 ديسمبر 2025 10:00 م

أفادت دراسة رائدة أجرتها «جامعة كاليفورنيا-سان دييغو» الأميركية أن مراقبة أنماط القيادة اليومية قد تُستخدم كأداة كشف غير جراحية عن العلامات المبكرة للتدهور الذهني المرتبط بأمراض مثل الخرف و«ألزهايمر».

واعتمد البحث على تحليل بيانات مستشعرات المركبات الذكية وتطبيقات الملاحة لما يزيد على 3000 سائق من كبار السن، حيث وجدت الخوارزميات ارتباطاً قوياً بين تغيرات محددة في سلوك القيادة وانخفاض الأداء في الاختبارات العصبية النفسية.

ووفقاً للباحثين، فإن الأفراد الذين بدأوا يظهرون تباطؤاً غير معتاد في ردود الفعل أثناء الدوران، أو ارتكاب أخطاء متكررة في تذكر المسارات المألوفة، أو التردد أمام الإشارات الضوئية، كانوا أكثر عرضة بنسبة 85 في المئة لأن يُشخّصوا بضعف إدراكي معتدل (MCI) خلال السنة التالية. كما رصدت الدراسة أن تقليل مسافات القيادة الإجمالية، وتجنب القيادة ليلاً أو في ظروف جوية صعبة، يُعدّ أيضاً مؤشراً تحذيرياً على فقدان الثقة في القدرات المكانية والتنفيذية.

ومن بين أنماط القيادة التي تنذر ببدء المراحل المبكرة من التدهور الذهني:

• التذبذب في الحفاظ على المسار: انحراف متكرر داخل الحارة المرورية.

• سلوكيات الكبح المفاجئ: زيادة بنسبة 40 في المئة في حالات الكبح غير المبرر.

• استخدام متكرر لملاحة GPS: حتى للطرق المعتادة التي كان السائق يتذكرها.

• تجنب الطرق السريعة: بسبب صعوبة معالجة المعلومات بسرعة.

وأكد الباحثون أن هذه الطريقة التكنولوجية تتيح فرصة للتدخل المبكر، حيث يمكن لبرامج التمرين الذهني وتعديلات الأدوية أن تُبطئ تقدم المرض إذا بدأت في مراحله الأولية.

ودعوا شركات التأمين ومصنعي السيارات إلى تطوير أنظمة مساعدة للسائقين تعمل كأدوات مراقبة صحية، مع ضمان الخصوصية والأخلاقيات في استخدام البيانات.

من جهة أخرى، حذّرت الدراسة من أن هذه العلامات ليست تشخيصاً قاطعاً، لأن عوامل أخرى مثل الإجهاد أو اضطرابات النوم قد تسبب تغيرات موقتة في أداء القيادة.

وخلص الفريق إلى أن دمج تحليلات القيادة مع الفحوصات الطبية التقليدية يمكن أن يخلق نهجاً وقائياً أكثر فاعلية في مواجهة أمراض الشيخوخة العصبية، خصوصاً مع توقعات بتضاعف عدد المصابين بالخرف عالمياً خلال العقدين المقبلين.