العسكري والبقصمي والسيد... ناقشوا الأزمة في «الملتقى الثقافي»

«التشكيل وسوق اللوحة في الكويت»... بحاجة إلى مستثمر!

3 نوفمبر 2025 10:00 م

ناقش الملتقى الثقافي لمؤسسه ومديره الأديب طالب الرفاعي موضوع «التشكيل وسوق اللوحة في الكويت» في ثاني أمسيات الملتقى بموسمه الرابع عشر، بمشاركة كل من الأمين العام الأسبق للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور سليمان العسكري، والفنانة ثريا البقصمي، والفنانة فاتنة السيد، وبحضور كوكبة من الفنانين التشكيليين وأصحاب «الغاليريات» المعروفة في الكويت.

ودشّن الأديب الرفاعي الأمسية بالتأكيد على أن الحركة التشكيلية الكويتية كانت رائدة على مستوى الخليج من خلال الفنان الرائد معجب الدوسري، الذي أقام معرضه الأول قبل الاستقلال، مشيراً إلى أن عشق اللوحة التشكيلية بالنسبة إلى الفنان هو لحظة عشق للحياة.

ولفت الرفاعي إلى أن هناك كساداً يواجه سوق اللوحة التشكيلية في الكويت مقارنة بالأسواق الخليجية والعالمية، متسائلاً عن الأسباب وراء تدهور سوق بيع اللوحات التشكيلية في البلاد.

ثم أتاح المجال للمتحدثين الرئيسيين للإدلاء بآرائهم، فكان أولهم الدكتور سليمان العسكري، الذي أشار إلى أنه لا يمكن أن يكون هناك واقع فني تشكيلي حقيقي في الكويت ما لم تبدأ العملية من المدرسة. وأرجع العسكري هذا التدهور إلى عوامل عدة، خصوصاً في الفترة التي أعقبت الغزو العراقي للكويت.

وبيّن أن الدولة والمدرسة والفنان التشكيلي تمثل مثلث المسؤولية عن نهوض الفن التشكيلي أو تخلّفه، إلى جانب تأثير الواقع الاقتصادي الذي مرّ بفترات من الهبوط والصعود.

وتساءل الرفاعي: «لماذا لا توجد سوق رائجة للوحة في الكويت؟»، فأجاب العسكري بأن سوق الفن التشكيلي هي «بضاعة فنية» تحتاج إلى مستثمر وموزع وبائع وإعلان، وهذا التسلسل غير متوافر في الكويت.

وأكد أن الفن يحتاج إلى عشاق لديهم استعداد للإنفاق على اقتناء اللوحات، مشيراً إلى أن كثيراً من الفنانين تخلّوا عن إقامة المعارض لغياب الإقبال على الشراء، بسبب ضعف القوة الشرائية، كما أن هواة اقتناء الفن أصيبوا بتخمة في اللوحات التي يمتلكونها، فتوقفوا عن الشراء.

وشدّد العسكري على أن إنشاء سوق رائجة للوحات الفن التشكيلي يتطلب خلق مجتمع ثقافي عاشق للفن، وهذا يبدأ أولاً من المدرسة، لكن الجرعة الثقافية والفنية تقلصت فيها، فضلاً عن أن «الغاليري» لم يعد يؤدي دوره في الترويج للفنانين وأعمالهم.

«تراجع السوق»

من جهتها، عزت الفنانة ثريا البقصمي تراجع سوق اللوحة في الكويت إلى فترة التوقف والإغلاق خلال جائحة كورونا، التي انعكست سلباً على سوق الفن التشكيلي على مستوى العالم، وليس في الكويت فقط. كما أشارت إلى أن ارتفاع نسب العمولة في «الغاليريات» دفع الفنانين إلى رفع أسعار اللوحات، ما أدى إلى ركود السوق، مطالبةً بضرورة دعم الفنان التشكيلي في الكويت أسوة بالدول الأخرى.

«جسر ثقافي»

أما الفنانة السورية فاتنة السيد، فقالت إنها بدأت رحلتها في الكويت عام 1999، وقدمت من خلالها الفن السوري الحديث كـ«جسر ثقافي»، مؤكدة أن الكويتيين يتمتعون بذائقة فنية راقية، وأن السوق آنذاك كانت نشطة نسبياً، إلا أن الشغف بالفن تراجع لاحقاً.

واتفقت السيد مع العسكري على أن إصلاح الوضع الفني يجب أن يبدأ من المدارس، لغرس ثقافة تذوق الفن التشكيلي لدى الطفل منذ سنواته الأولى.

«أكاديمية متخصصة»

وأكد الفنان عبدالوهاب العوضي على أهمية وجود أكاديمية للفن التشكيلي لتصحيح المسار، موضحاً أن الحديث عن مشكلات الحركة التشكيلية في الكويت مستمر منذ عقود، وأنه من دون أكاديمية متخصصة بأساتذة ونقاد لن يُستعاد زخم الحركة الفنية في البلاد.

«أزمة الفن»

قالت الفنانة ريم البغلي، إن أزمة الفن التشكيلي ليست حكراً على الكويت، إذ لاحظت الأزمة نفسها في إيطاليا، حيث يتجه كثير من الطلبة ذوي المواهب الفنية إلى تخصصات أخرى أكثر ربحية.