تستيقظ لصلاة الفجر وبعد الصلاة تقوم بقراءة جزء(عم) من القرآن الكريم عن ظهر قلب، بعدها تتناول إفطارها ثم تتصفح جهاز أيبادها الخاص المربوط بشبكة الإنترنت وتطالع عبره الصحف اليومية وتتابع ما فيها من أخبار، كعادتها القديمة وتقرأ مقالات كتّاب الزاوية.
ولدت في منطقة الصوابر، وفي طفولتها كما تحكي في أواخر عقد الأربعينات من القرن الماضي، رفض والداها كحال كثير من الأسر الكويتية ذهابها كبنت إلى المدرسة، لكنها ولحبها للتعلم لجأت كما تقول لخالتها أم توفيق الرشيد، وكانت سيدة ذات عزيمة حتى تتوسط عند والديها وقد أثمرت محاولة الخالة، فبدأت البنت بالذهاب لمدرسة الميدان التي أسستها دار المعارف لتعليم البنات. كانت تمثل حالة وعي وحب للعلم، وكانت تقول إنها لا تهتم ومنذ صغرها بأحاديث البنات والنساء ولكنها تولي اهتماماً كبيراً بالعلم والثقافة ولديها شغف خاص بالمعرفة.
كانت متابعة لي ولمقالاتي منذ فترة طويلة وكانت تنقل لوالدتي وهي قريبتها وصديقتها متابعتها لمقالاتي، وتنقل تشجيعها لي للاستمرار بالكتابة. هذه الخالة والمرأة الكويتية الفاضلة كان لها أثر مباشر على استمراري بالكتابة، فبعد انقطاعي عن الكتابة لثماني سنوات وقبل أن تزاح غمامة جائحة كورونا عنا، التقيت بها في اجتماع عائلي، سألتني «لماذا لا تكتب يا وليدي»؟ فأجبتها انشغالات كثيرة وتغيّر أوضاع العالم يشكّل ضغوطاً على الكاتب، قالت لي بثقة وهي تلوي بيديها أنبوباً دقيقاً معدنياً ليناً «ارجع اكتب، لا تنكسر، البطل ما ينكسر».
رجعت لسيارتي وكأنها ضخت دماء جديدة في عروقي، وكأنما إشراقة شمس سطعت وأضاءت كياني المكفهر بسبب المعاناة مع مرض كورونا.
أخذت أحدث نفسي وأنا أقود سيارتي «البطل ما ينكسر، البطل ما ينكسر»... بعدها استأنفت الكتابة في صحيفة «الراي» الغراء واستمررت في الكتابة دون انقطاع من عام 2020 إلى الآن ونشرت أكثر من مئة مقالة أسبوعية.
فرحمة الله على الحاجة بيبي الحرز (أم إبراهيم) وأسكنها فسيح جناته، ذهبت مربية من مربيات الكويت الفاضلات، لكن كلمتها اكتب لا تتوقف البطل ما ينكسر، سوف تبقى وقوداً يشعل نيران العزيمة في النفس ويغذي يراع القلم رغم التحديات والصعاب.