فهم إشارات الاستغاثة مسؤولية ضرورية لكل مستخدم ذكي

اختبارات تشخيصية مدمجة قد تنقذ جهازك من عطل مفاجئ

3 ديسمبر 2025 10:00 م

داخل كل لابتوب، سواء كان يعمل بنظام «ويندوز» أو «ماك»، يوجد طبيب تشخيصي مدمج ومجهول، قادر على كشف أعطال المكونات الصلبة قبل أن تتفاقم وتؤدي إلى فقدان البيانات أو تعطل كامل.

هذه الأدوات التشخيصية، التي تتطلب عادةً الضغط على زر معين أثناء بدء التشغيل، تختبر الذاكرة العشوائية والقرص الصلب والمعالج والبطارية وغيرها بعيداً عن تأثير نظام التشغيل، ما يمنح نتائج أدق حول صحة الجهاز من الداخل.

تختلف هذه الاختبارات باختلاف الشركة المصنعة. ففي أجهزة «DELL»، يمكن الوصول إليها بالضغط على زر «F12» عند رؤية الشعار واختيار «Diagnostics». أما في «HP»، فتتوافر عبر قائمة «UEFI» أو عبر تطبيق «HP PC Hardware Diagnostics». وتوفر «ASUS» أداة «MyASUS» التي تقدم فحصاً شاملاً بمجرد ضغطة واحدة.

وبالنسبة لمستخدمي «ماك»، فإن «Apple Diagnostics» (المعروف سابقاً بـ Apple Hardware Test) يفحص المكونات بعناية عند الإقلاع مع الاستمرار في الضغط على زر «D».

تكمن القيمة الكبرى لهذه الاختبارات في الطبيعة الوقائية. فاللابتوب لا يتعطل فجأة في العادة، بل تبدأ المشاكل كأعطال طفيفة تتراكم مع الوقت.

فحص دوري شهري أو ربع سنوي يمكن أن يلتقط علامات تدهور البطارية، أو قطاعات تالفة في القرص الصلب، أو أخطاء متقطعة في الذاكرة، قبل أن تتسبب في تلف الملفات أو منع الجهاز من الإقلاع. هذا النهج الاستباقي يوفر وقتاً ومالاً طويلاً، ويحافظ على بيانات المستخدم الغالية.

يعتقد كثيرون أن هذه الأدوات معقدة ومخصصة للفنيين فقط، لكن الواقع أن واجهاتها أصبحت بسيطة وتوجيهية. النتائج تظهر عادة برموز خطأ واضحة أو رسائل توصي بالإجراء المناسب، مثل استبدال الذاكرة أو الاتصال بالدعم الفني. في عصر أصبحت فيه الأجهزة الإلكترونية شرياناً للحياة والعمل، فإن معرفة كيفية الاستماع إلى «نبض» اللابتوب وفهم إشارات الاستغاثة التي يرسلها قبل فوات الأوان، لم تعد مهارة فاخرة، بل مسؤولية ضرورية لكل مستخدم ذكي.