كشفت دراسات علمية حديثة أن مجموعة من التوابل الطبيعية تمتلك خصائص قوية مضادة للالتهاب المزمن، وهذا يجعلها أدوات فعالة في الوقاية من الأمراض المزمنة وتحسين الصحة العامة.
ويعد الالتهاب المزمن استجابة مناعية مفرطة ومستمرة يمكن أن تساهم في مجموعة واسعة من المشكلات الصحية، بما في ذلك التهاب المفاصل وأمراض القلب والسكري والسرطان.
وتحتوي تلك التوابل جميعها على مركبات نشطة بيولوجياً تساعد في دعم استجابة الجسم الطبيعية للالتهاب، وفقاً لمراجعة شاملة نشرتها مصادر طبية متخصصة في يناير 2025.
وتشمل هذه التوابل ما يأتي:
• الكركم: أظهرت الأبحاث أن الكركم يحتوي على مادة الكركمين، وهي مركب قوي يمنع تنشيط الجزيئات المسببة للالتهاب مثل إنزيمات COX-2 وعوامل النخر الورمي ألفا ومسار NF-κB الالتهابي. واستخدم الكركم لقرون في الطب الهندي التقليدي «الأيورفيدا» والطب الصيني التقليدي لعلاج الجروح ونزلات البرد وأمراض الكبد ومكافحة العدوى، وهذا يعكس تاريخه العريق كعلاج طبيعي فعال.
• الزنجبيل: يحتل الزنجبيل مكانة بارزة بين التوابل المضادة للالتهاب، حيث يتضمن مركبات نشطة مثل الجينجيرول والشوغاول والزينجيرون، التي تعمل على تثبيط الإنزيمات الالتهابية ومسارات الإشارات الخلوية، وهذا يساعد على تخفيف آلام العضلات والمفاصل بشكل ملحوظ.
وأثبتت دراسات عديدة أن الزنجبيل فعال في علاج الغثيان وعسر الهضم والتهاب المفاصل والصداع النصفي، كما يساهم في خفض مستويات الكوليسترول وضغط الدم والسكر في الدم، وهذا يجعله خياراً متعدد الفوائد للصحة العامة.
• الثوم: معظم فوائده الصحية تأتي من مركبات الكبريت مثل الأليسين وثاني كبريتيد الديليل وإس-أليل سيستين، التي تمتلك خصائص مضادة للالتهاب ومضادة للبكتيريا تشبه البنسلين. وكشف تحليل شمل 17 دراسة عالية الجودة على أكثر من 830 مشاركاً أن تناول مكملات الثوم لمدة تتراوح بين 4 و48 أسبوعاً أدى إلى انخفاض كبير في مستويات بروتين سي التفاعلي، وهو علامة بيولوجية رئيسية للالتهاب في الدم.
كما أظهرت دراسات أخرى أن الثوم يساعد في رفع مستويات مضادات الأكسدة في الجسم مثل الجلوتاثيون وإنزيم سوبر أكسيد ديسموتاز، مع تنظيم علامات الالتهاب مثل إنترلوكين 10 والعامل النووي كابا B.
• القرفة: تبرز كتوابل مهمة للصحة القلبية، حيث كشفت دراسة مراجعة في 2025 أن تناول مكملات القرفة يحسن علامات صحة القلب والأوعية الدموية مثل الكوليسترول والإنسولين الصائم وضغط الدم والدهون الثلاثية.
• الفلفل الحار: يحتوي على مادة الكابسيسين التي تضيف الحرارة للطعام وتمتلك تأثيرات مضادة للالتهاب، حيث تعمل على منع إنتاج مواد كيميائية معينة مشاركة في نقل الألم، وهذا يساعد على تقليل الالتهاب والألم خاصة في حالات التهاب المفاصل.
ويوصي خبراء التغذية بإدراج هذه التوابل ضمن النظام الغذائي اليومي، مع التركيز على استخدام الأشكال الطازجة للحصول على أقصى فائدة، خصوصاً الثوم والزنجبيل.
وينصح الأطباء بتناول نصف ملعقة صغيرة إلى ملعقة كاملة من هذه التوابل يومياً لتحقيق التأثيرات المضادة للالتهاب، مع الحرص على عدم الإفراط في الاستهلاك.
ويمكن دمج التوابل في مشروبات مثل لاتيه الكركم الدافئ، أو إضافة الزنجبيل للشاي والعصائر، أو استخدام الثوم في الأطباق المطبوخة، أو رش القرفة على دقيق الشوفان والقهوة.