رأي قلمي

هي مكمن الجوهر الإنساني...!

29 نوفمبر 2025 10:00 م

في البداية نتفق على أن الإنسان يتمتع بكامل الحرية في اختياره لأن يكون من أهل التهذيب والمروءة، أو يكون من الطبقة الدنيا التي لا تبالي بأعراف المجتمع، ولا بمشاعر قريب أو بعيد، وعليه أن يتحمل مسؤولية هذا في تدنّي تصنيفه الاجتماعي.

عندما نكتب عن الحرية التي هي مكمن الجوهر الإنساني، والذوق الاجتماعي، في الحقيقة يصعب على العقل النظري وضع حد ذهني واضح بين حقوق الأفراد في ممارسة حرياتهم الشخصية، وعمل ما يشعرون معه بالراحة، وبين ما يصر عليه الحريصون على الروح الجماعية من تشابه بين جميع أبناء المجتمع في المواقف والمظاهر الاجتماعية المختلفة، وانطلاقاً من هذا حاول كل مجتمع من المجتمعات الإنسانية بناء عدد من السلوكيات المعبرة عن الذوق والمروءة، واللباقة الاجتماعية التي تشكل جسر التواصل الشعوري والأخلاقي بين الأشخاص المختلفين، وهذه السلوكيات تحرص عليها الشخصيات الأكثر رقيّاً وتهذيباً، والشخصيات التي لها ريادة اجتماعية.

إن عدم مراعاة الذوقيات والآداب الاجتماعية ليس من المحرمات، ولا جرائم أو جنح يعاقب عليها القانون، بل هو تصنيف مجتمعي بين من يحترم ويراعي الأذواق المجتمعية، وبين من يتجاهلها ويفتقر إلى لباقتها، لأن الذوقيات هي آداب سلوكية ذات صلة بمشاعر الآخرين وأحاسيسهم، وذات صلة بمناقب وفضائل تعبر عن صفات تتوافر في الغالب عند أهل التهذيب والرقي والذوق العالي.

نشأنا وتربينا على مراعاة حقوق وحريات الآخرين وعدم التعدي عليها، سواء بالنظر أو الألفاظ أو اللباس أو أو.. حريتك تقف وتنتهي عندما تتعدى على حقوق الآخرين. لكن! عندما نرى النساء يلبسن ما لا يليق خارج المنزل، فهذا تعدٍ على حقوقنا، ولا شيء يجبرنا على غض أبصرنا وصم آذاننا عن شيء لا يليق بعاداتنا وأخلاقنا المجتمعية.

رجاءً! من أرادت أن تتفاخر وتتباهى بجمال جسدها فليكن في منزلها أو في مجالس النساء، لا تتعدى على حقوقنا بحجة الحرية الشخصية، حريتك تنتفي عندما تكون مزعجة ومؤذية للآخرين.

«معرض الكويت الدولي للكتاب» مكان للذوق الأخلاقي الرفيع، وللذائقة الثقافية الراقية،و ليس معرضاً للباس غير اللائق، أو الضحك بصوت شاذ، أو المزاح بصوت عالٍ، أمام زواره المهذبين الراقيين بأذواقهم وسلوكياتهم. فكل هذه الممارسات تؤذينا وفيها تعدٍ صارخ على حقوقنا.

إلى كل مربٍّ! احرص على تربية أبنائك على حس الالتزام بذوقيات وأخلاقيات المجتمع، وليعلموا أن حرية الفرد تصبح مقيدة عندما يخطو أول خطوة خارج أسوار منزله، ويعلم أنه مقيد بأخلاقيات وآداب مجتمعية يجب عليه الالتزام بها والوقوف عند حدودها.

[email protected]

mona_alwohaib@