كشف ناثان ميلر، مؤسس ورئيس شركة «رينتك دايركت» للبرمجيات، عن أربعة مبادئ قيادية أساسية ساهمت في نجاح شركته على مدار عقدين من الزمن، مؤكداً أن النجاح الحقيقي لا يكمن في المكاسب قصيرة الأجل، بل في بناء أسس راسخة تضمن الاستدامة والنمو طويل المدى.
ونشر ميلر مقاله في موقع «inc.com»، مشيراً في سياقه إلى أن رواد الأعمال غالباً ما يقعون في فخ الاعتقاد بأن النجاح يعني العمل الشاق أكثر من الآخرين ومطاردة كل فرصة تظهر أمامهم، في حين أن التأثير الحقيقي يتعلق بممارسات أعمق وأكثر تفكيراً.
• المبدأ الأول: يتمحور حول بناء علاقات شخصية قوية ومستدامة مع الشركاء والعملاء والفرق، حيث أوضح ميلر، أن النجاح نادراً ما يتحقق بمفرده، وأن القادة الناجحين يدركون أن كل إنجاز يعود في النهاية للأشخاص المحيطين بهم. وضرب مثالاً بشركته التي تستثمر باستمرار في بناء علاقات مع منظمات مماثلة في الصناعة، حيث يتعاون فريق القيادة بانتظام مع جمعية ملاك العقارات الإقليمية لتقديم عروض للأعضاء حول مواضيع رئيسية، وهذا يولد عشرات الإحالات من العملاء المحتملين.
كما قامت الشركة ببناء شراكات دائمة مع مزودي تكنولوجيا آخرين لدمج ميزات جديدة للعملاء، وهذا يدفع بتدفق مستمر من الإحالات المتبادلة، مؤكداً أن هذه العلاقات المبنية على الشفافية والموثوقية والاحترام المتبادل ستتجاوز أي مكسب قصير الأجل.
• المبدأ الثاني: يتعلق بأهمية النمو العضوي والمستدام بدلاً من التوسع السريع غير المدروس، حيث أكد ميلر، أن المكاسب قصيرة الأجل قد تبدو مثيرة، لكن بناء عمل يدوم هو لعبة طويلة الأمد تتطلب إنشاء أساس يمكنه تحمل التحديات ودفع النمو الهادف. وأشار إلى أن شركته التزمت لسنوات بحفنة من المبادئ التوجيهية وهي: التواصل الشخصي والنمو العضوي والخدمة الاستثنائية والابتكار المستمر، وأن البقاء وفياً لهذه القيم لم يحد من نموهم بل قام بتنميته، وهذا سمح لهم بالتكيف بتروٍّ والنمو بشكل مستدام وإحداث تأثير دائم على كل من الصناعة والمجتمع.
• المبدأ الثالث: يركز على تقديم خدمات استثنائية تتجاوز توقعات العملاء بشكل منهجي ومستمر، وليس فقط تلبية احتياجاتهم الأساسية.
وأوضح ميلر، أن هذا المبدأ يتطلب استثماراً مستمراً في فهم احتياجات العملاء المتغيرة وتطوير الحلول التي تعالج تحدياتهم الحقيقية، وهذا يبني ولاءً طويل الأمد يتجاوز مجرد العلاقات التجارية التقليدية.
وأضاف أن الشركات التي تنجح في هذا المجال هي تلك التي تستمع بعناية لعملائها وتستجيب بسرعة لملاحظاتهم، مع الحفاظ على معايير جودة عالية في كل تفاعل.
• المبدأ الرابع والأخير: يتعلق بالابتكار المستمر والتفويض الذكي للمهام، حيث شدد ميلر على أن القادة الأكثر فعالية لا يعملون بجهد أكبر فحسب، بل يعملون بذكاء أكبر.
وأكد أن تعلم كيفية التفويض الإستراتيجي هو أحد أقوى الأدوات المتاحة للقائد، حيث يحرره للتركيز على المبادرات التي تحقق نتائج قابلة للقياس وتحرك الإبرة حقاً، سواء كان ذلك ابتكار المنتج أو توسيع المنظمة أو إحداث تغيير هادف في المجتمع. وحذر من الوقوع في فخ الانشغال بالأعمال اليومية والخلط بينها وبين التقدم الحقيقي، مؤكداً أن تحديد أولويات المشاريع والقرارات التي تدفع بتأثير حقيقي يخلق زخماً يتراكم مع مرور الوقت.
وشدد ميلر في ختام مقاله على أن النجاح الدائم ليس محض صدفة، بل هو نتيجة نية مقصودة والتزام بالمبادئ الأساسية التي تتجاوز المكاسب السريعة، مؤكداً أن بناء عمل يدوم ويترك أثراً دائماً على الفريق والصناعة والمجتمع يتطلب صبراً وانضباطاً وإيماناً بقيم أساسية راسخة، وأن هذه المبادئ الأربعة تميز القادة الذين يحققون نجاحاً دائماً عن أولئك الذين يركزون فقط على النتائج الفورية.