أطلق تقرير علمي أممي بارز تحذيراً صارخاً من أن الاحتباس الحراري العالمي قد يدفع كوكب الأرض إلى تجاوز عتبة حرجة من «نقاط اللاعودة» المناخية بحلول العام 2030، ما يهدد بحدوث تغييرات كارثية لا رجعة فيها في أنظمة الكوكب.
وجاء هذا التحذير، الذي يتزامن مع تقارير أخرى تشير إلى أن العالم قد تجاوز بالفعل أولى هذه النقاط المتمثلة في انهيار الشعاب المرجانية، ليؤكد أن الجهود الحالية للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة لاتزال غير كافية لتجنب أسوأ السيناريوهات المناخية.
وشدد التقرير على أن تجاوز عتبة +1.5 درجة مئوية من الاحتباس الحراري، مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية، سيضع الكوكب على مسار محفوف بالمخاطر، حيث يمكن أن تتسارع وتيرة ذوبان الصفائح الجليدية في جزيرة غرينلاند وغرب أنتاركتيكا، وتدهور غابات الأمازون المطيرة، وانهيار تيارات المحيط الأطلسي، وهي كلها «نقاط تحول» رئيسية.
ويُحذر العلماء من أن الوصول إلى هذه النقاط قد يؤدي إلى «حلقة مفرغة» من التدهور البيئي، حيث يصبح التغير المناخي محركاً ذاتياً لا يمكن السيطرة عليه.
ودعا التقرير قادة العالم إلى اتخاذ إجراءات فورية وجذرية لخفض الانبعاثات بشكل كبير، مشيراً إلى أن الفرصة لا تزال قائمة للعودة إلى المسار الصحيح، ولكنها تتطلب التزاماً عالمياً غير مسبوق.
كما طالب التقرير بضرورة خفض الانبعاثات العالمية بمقدار النصف بحلول العام 2030 لتجنب المخاطر الجسيمة المرتبطة بتجاوز هذه النقاط الحرجة.
ويُعد هذا التقرير بمثابة «إنذار نهائي» يضع مسؤولية العمل على عاتق الجيل الحالي لتفادي الأضرار التي لا يمكن إصلاحها من أجل مصلحة الأجيال القادمة.