خارطة تطوّر مفهوم الثروة عبر التاريخ

«أغنى شخص في العالم» لقب متحرك... يعكس روح كل عصر

9 نوفمبر 2025 10:15 م

شهد مفهوم الثروة تحولات دراماتيكية عميقة عبر التاريخ البشري، متأثراً بتحولات مصادر الاقتصاد العالمية من الزراعة إلى التكنولوجيا، ما جعل لقب «أغنى شخص في العالم» لقباً متحركاً يعكس روح كل عصر.

ففي العصور القديمة، كان مقياس الثروة يتمثل بامتلاك الأراضي الشاسعة والموارد الطبيعية والتحكم في طرق التجارة، حيث يُعتقد أن الإمبراطور الروماني أوغسطس كان أول ملياردير في التاريخ بثروة قدرت بما يعادل 4.6 تريليون دولار وفقاً لتحليلات الاقتصاديين المعاصرين.

ومن عصر النهضة إلى الثورة الصناعية: انتقل مركز الثروة مع عصر النهضة والتجارة العالمية إلى أوروبا، حيث برزت عائلات مصرفية مثل عائلة ميديتشي في إيطاليا. ثم شكلت الثورة الصناعية منعطفاً حاسماً، فأفرزت أسماء مثل جون د. روكفلر في مجال النفط، وأندرو كارنيجي في الصلب، وكورنيليوس فاندربيلت في السكك الحديدية، حيث كانت ثرواتهم مستمدة من السيطرة على الصناعات المادية والبنية التحتية.

القرن العشرون والاستهلاك

في القرن العشرين، بدأت الثروة تأخذ طابعاً استهلاكياً جماهيرياً مع ظهور سلالة والتون (ورثة متاجر وولمارت) وعائلة مارشال فيلد في قطاع التجزئة. أصبحت الثروة ترتبط بالعلامات التجارية التي تخدم الملايين.

عصر التكنولوجيا والسرعة

لكن التحول الأكبر حدث مع مطلع الألفية الثالثة وطفرة الإنترنت، التي أتاحت تكوين ثروات هائلة بسرعة قياسية غير مسبوقة. برز بيل غيتس كأغنى شخص في العالم لسنوات طويلة بفضل شركة مايكروسوفت، ليتناقل اللقب لاحقاً مع شخصيات مثل جيف بيزوس (أمازون) وبرنارد أرنو.

التقلب السريع في العقد الحالي

يشهد العقد الحالي تقلباً غير مسبوق في مركز «أغنى شخص»، حيث يتنافس إيلون ماسك (تسلا، سبيس إكس) ومارك زوكربيرغ (ميتا) وجيف بيزوس على المركز الأول، تعكس ثرواتهم تقلبات أسواق الأسهم بشكل فوري ومباشر، ما يظهر هشاشة وترابط الثروة الحديثة بالأسواق المالية.

المستقبل

تشير التوقعات إلى أن مصادر الثروة المستقبلية قد تأتي من مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، التكنولوجيا الحيوية، والفضاء، ما قد يضع وجوهاً جديدة في سباق الثروة العالمي.