تطل ملكة جمال لبنان السابقة كريستينا صوايا من خلال «بيت بيوت»، وهو برنامج اجتماعي يتناول قصصاً حقيقية ويضيء على خبرات عاشها الضيف في حياته وبيته ويمكن أن تكون درساً للآخرين أو عِبرة لهم، كما يُمكن ألا يتعدى حدود الفضفضة والتعافي.
صوايا، التي برزت في التقديم، لها تجارب غنائية وتمثيلية أيضاً وهي تؤكد لـ «الراي» أنها مستمرة في الغناء، موضحة أن انعدام الفرص التمثيلية جعلها بعيدة عن الدراما كما الكثير من الممثلين اللبنانيين.
• يبدو واضحاً تَمَيُّزك في تقديم برنامج «بيت بيوت» وتفاعلك مع الضيوف؟
- صحيح أنني أحاول كإعلامية المحافظة على المهنية والموضوعية، لكن الشعور الإنساني في داخلي يجعلني أتعاطف مع قصص الضيوف والمواقف الصعبة التي يمرون بها ثم لا ألبث أن أتماسك ولا أسمح لعاطفتي بالسيطرة عليّ.
البرامج الاجتماعية من أصعب أنواع البرامج التي يمكن تقديمها، وهي مختلفة تماماً عن الترفيهية التي تتعلق بالنجوم والموسيقى والألعاب. والمسؤولية فيها كبيرة، إذ تنقل قصة الأشخاص إلى المُشاهدين كي يستخلصوا منها العِبر، وربما يجد البعض أنفسهم في هذه القصص.
• ولماذا لم نشاهدك في أعمال تمثيلية مع أن مجال التمثيل منتعش وهناك وفرة في الأعمال التي تُصوّر وتُعرض؟
- توجد عروض، لكن في لبنان وبعد الظروف التي مررنا بها، لا يوجد الكثير من الشركات التي تُنْتَج.
• لكن هناك شركتان تقريباً تنتجان أكثر من 15 عملاً سنوياً؟
- هذا جيد، ولكن الوجوه نفسها تتكرر في كل أعمالهما. دَعْكِ مني، لكن ألا يوجد ممثلون قديرون من أصحاب التجارب المهمة يجلسون في بيوتهم من دون عمل؟
•... وكيف تفسرين حدوث ذلك؟
- من ناحية، بسبب المحسوبيات، ومن ناحية أخرى بسبب لعبة التسويق. فهناك أسماء معينة تَعوّدوا على العمل معها لأن اسمها «بييع»، ولذلك هم يستمرون معها ولا يفسحون المجال أمام الأسماء الأخرى... وهنا أحاول أن أضع نفسي مكان شركات الإنتاج وأن أحلّل الأمور من وجهة نظرها.
• وهل هذا يعني أن اسمك لا يبيع؟
- كل فنان ناجح اسمه يبيع، ولكن يجب توفير الفرص له كي يَبرز ويَنجح بدورٍ معيّن، وعندها لا بد وأن يصبح من الأسماء التي تبيع. كلنا بدأنا من مكان معين، وعندما تُعطى للشخص الفرصة المناسبة يثبت نفسه ويستمر... هكذا هي الحياة.
• وبالنسبة إليك ألم تثبتي نفسك في التمثيل؟
- طبعاً أثبتّ نفسي، ولكنّ المُنْتِجين الذين كنتُ أتعامل معهم توقفوا عن الإنتاج.
• مروان حداد عاد إلى الإنتاج بعمل جديد يجمع في بطولته بين كارلوس عازار وريتا حايك.
- هذا صحيح، ولكنه توقّف عن الإنتاج لفترة طويلة. كلنا يعرف الظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان منذ العام 2019 بدءاً بالثورة ومروراً بـ «كورونا» التي قلبت الدنيا وغيّرت المعادلات والمقاييس وجعلت الناس تقبع في بيوتها وأَدْخَلَت العالم في ركود، وتوقّف معها الإنتاج. نحن في لبنان تعرّضنا لضربات مؤلمة سياسياً واقتصادياً وصحياً، وبعدها وقعت الحرب وقبْلها انفجار المرفأ.
• هل تشعرين أنك محظوظة أم أن الحظ لم يقف إلى جانبك 100 في المئة؟
- لا علاقة للحظ، بل بوجود أشخاص يؤمِنون بالشخص ويؤمّنون له الفرص المُناسِبة. ولا أنكر أنني حصلتُ على بعض الفرص، لكن الفرصة الكبيرة التي أستحقها لم تأتِ حتى الآن. كما توجد مسألة أخرى لا بد من التوقف عندها وهي أن قلائل جداً هم الأشخاص والمُنْتِجون الذين يتعاملون مع المرأة انطلاقاً من موهبتها وبراعتها وقدرتها على إثبات نفسها، بل هم يحاولون الاستفادة منها بطرق أخرى، وهذه الأمور تحصل كثيراً في مجالنا، وأتحدث هنا في شكل عام ولا أشمل الجميع بكلامي بل الفئة الأكبر منهم.
• لا شك أنك من الوسط وتعرفين كواليسه؟
- لا أتحدث انطلاقاً مما سمعتُه، بل أيضاً مما تعرّضتُ له شخصياً.
• تقصدين إما التنازل وإما عدم الحصول على فرصة؟
- لا يُنظر إلى المرأة على أنها أثبتت نفسها بموهبتها، بل يُنظر إليها كسلعة وجسد، مع أنه يمكن أن يتم التعامل معها كموهبة مهمة ويمكن أن تؤمّن بنجاحها عائداً مالياً انطلاقاً من رواج أعمالها. فلماذا يصار إلى التركيز على الجسد والجنوح نحو الأهواء الخاصة والشخصية؟
• وهل الفنانة التي لا تتنازل لا تحقق شيئاً؟
- لا شك في أن هناك منتجين محترمين وأصحاب قدر وقيمة وأنا لا أريد أن أعمم، ولكن في غالبية الأحيان يُطلب من المرأة التنازل، وأنا أرفض ذلك، بل أريد الفرصة لأنني مجتهدة وموهوبة وأملك القدرات المطلوبة.
• هل تتحدثين هنا غناءً أو تمثيلاً؟
- في كلا المجالين. حتى في الغناء يحتاج الفنان إلى إنتاج، ولذلك أنتج على حسابي الخاص ولا توجد شركة تتولى إنتاج أعمالي، و«لايف ستايل» هي الشركة الوحيدة التي أنتجت لي أغنية واحدة وهم كانوا محترمين جداً معي ولم تحصل أي تجاوزات. هم يعملون وفق إستراتيجية معينة ولا يتعاملون مع الفنان في شكل حصري ولا ينتجون ويصوّرون كل أعمال الفنان، بل يختارون أغنية ويصوّرونها ثم يطرحونها في السوق، والفنان يكمل الباقي ويقوم بالتسويق لها، وهذه الخطوة ليست سهلة على الإطلاق.
•... خصوصاً على «السوشيال ميديا»؟
- هناك مَن يظن أن طرح الاعمال على «السوشيال ميديا» أمر يسير، وهذا الكلام غير صحيح، لأن الأغنية تحتاج إلى دعم كبير كي تصل إلى الناس، بل إن الدعم المالي ضروري لضمان وصول العمل الفني.
• هل تحضّرين لمشاريع فنية جديدة؟
- نعم هناك أغنية جديدة سأطرحها خلال الفترة المقبلة.