تطالب بقانون يحمي أدوار كبار السن ويمنح الطاقات الشابة... فرصة

رندة كعدي لـ «الراي»: معيار الجمال في أدوار البطولة إلى تَراجُع

16 نوفمبر 2025 10:00 م

تطلّ الممثلة اللبنانية القديرة رندة كعدي في الموسم الرمضاني المقبل بمسلسل «بالحرام»، وهو من إنتاج شركة «إيغل فيلمز» وإخراج فيليب أسمر وكتابة فادي حسين وشادي كيوان، وتشارك فيه نخبة من نجوم الدراما اللبنانية.

ورغم التقدم الكبير الذي شهدتْه الدراما اللبنانية في الأعوام الأخيرة، لكن تبقى للممثل بعض المطالب التي يشعر بأنها تحفظ كرامته، فضلاً عن الحاجة إلى وجوه جديدة للتخلص من مشكلة الوجوه التي تتكرّر من عمل إلى آخر.

كعدي تتحدث إلى «الراي» عن بعض من هذه المطالب وعن عودتها إلى الدراما اللبنانية هذه السنة في هذا الحوار:

• هذه السنة لن يكون مسلسل «بالحرام» من توقيع نادين جابر، فهل تشعرين بأن هذا الأمر يمكن أن يؤثر سلباً عليه، خصوصاً أن كل نجاحات شركة «إيغل فيلمز» الأخيرة كانت من توقيعها؟

- نادين جابر خضعتْ لعملية جراحية، ولذلك قررت الابتعاد هذه السنة كي تنال قسطاً من الراحة. ولكن فكرة النص رائعة والعمل جميل جداً، ومن ناحية أخرى، ليس بالضرورة أن تتكرر الأسماء نفسها والوجوه عينها كل سنة، وليس بالضرورة أن أكون موجودة أنا أيضاً في كل الأعمال، بل هناك وجوه جديدة وكتّاب جدد قادرون على كتابة الأفكار الجديدة. أنا بعيدة عن الموسم الرمضاني منذ عامين وسأطلّ في الموسم المقبل بحماسة وشوق كبيريْن، وربما اشتاق الجمهورُ أيضاً لمشاهدتي على الشاشة بعملٍ جديد، لأن الممثل عندما يغيب فإنه يتيح لنفسه الفرصة للعودة خطوة إلى الوراء كي يعود وينطلق في شكل أكبر.

• ماذا تتوقّعين لمسلسل «بالحرام»؟

- الناس سيُحبونه ويتابعونه لأنه يملك كل مقومات النجاح... فالمخرج (فيليب أسمر) عظيم، والنص جميل جداً، والمسلسل يضم مجموعة عظيمة من الممثلين والتقنيين، وإنتاجه ضخم وفاخر، ومواقع التصوير جميلة.

• هل تشعرين بأن تركيبة الأعمال المشتركة أصبحت تُطبّق على الدراما المحلية، أي بطلة أولى ومعها بطلان أساسيان؟

- لا يوجد دور بطولة مطلقة لممثل واحد في مسلسل «بالحرام»، بل هناك مجموعة ممثلين كلهم أبطال، والمساحة لأدوار متكافئة ولا يوجد دور صغير ودور كبير.

• هذا أمر مهمّ لكنهم بدأوا الترويج لـ «بالحرام» على أنه مسلسل ماغي بوغصن؟

- هذا طبيعي، لأن القصة المحورية تدور حول الشخصية التي تجسّدها ماغي في المسلسل والأحداث التي تحصل معها، وكل المشاركين فيه هم مراحل من الحياة التي مرّت بها، ولا يوجد خطأ في ذلك.

• لا نتحدث عن خطأ، بل عن بطل واحد يدور كل الممثلين الآخَرين في محوره، وهذه لا تُعد بطولة مشتركة...

- هكذا هي التركيبة المعتمَدة أيضاً في الدراما المصرية والسورية، بمعنى أن هناك ممثلاً أو ممثلين هما محور المسلسل، والباقون يدورون حول هذا المحور، تماماً كما الشمس والأرض والقمر والكواكب التي تدور في هذا الكون.

• بالنسبة إلى النصوص، هل يأخذ الكاتب في الاعتبار كتابة أدوار أساسية للممثلين من مختلف الأعمار أم أنه يَكتب القصة وفق ما يُمْليه عليه المنتج؟

- إذا أحب المُنْتِج التركيبة والتوليفة يقوم بإنتاجها، ولكن لا يوجد في لبنان قانون يلزم شركات الإنتاج بإسناد الأدوار الأساسية للممثلين الكبار في السن، بينما في تركيا هناك قانون يلزم المحطات والإنتاج الدرامي بأن يضم المسلسل ممثلين من مختلف الأعمار وأن تكون أدوارهم محورية.

•... في رأيك، هل مازالت الدراما التي تُنتج في لبنان تَعتمد في شكل أساسي على الأشكال الجميلة في أدوار البطولة؟

- هي مازالت موجودة، ولكنها تراجعت كثيراً. ماغي بوغصن مثلاً تجسّد شخصيات وتلعب أدواراً، ولا تعتمد على جمالها. ولم تَعد معايير البطولة تتطلب أن تكون البطلة بطولٍ معيَّن ولونِ عينين محدَّد، بل أصبح هناك وعي أكبر وثقافة فنية، وصاروا يعرفون أن الجمهور ذكي ويجب احترام عين المُشاهد، ولذلك يمكن القول إن هناك عدلاً وإنصافاً كبيرين، ولكن ينقصنا تخصيص عدد أكبر من الأدوار المحورية للممثلين الكبار في السن. ولا أقول هذا الكلام من أجلي، بل من أجل الممثلين الذين هم من جيلي. علماً أنهم بدأوا يراعون هذه الناحية منذ ثلاثة أو أربعة أعوام، ففي العام الماضي مثلاً لعبتْ جوليا قصار ورفيق علي أحمد دورين محوريين في مسلسل «بالدم»، وهذا ما حصل أيضاً قبل عامين، وهذا يعني أن المنطق فرض نفسه على الدراما وأصبحنا نفتخر بها.

• لنفترض أنك رئيسة نقابة الممثلين في لبنان، ما القوانين التي تفرضينها أو تطالبين بها لمصلحة الدراما إلى جانب إسناد الأدوار المحورية للممثلين الكبار في السن؟

- أن يُمنح خريجو المعاهد والجامعات الفرصَ التي يَستحقونها وأن تُلْزَم شركات الإنتاج بإشراكهم في المسلسلات، لأن الشباب والصبايا الذين درسوا الفنون إما هم قابعون في بيوتهم وتلفّهم الكآبة وإما أنهم هاجروا. من النادر إيجاد طاقات فنية شابة وموهوبة، بينما هناك الكثير من الأطباء والمهندسين، ولذلك يجب إعطاء المواهب الجديدة الفرصة كي تَبرز وتتألق، وهذا أمر جوهري. هم يقولون دائماً إنهم يريدون أشخاصاً معروفين، فكيف يمكن أن يصبح الممثل معروفاً إذا لم تتوافر له الفرصة المناسبة.

• ويقال أيضاً إن هناك فجوة كبيرة في الأجور وأن نصف ميزانية المسلسل تكون من نصيب بطل العمل؟

- هذا الطلب يأتي في رأس القائمة، مع أن الأجور التي تدفعها لنا شركات الإنتاج الكبيرة محترَمة جداً. كذلك أطالب بقانون يحمي الممثل، كما في مصر مثلاً، حيث يتم تخصيص صندوق لتأمين رواتب شهرية للممثل وإلا كيف سيتمكّن من تأمين مصاريفه إذا كان في بيته من دون عمل؟

• لكن هناك صندوق التعاضد؟

- لا أعرف أين تذهب أموال هذا الصندوق، وفي الأساس أنا لست عضواً فيه، كما يجب إقرار ضمان الشيخوخة والتأمين الصحي لكل الناس وليس للفنان فقط، لكن الفنان بأمسّ الحاجة لذلك أكثر من غيره لأنه إنسان معروف وتحت الضوء وعزة نفسه تمنعه من دخول الصيدلية والقول للصيدلي أريد حبة دواء ولكنني لا أملك ثمنها.

• هل اقتصرت العروض هذه السنة على مسلسل «بالحرام»؟

- بل جاءني عرض آخَر، ولكنني اعتذرتُ عنه لأنني أريد أن أعطي كل طاقتي للعمل اللبناني. ومع أن العرض الآخر جميل جداً، لكنني لم أندم عليه، بل قلت ليت في إمكاني أن أوزع وقتي بينهما.

• وهل العرض الآخَر مخصص لشهر رمضان أيضاً؟

- نعم، وهو عمل مشترَك، لكن إنتاجه ليس لبنانياً.