«العربية المفتوحة» دشّنت القمة الدولية للذكاء الاصطناعي برعاية رئيس الوزراء

الجلال: تعزيز الحوكمة والقِيَم الأخلاقية في استخدام التكنولوجيا

12 نوفمبر 2025 10:00 م

- عبدالعزيز بن طلال: آن الأوان لتشريعات تحكم الذكاء الاصطناعي وتحمي الإنسان
- خالد الزامل: نسعى لجعل الكويت مركزاً إقليمياً للإبداع والذكاء الاصطناعي

دشّنت الجامعة العربية المفتوحة أعمال القمة الدولية لآفاق الذكاء الاصطناعي 2025 تحت شعار «تشكيل مستقبل الاستدامة والتعليم والابتكار» والتي تُعقد على مدار يومين، وذلك في مقر الجامعة بمنطقة العارضية الصناعية، برعاية من سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله، وبحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور نادر الجلال ممثلاً لراعي القمة، إلى جانب رئيس مجلس أمناء الجامعة الأمير عبدالعزيز بن طلال آل سعود، وعدد من المسؤولين والأكاديميين والخبراء والمختصين من مختلف الدول العربية والعالمية.

وافتتحت فعاليات القمة بكلمة الوزير الجلال، الذي نقل في مستهلها تحيات وتمنيات سمو رئيس مجلس الوزراء بنجاح أعمال القمة، معرباً عن اعتزاز الكويت باحتضان هذا الحدث العلمي الدولي الذي يجسّد التوجه الوطني نحو تطوير المعرفة وتعزيز بيئات التعلم الذكي.

وأضاف أن دعم دولة الكويت لهذه القمة نابع من إيمانها العميق بأن الاستثمار في العقول هو أعظم استثمار يُمكن أن تقدمه الأمم لنفسها وأن تمكين الشباب من أدوات الذكاء الاصطناعي يمثل حجر الزاوية في بناء المستقبل.

ولفت إلى أن التنمية الحقيقية لا تقوم إلا على الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني في منظومة تتكامل فيها الأدوار وتتضافر فيها الجهود لتكوين بيئة محفزة للابتكار والإنتاج المعرفي.

وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم لغة العالم الجديد، وأداة تُعيد صياغة علاقة الإنسان بالعلم والعمل والحياة.

وأكد التزام دولة الكويت بالمشاركة الفاعلة في صياغة السياسات والمعايير الدولية التي تضمن الاستخدام المسؤول للتقنيات الحديثة، وتحقق التنمية المستدامة العادلة لجميع الشعوب.

الاستثمار الذكي

من جانبه، أعرب الأمير عبدالعزيز آل سعود في كلمة له، عن فخره بانعقاد هذا الحدث العلمي في رحاب الكويت، معبرا عن شكره وامتنانه للقيادة الكويتية على دعمها المتواصل للعلم والتعليم والبحث العلمي.

واضاف أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد تقنية رقمية، بل أصبح قوة محركة للمسيرة الإنسانية، تسهم في تطوير التعليم من خلال تحليل أنماط الطلاب وتقديم حلول تعليمية مخصصة، كما أصبح شريكا في القطاع الصحي يسهم في التشخيص المبكر وإنقاذ الأرواح، فضلًا عن دوره الريادي في دفع عجلة الاقتصاد وتعزيز ريادة الأعمال والاستثمار الذكي.

وأشار إلى أن تبني الذكاء الاصطناعي في العالم العربي لا يعني فقط التقدم التقني، بل تمكين الإنسان العربي وتطوير قدراته وتحسين جودة حياته، داعيًا إلى ضرورة سن تشريعات واضحة وسياسات رصينة تضمن توظيف التقنيات الذكية في إطار أخلاقي يحمي الخصوصية ويعزز الثقة المجتمعية.

وبيّن أن «القمة التي تنظمها الجامعة اليوم تمثل منصة عربية رائدة تجمع العقول والخبرات لتعزيز الحوار بين الجامعة والصناعة والحكومة وفتح آفاق التعاون البحثي بين المؤسسات والباحثين والطلبة» مؤكدا أهمية مشاركة الشباب في مشاريع التخرج و(الهاكاثون) الوطني التي تجسّد الأمل وتكتب فصول المستقبل بأيديهم بابتكارات واعدة توظف الذكاء الاصطناعي في خدمة الإنسان والمجتمع.

المنصات الرقمية

بدوره، ألقى رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور خالد الزامل كلمة نيابة عن وزير الدولة لشؤون الاتصالات عمر العمر، أكد فيها أن العالم يعيش مرحلة تحول محورية تقودها الخوارزميات الذكية والمنصات الرقمية، ما يتطلب تكامل الجهود لتسخير هذه التقنيات لخدمة الإنسان والتنمية.

وأوضح الزامل أن القيادة السياسية في الكويت تؤمن بأن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي ليس ترفًا علميًا بل ضرورة وطنية لتأسيس اقتصاد معرفي تنافسي، مشيرًا إلى أن وزارة الدولة لشؤون الاتصالات تعمل بالتعاون مع الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات ومختلف الشركاء في القطاعين الحكومي والخاص على بناء بيئة رقمية متكاملة تجعل من الكويت منصة للإبداع ومركزًا إقليميًا للذكاء الاصطناعي في العالم العربي.

وأكد الزامل على أن هذه القمة تمثل فرصة إستراتيجية لتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وبين الجامعات ومراكز البحث، لتطوير حلول عملية تخدم التعليم والاقتصاد والمجتمع عبر تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وترسخ مكانة الكويت كدولة سبّاقة في تبني الابتكار الرقمي المستدام.

تأسيس مركز التميّز والذكاء الاصطناعي

أكد رئيس الجامعة العربية المفتوحة في الوطن العربي الدكتور محمد الزكري أن استضافة دولة الكويت للقمة الدولية لآفاق الذكاء الاصطناعي 2025 تأتي ترجمةً لرؤية قيادتها الرشيدة في جعل التعليم والابتكار والتحوّل الرقمي ركائز أساسية للتنمية المستدامة وصناعة المستقبل، معلناً عن تأسيس مركز التميز والذكاء الاصطناعي بالجامعة ليكون منصة عربية للابتكار والمعرفة.

وأشار إلى أن الجامعة العربية المفتوحة تمضي بخطى واثقة نحو بناء بيئة تعليمية ذكية تعزّز برامج الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات والروبوتات، وتربط التعليم بالصناعة واقتصاد المعرفة، مؤكداً أن الشباب هم رأس المال الحقيقي للأمة وصنّاع مستقبلها.