إضافة إلى فوائدها المعروفة على الهضم

الألياف الغذائية تجدد الخلايا ... المقاومة للسرطان

20 نوفمبر 2025 10:00 م

أظهرت دراسة تغذوية حديثة أن اتباع نظام غذائي غني بالألياف يُمكن أن يكون له دور فعال في تجديد الخلايا التائية المناعية المنهكة (T-cells) التي تكافح السرطان، ما يعزز قدرة الجسم على محاربة الأورام.

وتعتبر الخلايا التائية المناعية جزءاً حيوياً من جهاز المناعة، لكنها يُمكن أن تصاب بالإرهاق عند مواجهة السرطان لفترة طويلة، ما يقلل من فعاليتها في القضاء على الخلايا السرطانية.

ووجدت الدراسة، التي أجريت على فئران، أن الألياف الغذائية ساعدت في إعادة برمجة هذه الخلايا المنهكة، ما جعلها أكثر نشاطاً وقدرة على تدمير الأورام.

ويشير البحث إلى أن الألياف لا تعمل بشكل مباشر على الخلايا التائية المناعية، بل تؤثر على ميكروبيوم الأمعاء، وهي مجموعة الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في الجهاز الهضمي. فعندما تتناول الفئران الألياف، تقوم بكتيريا الأمعاء بتخميرها لإنتاج أحماض دهنية قصيرة السلسلة (SCFAs)، مثل البيوتيرات.

ووجد الباحثون أن هذه الأحماض الدهنية، خصوصاً البيوتيرات، هي التي تؤثر بشكل مباشر على الخلايا التائية المناعية المنهكة.

وتعمل البيوتيرات على تغيير البيئة الدقيقة للخلايا التائية المناعية، ما يسمح لها باستعادة وظيفتها القتالية.

ونتيجة لذلك، أصبحت الخلايا التائية المناعية المجددة قادرة على اختراق الأورام ومكافحتها بفعالية أكبر.

ويفتح هذا الاكتشاف آفاقاً جديدة في مجال علاج السرطان، حيث يمكن استخدام التعديلات الغذائية أو المكملات الغذائية التي تحتوي على البيوتيرات كعلاج مساعد لتعزيز فعالية العلاجات المناعية الحالية.

ويؤكد الباحثون أن هذه النتائج، رغم أنها مبشرة، لا تزال في مراحلها الأولية وتتطلب المزيد من الدراسات السريرية على البشر لتأكيدها.

ومع ذلك، فإنها تقدم دليلاً قوياً على العلاقة المعقدة والمهمة بين النظام الغذائي، وصحة الأمعاء، والاستجابة المناعية لمكافحة الأمراض الخطيرة مثل السرطان.

وتدعم هذه الدراسة التوصيات الصحية العامة بزيادة استهلاك الألياف الغذائية، ليس فقط لفوائدها المعروفة على الهضم، ولكن لدورها المحتمل في تعزيز المناعة ومكافحة السرطان.