ترامب يستقبل الشرع في تتويج لتحوّلات سوريا الكبرى

10 نوفمبر 2025 10:00 م

- الرئيس السوري دخل البيت الأبيض من مدخل جانبي بعيداً عن أعين الصحافيين
- واشنطن تُعلّق عقوبات «قانون قيصر» و«تستثني بعض المعاملات التي تشمل روسيا وإيران»
- دمشق أحبطت مؤامرتين من «داعش» لاغتيال الشرع

استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، نظيره السوري أحمد الشرع في البيت الأبيض، في زيارة تتوج عاماً مفصلياً للرجل الذي انتقل من المعارضة المسلحة إلى سدة الحكم بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد ويبذل جهوداً منذ ذلك الحين لإنهاء عزلة بلاده الدولية المستمرة منذ عشرات السنين، والتي توجت بتعليق وزارة الخزانة الأميركية، اليوم الإثنين، «قانون قيصر».

وأعلنت الرئاسة السورية أن الشرع بحث مع ترامب سبل تعزيز العلاقات والقضايا الإقليمية.

ووصل الشرع، في أول زيارة على الإطلاق يقوم بها رئيس سوري لواشنطن، منذ الاستقلال عام 1946، إلى البيت الأبيض من دون ضجة مثلما يحدث مع زيارات القادة الأجانب. ودخل من مدخل جانبي من الناحية الجنوبية بعيداً عن أعين الصحافيين، بدلاً من الباب الرئيسي للجناح الغربي حيث المكتب البيضاوي.

ويأتي اللقاء التاريخي بعد أيام فقط من إعلان واشنطن أن الرئيس السوري لم يعد على قائمة الإرهاب، وبعد 6 أشهر من لقائهما الأول في الرياض في مايو الماضي بوساطة من ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان.

«قانون قيصر»

من جانبها، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية تعليق العقوبات المفروضة بموجب «قانون قيصر» على سوريا، موضحة أن التعليق «يستثني بعض المعاملات التي تشمل روسيا وإيران». وأكدت أن الولايات المتحدة «ستظل ملتزمة بسورية مستقرة وموحدة وسلمية».

وأضافت الوزارة أن هذه الخطوة تحل محل إعفاء سابق صدر في 23 مايو.

ورأى مدير برنامج الولايات المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية مايكل حنا، أن زيارة الشرع للبيت الأبيض «تحمل رمزية كبيرة للزعيم الجديد للبلاد الذي يأخذ خطوة جديدة في تحوله المذهل من زعيم متشدد إلى رجل دولة عالمي»

صندوق النقد الدولي

وعلى هامش زيارته لواشنطن، بحث الرئيس السوري مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا سبل التعاون المحتملة، مساء الأحد، و«التحول الاقتصادي الذي يحتاج إليه السوريون».

وقالت جورجييفا على منصة «إكس»، إن المناقشات تناولت «التحوّل الاقتصادي الذي يحتاج إليه السوريون ويستحقونه»، مشددة على «استعداد صندوق النقد الدولي لتقديم المساعدة، بما في ذلك من خلال دعمنا الفني القائم للمؤسسات الرئيسية».

كما التقى الشرع وفداً من الجالية السورية في واشنطن، بحضور وزير الخارجية أسعد الشيباني، والمُوفد الأميركي الخاص إلى سوريا توم براك. وأكد أهمية ارتباط السوريين في الخارج بوطنهم سوريا، ودورهم في نقل الصورة الحقيقية عنها والدفاع عن قضاياها العادلة، منوهاً بجهودهم ومبادراتهم التي تعبّر عن انتمائهم العميق واعتزازهم بوطنهم.

بدوره، ألقى براك مداخلة أشاد فيها بدور الجالية السورية في تعزيز العلاقات بين دمشق والمجتمع الدولي، وأكد حرص الولايات المتحدة على دعم المبادرات التي تُسهّل عودة سوريا إلى المحيطين الإقليمي والدولي.

مؤامرتان لـ «داعش»

إلى ذلك، وقبل ساعات فقط من اجتماع البيت الأبيض التاريخي، كشف مسؤول من الشرق الأوسط ومسؤول أمني سوري، إن دمشق أحبطت مؤامرتين منفصلتين لـ«داعش» خلال الأشهر القليلة الماضية، لاغتيال الشرع، مما يؤكد التهديد المباشر الذي يتعرض له ويضفي بعداً شخصياً على خططه للانضمام إلى التحالف الدولي لمحاربة التنظيم المتشدد.

وقال المسؤولان رفيعا المستوى إن إحدى مؤامرتي «داعش» كانت تركز على مشاركة رسمية للشرع معلنة مسبقاً.

وأحجمت وزارة الإعلام السورية عن التعليق على مؤامرات بعينها، معللة ذلك بأسباب أمنية، لكنها أشارت إلى أن التنظيم لايزال يشكل تهديداً أمنياً حقيقياً لسوريا والمنطقة.

وذكرت أنه «خلال الأشهر العشرة الماضية، أحبطت وزارة الداخلية وجهاز الاستخبارات العامة هجمات عدة مرتبطة بداعش استهدفت مواقع مختلفة، بما في ذلك مواقع دينية».

وأضافت في بيان لـ«رويترز»، «تؤكد سوريا التزامها بحماية شعبها ومواصلة محاربة الإرهاب بكل أشكاله».

وأطلقت وزارة الداخلية مطلع الأسبوع حملة تستهدف خلايا «داعش» في أنحاء البلاد، أسفرت عن اعتقال أكثر من 70 مشتبهاً بهم.

وأوضح المسؤول الأمني السوري أن الحملة جاءت بناء على معلومات استخبارية أفادت بتخطيط التنظيم لشن عمليات ضد الحكومة وضد أقليات سورية.

وهدفت الحملة أيضاً إلى إطلاق رسالة مفادها بأن المخابرات السورية اخترقت عمق التنظيم وأن الانضمام إلى التحالف سيضيف تعزيزاً كبيراً للعمليات الدولية ضد المتشددين.