بمناسبة مرور 50 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين منغوليا والكويت، أكد سفير جمهورية منغوليا لدى البلاد، سير غيلين بوريف، أن مسيرة العلاقات الثنائية «قائمة على الاحترام المتبادل والثقة والتعاون البنّاء»، مشيراً إلى أن الكويت كانت أول دولة خليجية تؤسّس علاقات دبلوماسية مع بلاده عام 1975، وهو ما أسّس لـ«صداقة راسخة وممتدة لخمس عقود».
وقال السفير بوريف، في لقاء مع «الراي»، إن التعاون شهد خلال السنوات الأخيرة «قفزة غير مسبوقة»، لاسيما مع بدء تصدير اللحوم المنغولية إلى الكويت في أكتوبر 2024، وتوقيع اتفاقية خدمات النقل الجوي بين البلدين في يناير 2025، والتي «تمهد لافتتاح رحلات مباشرة بين أولان باتور والكويت»، متوقعاً أن تسهم هذه الخطوة في «تعزيز التبادل السياحي والتجاري وتطوير الروابط بين الشعبين».
الدعم الكويتي
وأشاد السفير بالدور الذي يؤديه الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، في دعم المشروعات الحيوية في بلاده منذ التسعينيات، موضحاً أن إجمالي تمويلات الصندوق بلغ نحو 80 مليون دولار في مجالات الطاقة المتجددة والبنية التحتية والبيئة، إضافة إلى منحة بقيمة 18 مليون دولار.
وقال: «نحن في منغوليا نُقدّر هذا الدعم عالياً، ونسعى حالياً للتعاون في مشاريع كبرى ضمن قطاعي الطرق والنقل، بالتنسيق مع صناديق خليجية أخرى».
واستذكر السفير بوريف محطات بارزة أثّرت في مسار العلاقات، لافتاً إلى أن منغوليا كانت «وطناً ثانياً» لسمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح – طيب الله ثراه – حيث زارها 11 مرة، وهو ما ترك «أثراً إنسانياً عميقاً ساهم في ترسيخ الطابع الودي للعلاقة بين البلدين».
تنسيق مشترك
وأكد قوة الحضور السياسي المتبادل بين البلدين، مشيراً إلى أن منغوليا والكويت «تتقاسمان مواقف متطابقة في العديد من القضايا الدولية»، ويقدمان دعماً متبادلاً في المنظمات الأممية، ومنها انتخاب البلدين لعضوية لجنة التراث العالمي في اليونسكو.
وأبرز السفير بوريف الإمكانات الاستثمارية الكبيرة التي يمكن للكويت الاستفادة منها، موضحاً أن منغوليا تمتلك قطاعاً زراعياً متطوراً وقدرة هائلة على تزويد الكويت اللحوم عالية الجودة.
وأضاف أن بلاده تُعد «أكبر منتج للكشمير الخام في العالم»، مع إمكانات كبيرة للشراكات الصناعية، مشيراً إلى تنظيم أول منتدى أعمال منغولي ـ كويتي في الكويت عام 2023، بمشاركة 50 رجل أعمال من البلدين، نتج عنه توقيع مذكرات تفاهم بدأ بعضها بالفعل في التنفيذ. وكشف عن استعداد السفارة لتنظيم المنتدى الثاني في بداية العام المقبل، لتعميق التعاون الاقتصادي وتشجيع الشراكات والاستثمارات المشتركة.
الربط الجوي
ووجّه السفير بوريف رسالة مباشرة للكويتيين، وقال: «أدعو الكويتيين لزيارة منغوليا... حيث يجتمع صفاء الطبيعة وروح الضيافة والثقافة البدوية الأصيلة. منغوليا ليست مجرد وجهة سفر، بل تجربة تبقى في الذاكرة».
وأوضح أن بلاده تعمل على تطوير الربط بين المدن التاريخية عبر قطارات عالية السرعة، وتسهيل إجراءات الدخول، ما يجعلها وجهة مناسبة للعائلات ومحبي الطبيعة والمغامرة.وكشف عن أن توقيع اتفاقية خدمات النقل الجوي يمهّد لفتح رحلات مباشرة، وأن الجهات المعنية تدرس حالياً الجوانب الفنية تمهيداً لإطلاق الخط.
برنامج متكامل للاحتفال بالذكرى الـ 50 للعلاقات
أعلن السفير بوريف عن أن السفارة أعدّت برنامجاً ثقافياً متكاملاً لعام 2025 يشمل: حفل استقبال في فندق والدورف أستوريا (7 ديسمبر)، ومهرجان «نكهات منغوليا» للطعام التقليدي (8 ديسمبر)، وحفل «أسطورة البدو الرحّل»، على مسرح الجامعة الأمريكية، وفيلما وثائقيا خاصا يستعرض خمسين عاماً من العلاقات الثنائية.