النسخة الرابعة من البرنامج تُركّز على المُدن المُستدامة

«السفراء الشباب»... جيل دبلوماسيّ يصنع المُستقبل بوعيٍ وانفتاح

12 نوفمبر 2025 10:00 م

- عبدالعزيز الجارالله: ندعم إعداد جيل قادر على تمثيل الكويت في المحافل الدولية
- غادة الطاهر: التنوع الكويتي نموذج يُحتذى في بناء مُجتمعات مُتعايشة ومُنفتحة

أكّد مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات السفير عبدالعزيز الجارالله، أن دعم الوزارة لمبادرة «السفراء الشباب» يأتي في إطار حرصها المستمر على تمكين الشباب وتأهيلهم لفهم طبيعة العمل الدبلوماسي ومناقشة القضايا الدولية، بما يعزز دورهم في صياغة مستقبل أكثر وعياً وانفتاحاً.

وأوضح الجارالله، على هامش مشاركته في الدورة الرابعة لبرنامج الدبلوماسيين الشباب التي أقيمت في مبنى الأمم المتحدة، بالتعاون مع سفارتي كندا وبريطانيا، أن نسخة هذا العام تحمل عنوان «المدن المستدامة»، وهي تُجسّد الهدف الحادي عشر من أهداف التنمية المستدامة، الذي يركّز على تعزيز الوعي بقضايا التنمية الحضرية وبناء مجتمعات سكانية مستدامة.

وأشار إلى مساندة وزارة الخارجية لمثل هذه المبادرات النوعية، عبر تزويد المشاركين بالمعلومات، وتهيئة الأجواء أمامهم لممارسة دور «السفير الصغير»، بما يتيح لهم اختبار بيئة العمل الدبلوماسي عن قرب واكتساب مهارات التواصل والحوار.

روح التسامح

وبيّن الجارالله أن البرنامج يضم شباباً كويتيين ومقيمين تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاماً، في انعكاس للطابع المتنوّع الذي يميّز المجتمع الكويتي، حيث تعيش على أرض الكويت أكثر من 120 جنسية، ما يعكس بيئة منفتحة تُغذّي روح التسامح والتفاهم بين الثقافات.

ولفت إلى أن التعاون مع المشاركين يستمر حتى بعد انتهاء البرنامج، من خلال اللقاءات وورش العمل التي يقيمها المعهد الدبلوماسي الكويتي، لتعزيز معارفهم بالقضايا الدولية وتوجّهات دولة الكويت في محيطها الإقليمي والدولي.

وختم الجارالله تصريحه بالتأكيد على أن الغاية من هذه المبادرة هي إعداد جيل جديد من القيادات الواعية القادرة على تمثيل الكويت في المستقبل، وإكسابه الخبرة الدبلوماسية المبكرة التي تمكّنه من الإسهام في خدمة وطنه وتعزيز صورته في الخارج.

مسارات مغايرة

من جانبها، قالت المنسق المقيم للأمم المتحدة في الكويت، غادة الطاهر، إن الشباب المشاركين في برنامج السفراء الشباب يُجسّدون الأمل في مستقبل أفضل وأكثر استدامة، مؤكدة أن حماسهم وأفكارهم الخلّاقة تعكس روح الجيل الجديد القادر على رسم مسارات مغايرة لما شهدته الأجيال السابقة.

وأوضحت الطاهر أن البرنامج، الممتد على مدى ستة أشهر، يشهد مشاركة 40 متدرباً تم اختيارهم بعناية من بين مئات المتقدمين، مشيرة إلى أن عملية الاختيار راعت التنوع بين المدارس الحكومية والخاصة، وكذلك بين الجنسيات، بما يعكس الطبيعة الفريدة للمجتمع الكويتي الذي يحتضن عشرات الجنسيات في نسيج واحد قوامه الاحترام والتعايش.

وأكّدت الطاهر أن اهتمام وزارة الخارجية الكويتية بمثل هذه المبادرات؛ يعكس نظرتها الواسعة لمفهوم الدبلوماسية الدولية، موضحة أن الدبلوماسية، في جوهرها، ليست فقط شأناً حكومياً أو مهنياً، بل رؤية إنسانية تمتد إلى إعداد دبلوماسيي المستقبل من مختلف الثقافات.

ثقة

بدورها، قالت السفيرة الكندية المعينة لدى البلاد تارا شوروتر: «منذ وصولي إلى الكويت، أتيحت لي الفرصة للقاء العديد من خريجي برنامج السفراء الشباب، ولا يسعني إلا أن أقول إنني معجبة بثقتهم بأنفسهم وفضولهم وهدفهم، فهم يُجسّدون أفضل ما تمثله هذه المبادرة: جيل من الشباب المستعد للتفكير عالمياً والعمل محلياً من أجل مستقبل أكثر استدامة».

من جانبه، قال نائب السفير البريطاني لدى البلاد ستيورت سمرز «كان من الملهم أن نرى كيف بُني كل موسم على الموسم السابق لهذا البرنامج، مُنشئاً منصةً للطلاب الشباب للتفاعل والقيادة والمشاركة في صياغة حلول للتحديات الاجتماعية والعالمية الرئيسية».