في ليلة غير مألوفة على ملعب «أنفيلد»، تلقّى ليفربول، حامل اللقب، واحدة من أثقل ضرباته هذا الموسم بسقوطه أمام نوتنغهام فوريست بثلاثية نظيفة، في المرحلة الـ12 من الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم، في نتيجة أحدثت صدمة داخل النادي ووسعت دائرة الجدل حول مستقبل الفريق تحت قيادة المدرب الهولندي أرني سلوت.
وأجمعت الصحف البريطانية على أن ليفربول بدا هشاً وغير منظم، لاسيّما عند التعامل مع الكرات الثابتة التي شكّلت مفتاح أهداف «فوريست».
ووصفت صحيفة «غارديان» البريطانية أداء ليفربول بـ «الفوضوي»، مشيرة إلى أن الفريق فقد توازنه بعد الهدف الأول ولم ينجح في استعادة إيقاعه.
وخسارة ليفربول أمام «فوريست»، الذي كان في منطقة الهبوط قبل انطلاق المباراة، هي أكبر انتصار يحققه الأخير في تاريخه على ملعب «أنفيلد»، ليتكبّد الـ «ريدز» هزيمته الثامنة في 11 مباراة ضمن المسابقات كافة.
وجاء الهدف الافتتاحي من ركلة ركنية استغلها المدافع البرازيلي موريلو، لتتوالى بعدها الأخطاء الدفاعية، قبل أن يعزّز الإيطالي نيكولا سافونا النتيجة، ثم يختتم مورغان غيبس-وايت الثلاثية، وسط ذهول جماهير «أنفيلد».
ولم يكن هجوم ليفربول أفضل حالاً، الفريق صنع فرصاً دون أن يتمكن من ترجمتها، بينما ظل المهاجمون معزولين عن خط الوسط رغم التبديلات الهجومية التي أجراها سلوت.
وبعد المباراة، ظهر سلوت بنبرة هادئة لكن حاسمة، مؤكداً أن «الخسارة مسؤوليته الشخصية»، وأن الفريق فقد استحواذه وهدوءه بعد الهدف الأول.
وألقى سلوت اللوم على نفسه بعد الخسارة، قائلاً: «من الصعب قياس مدى سوء ذلك، لكنه كان سيئاً جداً. اللعب على أرضك والخسارة 0-3، بغضّ النظر عن هوية الفريق الذي تواجهه، هي نتيجة سيئة جداً جداً».
تصريحات المدرب لم تُخفِ حجم الضغوط، خصوصاً أن الهزيمة وُصفت في وسائل إعلام بأنها «مهينة»، وأن موقف سلوت اهتزّ بقوّة بعد الأداء المتراجع في الجولات الأخيرة.
كما ردّدت جماهير نوتنغهام فوريست هتافاً ساخراً ضد سلوت: «ستُقال من منصبك صباح الغد».
من جهته، قائد ليفربول، الهولندي فيرجيل فان دايك لخص الوضع، قائلاً إن «المشكلة جماعية وليست فردية»، في محاولة لإبعاد الاتهامات عن لاعبين بعينهم، لكنه أقرّ بأن الفريق «لم يكن على مستوى المنافسة».
وتركت الخسارة ليفربول بعيداً عن المواقع الأمامية، إذ يحتل المركز الحادي عشر (18 نقطة)، وطرحت تساؤلات حقيقية حول قدرة الفريق على المنافسة هذا الموسم إذا استمر النزيف، ووضعت سلوت تحت الضغط بعد الإنفاق القياسي للنادي بلغ نحو 590 مليون دولار في سوق الانتقالات.
وأشار محللون إلى أن الأزمة ليست فقط فنية، بل نفسية أيضاً، حيث يتراجع أداء اللاعبين بشكل واضح بعد تلقّي هدف.
والخسارة المذلّة لخصت الوضع بهذه النقاط:
- ليفربول يعاني من ضعف تنظيمي دفاعي، خاصة في الكرات الثابتة.
- المنظومة الهجومية تفتقر إلى الفاعلية والحلول الفردية.
- الضغوط تتصاعد على أرني سلوت، والمستقبل القريب قد يكون حاسماً.
وبحسب موقع «EPL World»، فإن آخر مرة خسر فيها مدرب حامل للقب الـ«بريميرليغ» 6 مباريات أو أكثر من أصل 12 مباراة في الدوري كان البرتغالي جوزيه مورينيو مع تشلسي عام 2015.
وتابع: «مورينيو حينها أُقيل في شهر ديسمبر». وأضاف: «ديسمبر يبدأ الأسبوع المقبل، وقد خسر أرني سلوت 6 مباريات من أصل 12 مباراة، فهل تتم إقالته؟».