مع كثرة من يدلون بآرائهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، بات تبادل المعلومات الطبية في متناول الجميع، لكن خطورة النصائح غير الدقيقة ازدادت بشكل لافت.
أطباء حذّروا، عبر «الراي»، من وصفات كارثية يقدّمها غير المتخصصين، مطالبين بضرورة تقنين المعلومات الطبية والتأكد من مصدرها قبل تطبيقها، مشددين على أن صحة الإنسان ليست حقل تجارب للاجتهادات الفردية، التي قد تقود إلى نتائج خطيرة، لعدم موثوقيتها.
حازم الرميح: «الترند» صار مسرحاً للاجتهادات الخاطئة
• رفع منسوب التوعية ومحاسبة غيرالمتخصصين
قال استشاري النساء والولادة وطب الخصوبة، الدكتور حازم الرميح لـ«الراي»، إن الكلمة «أصبحت تنتشر بسهولة، مما يستوجب علينا الحرص على استقاء المعلومة من مصادر وأشخاص موثوقين».
ولفت الرميح إلى أن «(الترند) صار مسرحاً يخوض فيه غير المتخصصين في المسائل الطبية، وبعضهم يتجرأ كثيراً في الاجتهاد، لذا نوصيهم بتقوى الله تعالى في هذا الأمر، لأن مسؤولية ما يصيب أي متضرر تقع كلياً على من قدّم له النصيحة».
وتابع: «يجب أن يكون تقديم المعلومة الطبية عبر الدولة وأجهزتها الرقابية، وأن تتم محاسبة غير المتخصصين، وكذلك محاسبة المتخصصين الذين يقدمون معلومات غير دقيقة، وزيادة التوعية من خلال الوسائل الرسمية والجهات الطبية المعتبرة؛ مثل الجمعيات الطبية المتخصصة لمن يرغب في سماع المعلومة».
ولمواجهة هذا الزخم الكبير من المعلومات الطبية المنفلتة، اقترح الرميح «إنشاء إدارة حكومية متخصصة لرصد جميع المعلومات، الطبية وغير الطبية، والتثبت من صحتها وتصحيحها في حال وجود أي خطأ».
أحمد عبدالملك: صحة الإنسان ليست حقلَ تجارب
• مُؤثّرون يروّجون لمكملات وأنظمة حمية غير مرخصة
أكد استشاري طب العائلة الدكتور أحمد عبدالملك لـ«الراي»، أن «الصحة أثمن ما يملك الإنسان، وليست مجالاً للتجربة، والمعلومات الطبية مسؤولية لأن هناك من يسمعها ويطبقها، ومن هنا تنبع أهمية أن تصدر بشكل صحيح، وكذلك على المتلقي الحرص على أن يطبقها بالشكل الصحيح».
وأضاف عبدالملك: «في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح الوصول للمعلومة الطبية سهلاً جداً، وقد ظهر نوع من المؤثرين الذين يقدمون نصائح طبية دون أي مؤهل طبي... ربما يمتلكون نية حسنة لكن تأثيرهم قد يكون ضاراً جداً على المتابعين، خصوصاً إذا كانت النصائح قائمة على تجارب فردية لا على دراسات علمية».
وحذر من أن «هناك من يتأثر بغير المتخصصين، لاسيما أولئك الذين يبحثون عن حلول سحرية وسريعة، لأنهم يتحدثون بلغة بسيطة»، مشيراً إلى أننا «نجد تلك الفئة غير المتخصصة تروج لمكملات وخلطات غير مرخصة وأنظمة حمية خطيرة مما قد يتسبب في مضاعفات صحية».
هند الشومر: تشديد الرقابة على المحتوى الطبي
• مضاعفات جسيمة لمرضى استخدموا وصفات قدمها غير متخصصين
قالت عضو جمعية القلب الدكتورة هند الشومر «أنصح الجميع بالاعتماد على المتخصصين والأطباء في جميع المسائل الصحية، بدلاً من المؤثرين غير المتخصصين، الذين ينشرون معلومات خاطئة حول الصحة دون التأكد من دقة معلوماتهم».
وأضافت الشومر لـ«الراي»، أن «الأطباء والمتخصصين يلتزمون بمعايير مهنية وأخلاقية صارمة عند تقديم المعلومات الصحية الصحيحة والموثوقة». ولفتت إلى «تعرّض بعض المرضى لمضاعفات صحية بعد استخدام وصفات طبية قدمها مشاهير على وسائل التواصل، إما لعدم ملاءمتها لهم أو لتعارضها مع أمراض وأدوية أخرى، ومن المؤسف أن بعض المؤثرين والمشاهير يقدمون وصفات طبية ومنتجات أخرى، الكثير منها لم تخضع لأبحاث علمية موثوقة».
وشددت الشومر على ضرورة «أن يتعرّف كل شخص على السيرة المهنية لمن يقدم معلومات أو نصائح طبية في المنصات، واختيار المتخصصين منهم والابتعاد عمن سواهم».
وتمنت «وضع ضوابط تحكم وسائل التواصل، بحيث يُمنع غير المتخصصين من التحدث في مجالات متخصصة مثل الطب».
وقالت: «هناك الكثير من غير المتخصصين قدموا محتويات علاجية ادّعوا فعاليتها في علاج أمراض نفسية صعبة مثل الوسواس القهري، وهذا يخالف القوانين والأخلاق الطبية، ويتطلب قوانين وإجراءات رادعة».
5 نصائح ومطالب
1 - الحرص على استقاء المعلومة من مصادر وأشخاص موثوقين
2 - تقديم المعلومة الطبية يتم عبر الدولة وأجهزتها الرقابية المختصة
3 - محاسبة غير المتخصصين ومن يقدمون معلومات طبية غير دقيقة
4 - زيادة التوعية من خلال الوسائل الرسمية والجهات الطبية المعتبرة
5 - التثبت من صحة المعلومات الطبية وتصحيحها في حال وجود خطأ