كشفت دراسة بحثية جديدة نُشرت في مجلة «Cell Metabolism» أن الخلايا الهرمة (Senescent cells)، التي يطلق عليها مجازاً «الخلايا الزومبي» لأنها توقفت عن الانقسام ولكنها تستمر في البقاء وإفراز مواد ضارة، قد تلعب دوراً رئيسياً في تطور الأمراض الهضمية مثل السكري مع التقدم في السن.
وأشارت نتائج الدراسة إلى أن استهداف هذه الخلايا والقضاء عليها قد يمثل نهجاً واعداً للعلاجات المستقبلية. وتتراكم هذه الخلايا الهرمة في الجسم بمرور الوقت وتساهم في الأمراض المرتبطة بالشيخوخة.
وركز الباحثون على الخلايا البطانية (Endothelial cells) التي تبطن الأوعية الدموية، واكتشفوا أن هرم هذه الخلايا يمكن أن يكون ضاراً بشكل خاص لعملية التمثيل الغذائي. ولإثبات ذلك، قام الفريق بإزالة الخلايا البطانية الهرمة من فئران مختبرية تعاني من السمنة، وهذا أدى إلى انخفاض في كتلة الدهون، وتحسن في مستويات السكر في الدم، وانخفاض عام في الخلل التمثيل الغذائي.
وعلى العكس من ذلك، أدت زراعة هذه الخلايا الهرمة في فئران نحيفة ذات أيض طبيعي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم ومقاومة الإنسولين.
ويُعزى هذا التأثير الضار إلى إفراز الخلايا الهرمة لمواد التهابية تُعرف باسم «النمط الظاهري الإفرازي المرتبط بالشيخوخة» (SASP). وتؤدي هذه الجزيئات الالتهابية إلى تعطيل عملية التمثيل الغذائي الخلوي الطبيعية، وهذا يؤثر على قدرة الخلايا على استخدام العناصر الغذائية مثل الدهون والغلوكوز لإنتاج الطاقة.
وهذا بدوره يترجم إلى خلل في الأنسجة ومن ثم خلل في التمثيل الغذائي على مستوى الجسم كله.
وفي مرحلة ثانية من الدراسة، تم علاج الفئران بعقار فيستين (fisetin)، وهو نوع من الأدوية يُعرف باسم محللات الخلايا الهرمة (Senolytics)، والذي ثبت سابقاً أنه يقضي على هذه الخلايا.
وأدى العلاج بالفيستين إلى انخفاض في عدد الخلايا البطانية الهرمة وتحسن في تحمل الغلوكوز لدى الفئران. كما أظهرت عينات الأنسجة المأخوذة من ستة بالغين يعانون من السمنة، تتراوح أعمارهم بين 40 و50 عاماً، انخفاضاً مماثلاً في الخلايا البطانية الهرمة عند معالجتها بالفيستين.
ويفتح هذا الاكتشاف الباب أمام علاجات جديدة تستهدف الخلايا الهرمة في الجهاز القلبي الوعائي. ونظراً لأن الخلايا الوعائية موجودة في جميع أنحاء الجسم، فإن استهدافها يمكن أن يوفر إستراتيجية موحدة لعلاج جوانب مختلفة من الشيخوخة والأمراض المرتبطة بها، مثل السكري وأمراض القلب.