استضافة اجتماع مُبادرة إسطنبول تعكس عمق التعاون مع «الناتو»

جراح الجابر: الكويت منصة للحوار البنّاء وتعزيز الأمن الجماعي إقليمياً ودولياً

8 ديسمبر 2025 10:00 م

- انعقاد الاجتماع للمرة الثالثة في الكويت يُكرّس مكانتها المحورية في جهود الأمن والاستقرار
- الأمن السيبراني وتداعيات الذكاء الاصطناعي محور رئيسي لاجتماع هذا العام
- ممثل الأمين العام للناتو: الكويت ركيزة أساسية لتعزيز التعاون الأمني مع دول الخليج

أكّد نائب وزير الخارجية الشيخ جراح جابر الأحمد الصباح، أن استضافة الكويت للاجتماع السابع للمجموعة الاستشارية لسياسات مبادرة إسطنبول للتعاون، يعكس التزامها الراسخ بالحوار البنّاء وتعزيز التعاون الأمني مع شركائها الإقليميين والدوليين، وعلى رأسهم حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وقال الشيخ جراح، في كلمته خلال افتتاح الاجتماع الذي عُقد بمقر مركز الناتو الإقليمي بالكويت: «يسعدني أن أرحّب بكم جميعاً في هذا الاجتماع المهم، الذي يجمع دولاً شريكة وخبراء وضيوفاً من مختلف الدول، يعكس حضورهم التزامنا المشترك بتعزيز الحوار والتعاون وتدعيم أمننا الجماعي».

وأعرب عن تقديره للجهات المنظمة التي أسهمت في إنجاح هذا اللقاء، مشيراً إلى أن انعقاد الاجتماع للمرة الثالثة في الكويت، يؤكد مكانتها ودورها المحوري في الجهود الإقليمية والدولية لتعزيز الأمن والاستقرار.

وأضاف: «يسعدنا أن يُعقَد هذا الاجتماع في مركز الناتو الإقليمي بالكويت، وهو أول مركز من نوعه خارج أراضي الحلف، وهو ما يجسّد عمق الشراكة بين الكويت والناتو والدور الحيوي الذي يضطلع به المركز في تعزيز التواصل والتعاون بين الجانبين».

وأشار إلى أن لهذه الدورة أهمية خاصة، كونها الأولى التي تستضيفها وزارة الخارجية الكويتية، ما يعكس التزام الكويت بتعزيز الدور الدبلوماسي للمركز، ودعم التنسيق المؤسسي، ودفع الأهداف الإستراتيجية المشتركة مع شركائها الإقليميين والناتو.

الأمن السيبراني

وأوضح الشيخ جراح أن اختيار الأمن السيبراني وتداعيات الذكاء الاصطناعي على الاستقرار الإقليمي والدولي، عنوان رئيسي لاجتماع هذا العام، يعكس أهمية هذه الملفات وتداخلها مع الأمن والسياسة والتكنولوجيا.

وأضاف أن هذه الموضوعات «تُجسّد تعقيد البيئة الأمنية المشتركة، وتؤكد الحاجة إلى تعاون مرن وقادر على التكيف مع المتغيرات».

منصة حيوية

وأكّد الشيخ جراح أن مبادرة إسطنبول للتعاون أثبتت على مدى السنوات الماضية، أهميتها كمنصة للحوار الإستراتيجي والعمل المشترك، وقال: «في لحظة تتسم بتعقيدات جيوسياسية عميقة، تتحرك فيها التطورات الإقليمية بسرعة وتتجاوز التحديات الحدود والمؤسسات، تظهر قيمة هذه المبادرة بوصفها منصة تقوم على الاحترام المتبادل والشراكة، وعلى قناعة راسخة بأن الأمن يُبنى عبر التعاون والشفافية والمسؤولية المشتركة».

وأكّد أن الاجتماع السابع يُشكّل فرصة لبحث التقدم المحقق، ووضع رؤية واضحة للمرحلة المقبلة من الشراكة بين الكويت والدول الأعضاء في المبادرة وحلف الناتو.

التعاون الأمني

بدوره، أكّد ممثل الأمين العام لحلف شمال الأطلسي لشؤون الجوار الجنوبي خافير كلومينا، أن استضافة الكويت للاجتماع السابع للمجموعة تعكس عمق الشراكة بين الجانبين، وتُؤكّد الدور البارز الذي تضطلع به الكويت في تعزيز التعاون الأمني بين الناتو ودول الخليج.

وأوضح كلومينا في كلمته الافتتاحية أن المركز الإقليمي لمبادرة إسطنبول للتعاون في الكويت أصبح اليوم أحد أهم روافد التدريب والتعليم بين الناتو ودول المنطقة.

وأشار كلومينا إلى أن العلاقات بين الناتو وشركاء المبادرة تستند إلى أكثر من عقدين من الحوار السياسي والتعاون العملي، وهي شراكة احتفلت بذكراها السنوية العام الماضي في نيويورك برعاية سمو ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح.

وأشار إلى أن الحرب الروسية في أوكرانيا وتداعياتها، إلى جانب التوترات المستمرة في الشرق الأوسط، تجعل التعاون أكثر إلحاحاً، مثمّناً الجهود الدولية التي أسهمت في تحقيق تقدم باتجاه وقف إطلاق النار من خلال وساطة قطر ومصر وتركيا.

وأكّد أن الأمن في الفضاء الأوروبي - الأطلسي والخليج «مترابط»، وأن التهديدات الحديثة تثبت هذا الترابط، مستشهداً باستخدام الطائرات المسيّرة الإيرانية في الحرب بأوكرانيا، والمنافسة الجيوستراتيجية المتصاعدة، وتأثيرات الحرب على الأمن الغذائي والطاقة حول العالم.

التعاون ضرورة... وليس خياراً

شدّد كلومينا على أن المتغيرات العالمية السريعة تجعل التعاون بين الناتو وشركائه الإقليميين ضرورة إستراتيجية، مضيفاً:

«عبر العمل معاً، لا نعزز قدرتنا على حفظ الاستقرار فحسب، بل نفتح أيضاً آفاقاً جديدة في الابتكار الدفاعي وتطوير قدرات متقدمة تخدم الطرفين».

وأشار إلى أن النقاشات خلال الاجتماع ستتطرق إلى ملفات حيوية، أبرزها:

• أمن الحدود

• الأمن البحري

• مكافحة الإرهاب

• مواجهة التهديدات الهجينة والتقنيات الناشئة

• الأمن السيبراني

وهي القضايا ذاتها التي تناولها نائب وزير الخارجية الكويتي في كلمته.