دان وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الاعتداءات الإسرائيلية على بلاده والتي كان أخرها ليل الخميس - الجمعة في بلدة بيت جن - ريف دمشق، ما أدى لسقوط 13 قتيلاً و24 جريحاً، معتبراً أن ذلك لا يستهدف سوريا حدها فحسب، بل إلى «تقويض الاستقرار وتهديد أي مسار سياسي في المنطقة».
وشدّد الشيباني، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الدنماركي لارس راسموسن، في دمشق، السبت، على التزام سوريا اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، مؤكداً أن بلاده لن «تنجرّ نحو صراعات أوسع».
كما شدد على حرص بلاده على حماية شعبه ومنع أي تصعيد إقليمي.
بدوره، جدد راسموسن، دعم بلاده لتعافي سوريا و«بناء الدولة والجوانب التي تؤدي للنهوض بسوريا للأفضل»، معرباً عن استعداد بلاده لزيادة حجم المساعدات المالية.
وبينما وصفت دمشق، عملية بيت جن، بأنها «جريمة حرب مكتملة الأركان»، قال وزير الإعلام حمزة المصطفى، إن «إسرائيل أخطأت الحسابات في شأن شعبنا ولا سلام معها قبل انسحابها من الأراضي المحتلة بعد 8 ديسمبر»، عقب سقوط نظام بشار الأسد.
في المقابل، تدرس إسرائيل خيار «الاغتيالات الجوية» بعد «صدمة» إصابة 6 جنود، خلال العملية، التي أطلقتها قبيل تظاهرات في العاصمة ومدن أخرى، دعا إليها الرئيس أحمد الشرع، احتفالاً بالذكرى السنوية الأولى لعملية «ردع العدوان» التي انتهت بسقوط النظام السابق.
وكانت قوات كوماندوس اقتحمت بالتزامن مع قصف مروحي، البلدة الواقعة على سفوح جبل الشيخ بمحازاة هضبة الجولان، لاعتقال 3 أشخاص وصفتهم تل أبيب بـ «مخربين من حركة حماس».
وإثر اعتقالهم ولدى مغادرتها البلدة، تم إطلاق الرصاص على عناصر القوة، الذين أصيبوا بالصدمة، وفروا تاركين جيب عسكري ضخم يعمل كالدبابة، تم تدميره لاحقاً من الجوّ.
من جانبها، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن تل أبيب وجهت رسائل شديدة اللهجة للشرع، مفادها بأنه لا يمكن لقواتها الانسحاب من المناطق التي سيطرت عليها، كي لا تتمركز فيها جهات معادية، مضيفة «لا يوجد أفق لاتفاق مع دمشق حالياً».
وأفادت القناة 13 بأن الجيش يدرس تغيير إستراتيجيته في الجنوب السوري عبر تقليل الاعتقالات الميدانية وزيادة الاعتماد على الضربات الجوية لتجنب الاشتباكات المباشرة.
ونقلت عن مسؤولين أمنيين أن حادث بيت جن «لم يكن كميناً مدبراً، بل رد فعل عفوي من سكان المنطقة الذين لاحظوا نشاط القوات الإسرائيلية، فتجمعوا وفتحوا النار بغزارة، مما أدى إلى تصعيد الاشتباكات».
وقوبل التوغل الإسرائيلي باستنكار واسع، حيث أكّدت السعودية، رفضها التام وإدانتها واستنكارها للانتهاكات الإسرائيلية كافة على الأراضي السورية.
وجدَّدت مطالبة المجتمع الدولي، بالتصدي للانتهاكات المتكررة على سيادة سوريا.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، إن «استمرار الانتهاكات الإجرامية للاحتلال الإسرائيلي على أراضي سوريا يفاقم التوتر ويقوض جهود إحلال الاستقرار والأمن في المنطقة»، بينما طالبت الجامعة العربية بإرغام الاحتلال على التوقف عن سياسات زرع الفتن وتأجيج الصراعات والانسحاب الفوري من الأراضي السورية.
وأكدت قطر ومصر والأردن وتركيا التضامن الكامل مع سوريا حكومة وشعباً، وإدانتها الشديدة للانتهاك الصارخ لسيادتها.