قرر الجيش الإسرائيلي، تعزيز مستوى الاستعداد في منظومة الدفاع الجوي شمالاً ورفع مستوى الجهوزية بشكل كبير، كما تم فتح الملاجئ في بلدات حدودية مع لبنان، رغم التقديرات الأمنية بأن اغتيال القيادي البارز في «حزب الله» هيثم علي طبطبائي، في الضاحية الجنوبية لبيروت، الأحد، لن يؤدي إلى تصعيد كبير.
وبينما يواصل الجيش الاستعداد لما يُعرف بـ «جولة إضعاف» الحزب، ويُكثّف الهجمات ضد تعاظم قوته وإعادة تأهيله، تفقّد رئيس الأركان إيال زامير، صباح الإثنين، منطقة الفرقة 210 خلال تمرين مفاجئ في المنطقة للتعامل مع حادث طارئ ومفاجئ، وأوعز بالحفاظ على الجاهزية العملياتية المتزايدة.
وقال إن «المنطقة ساخنة، والتأهب في ذروته».
من جانبها، أشارت «القناة 12»، إلى أن «المنظومة الأمنية مستعدة لكل السيناريوهات»، وأن «أحد احتمالات الردّ هو أن يطلق تنظيم في لبنان الصواريخ بدلاً من حزب الله»، مشيرة إلى أن «الجيش يمتلك مسبقاً خططاً غير متناسبة للرد عند إطلاق نار من لبنان».
وأوضحت إذاعة الجيش أنه بعد تقييمات الوضع، قدّر المختصون احتمالات عدة لردّ الحزب، منها:
- إطلاق رشقات صاروخية نحو الجبهة الداخلية.
- محاولة تسلّل إلى داخل إسرائيل أو نحو المواقع المتقدّمة للجيش في الأراضي اللبنانية.
- تفعيل الحوثيين لعملية ضد إسرائيل، نظراً لقرب طبطبائي منهم.
- عدم الرد، وهذا احتمال قائم أيضاً.
كما أكدت وسائل إعلام ان أجهزة الأمن لا تستبعد الرد من سورية أو حدود الأردن أو تنفيذ عملية ضد إسرائيليين في الخارج.
بدوره، رأى مصدر أمني إسرائيلي أن «جولة الإضعاف لحزب الله يجب أن تُنجز قبل نهاية العام»، قائلاً «إذا لم نضعف حزب الله قبل نهاية العام، فسيفاجئنا بالتوقيت».
ولفت إلى أن «حكومة لبنان لن تقوم بمهمة إضعاف حزب الله ولن ننتظر»، مضيفاً «يمكن إضعاف حزب الله دراماتيكياً لسنوات طوال بقتال لأيام فقط».
إلى ذلك، ووفق هيئة البثّ الإسرائيلية العامّة (كان 11)، فقد تمكنت شعبة الاستخبارات في الجيش، «أخيراً»، من تحديد موقع شقة طبطبائي في الضاحية الجنوبية، مشيرة إلى أنه «كان يتمتع بحراسة أمنية مشددة، وبعيداً عن الأضواء».
وذكرت في تقرير أنه تم التخطّط لعملية الاغتيال «قبل أيام قليلة»، وانتظرت إسرائيل «فتح المجال أمام نافذة احتمالات زمنية للهجوم»، حتى تنفيذها.
وأشارت إلى أن «معلومات استخبارية وصلت ظهر الأحد، تشير إلى أن طبطبائي كان في الشقة، فيما أعطى المستوى السياسي، الضوء الأخضر للهجوم، بينما كانت الطائرات تحلّق فوق الهدف».
وأضافت أن «الطائرات أطلقت ذخائر دقيقة، أصابت مطبخ الشقة في الطابق الرابع، حيث كان يقيم طبطبائي مع حراسه»، مشيرة إلى أن «المعلومات الاستخبارية المتعلقة بالمتفجرات، والموافقة السريعة على الخطة، مكنا من تنفيذ عملية الاغتيال، التي استغرقت أقلّ من ساعة».
وفي السياق، نشْر معهد «ألما» الإسرائيلي للبحوث والدراسات لائحةً صوراً لقادة ومسؤولين في الحزب تقدّمها أمينه العام الشيخ نعيم قاسم.
وضّم «الجناح» القيادي - السياسي إلى قاسم نائبه محمد رعد، رئيس المجلس التنفيذي الشيخ علي دعموش، رئيس المجلس السياسي الشيخ إبراهيم أمين السيد، رئيس الهيئة الشرعية الشيخ محمد يزبك، ومسؤول وحدة التنسيق والارتباط وفيق صفا. أما الجناح العسكري، فتضمّن محمد حيدر، طلال حمية، خليل حرب، وخضر يوسف.
وظهر اسم وصورة طبطبائي مع «إكس» أحمر عليها وعبارة «تمت تصفيته في 3 نوفمبر».
من جانبه، أكد مسؤول أميركيّ، وصفته القناة 12 برفيع المستوى: «نحن راضون عن اغتيال طبطبائي».
«درع القوة»
عسكرياً، أعلن الجيش الإسرائيلي، انطلاق مناورة «درع القوة»، والتي ستستمر ليومين، في منطقة مرتفعات هضبة الجولان السورية وواديها، بهدف دراسة وتحسين جاهزية الجيش للتعامل مع سيناريوهات مختلفة عبر التدريب على القيادة والأحداث الطارئة.
وأشار إلى أن المناورة «تشمل تدريباً على تقييم الوضع، واتخاذ القرار على جميع المستويات، وتفعيل حالات التأهب، وإدارة القوات في مسرح العمليات».
وأضاف أن «التمرين سيتضمن حركة نشطة للقوات في منطقة مرتفعات الجولان وغورها، ودوي انفجارات في المنطقة، بالإضافة إلى حركة الطائرات والوسائل الجوية الإضافية»، مؤكداً «عدم وجود أي تهديد أمني».