حفلت نهاية الأسبوع بدفء غنائي، حيث استمتع الجمهور الكويتي بثلاث حفلات يومي الخميس والجمعة، واحدة أحيتها الفنانة المصرية أنغام في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، في حين استضاف مسرح «الأرينا 360 مول» الحفلتين الاخريين اللتين أحياهما الفنانان المصريان أحمد سعد وتامر عاشور والفنان اللبناني آدم.
أنغام... «دلوقتي أحسن»
«دلوقتي أحسن» هو عنوان لأغنية كتبها عصام حسني - منذ سنوات - ولحنها محمد الطوخي، ليصدح بها «صوت مصر» على خشبة مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، كما لو أنها المرة الأولى.
فقد أحيت المطربة المصرية أنغام حفلاً مميزاً، مساء الخميس، تنوّعت خلاله بمجموعة من أغانيها القديمة والجديدة، بمصاحبة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو هاني فرحات، وذلك بتنظيم من شركة «ليلة عمر» للمنتج عبدالعزيز الزيدي.
واستهلت أنغام حفلها بأغانٍ مثل «وبقالك قلب» و«حالة خاصة» و«مبتعلمش» و«أدوّر للفرح»، كما غنّت خلال وصلتها «اسكت» و«واحدة بتحبك» وكذلك «مكانش وقته» و«حلفتكم بالله» و«اختلفنا».
كما أطربت الجمهور الكويتي بأغنية «القلوب أسرار»، لتبث الرومانسية في الأجواء، قبل أن تنتقل إلى الشجن في أغنية «ليه سيبتها».
واستمر الحفل من دون توقف أو استراحة، إذ لم تخبُ حماسة الحاضرين، الذين تفاعلوا مع أغان متعددة، بينها «دلوقتي أحسن» و«الخيانة» و«هو نفس الشوق» و«موافقة»، بالإضافة إلى «بنعمل حاجات» و«سيبتلي قلبي».
كما أمطرت أنغام الطرب على جمهورها برذاذ الشوق والإحساس، بأعمال متعددة مثل «خليك معاها» و«نجوم الليل» و«أناني» و«ماحد فاضي» و«هو أنت مين».
في حين، ختمت أمسيتها بأغنيتين هما «تيجي نسيب» و«يا ريتك فاهمني».
«توطدّ العلاقة»
قبيل الحفل، انعقد مؤتمر صحافي لنجمة الأمسية المطربة أنغام، معربة عن سعادتها بلقاء الجمهور الكويتي، مؤكدة أن العلاقة بينهما تتوطد في كل عام.
وعن اختيارها للأغاني في الحفل، ردت: «أحرص على الأغنية المسرحية التي تُقال على المسرح، كما تسمعونها في (السي دي) تكون على الخشبة بالجودة نفسها».
سعد وآدم وعاشور... أشعلوها في ليلتين
لم تكن ليالي «الأرينا 360 مول» مجرد حفلات غنائية عادية، بل حدثاً فنياً متكاملاً جمع الإحساس بالطرب والحماسة، وترك بصمة حقيقية في ذاكرة «موسم الكويت الغنائي 2025».
ففي مشهد فني استثنائي يليق بوهج موسم الكويت الغنائي 2025، نجحت شركة «Pacha Group» في صناعة حالتين غنائيتين متتاليتين من المتعة والإبهار، عبر توليفة جمعت الطرب بالحداثة، والإحساس بالحماسة، في ليلتين خطفتا الأنظار.
طرب حي وروح متجددة
مساء الخميس، اجتمع النجمان آدم وأحمد سعد في ليلة طربية حملت بصمة فنية خاصة، قدّمها الإعلامي عبدالله مال الله بانطلاقة أنيقة مهّدت لدخول سعد، الذي أضفى بطاقته المعهودة وحضوره الطاغي أكثر من 90 دقيقة من التفاعل المتواصل.
لم يُخفِ سعد سعادته بالغناء في الكويت، ممازحاً الجمهور بالقول «لما بيكون عندي حفلة في الكويت بكون مبسوط قوي، أهل كرم وناس لذيذة، وبيني وبينكم الدينار الكويتي أرجل واحد في كل العملات»، ومشيداً بتعاونِه مع المنتج حسين موسى وحرصه على أدق التفاصيل.
تنقّل سعد بين باقة من أعماله محققاً حضوراً طاغياً بأغنيات مثل «سكوت سكوت»، «اليوم الحلو ده»، «سيرينا يا دنيا»، «عليكي عيون»، «أنا عارف إنك مفتقدني»، «منعطف خطر»، «اختياراتي»، «يا ليالي» وغيرها، لتصل الليلة إلى ذروتها عندما صعد آدم إلى المسرح وشارك سعد في لوحة موسيقية ثنائية قدّما خلالها «دويتو» تمثلت في «آه يا حلو»، «الأطلال»، «هذا أنا» و«مكسرات» وسط تفاعل غير مسبوق.
بعدها، تسلّم آدم مهمة قيادة ختام الأمسية بأداء أعاد الوجدان إلى زمن الإحساس النقي، مقدماً أعماله المحبوبة مثل «نحنا سوا»، «إنسان تاني»، «كيفك إنت»، «بس بحبك»، «في حدا»، «أول حبيب»، «خلص الدمع»، «حلف القمر» وغيرها، وسط جمهور يردد كلماته كأنّه جزء من العرض.
«تريو»... تاريخي
في الليلة الثانية التي صادفت يوم الجمعة، ارتفعت حرارة الموسم أكثر حين اجتمع ثلاثة من أهم نجوم الغناء العربي للمرة الأولى على خشبة واحدة وهم آدم وتامر عاشور وأحمد سعد، في أمسية وصفت بأنها من أقوى ليالي الموسم.
انطلق الحفل مع عاشور الذي قدّم وصلة مفعمة بالإحساس عبر أعماله الشهيرة «تسلم»، «قولوا له سماح»، «عشت معاك حكايات»، «مشوفناش خير»، «على حسك في أيامي» وغيرها العديد، ليستقبله الجمهور بحفاوة امتدت حتى لحظة خروجه.
ثم أشعل آدم، الذي كان أداؤه حالة فنية خاصة، الأجواء مجدداً من أوّل نغمة حاملاً شجناً لا يُشبه إلا ذاته، حينما فرض الفنان سحره الخاص بحضور طاغٍ وصوت يحمل نبرة لا تتكرران من خلال مجموعة واسعة من أبرز أعماله المحفورة في ذاكرة محبيه، من بينها «إنسان ثاني»، «أول حبيب»، «نحنا سوا»، «بس بحبك»، «ارجعلي»، «كل واحد عنده سر»، «أوراق الخريف»، «خلص الدمع»، «هذا أنا»، «المتهم»، «قلبي مرتاح»، وصولاً إلى «قولوا للي أكل الحرام» وغيرها. فقدّم أداء لامس الروح، بخليط من القوة والشفافية جعل الحضور شريكاً في كل كلمة وكل نفس.
وجاءت المفاجأة الكبرى مع «تريو» استثنائي جمع آدم وسعد وعاشور معاً في لحظة وُصفت بأنها «تريو العام»، حيث قدموا خلالها مقاطع من «قولوا للي أكل الحرام»، «اليوم الحلو ده» و«هيجيلي موجوع» في اندماج صوتي أشعل المسرح.