خطوة كبيرة نحو الرعاية الصحية الوقائية

«FDA» تقر دواء للسكري يقي من أمراض القلب والسكتات

3 نوفمبر 2025 10:00 م

سجلت هيئة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) إنجازاً طبياً جديداً بإقرارها أخيراً لعقار «ريبيليسوس» (Rybelsus) المعالج للسكري من النوع الثاني للوقاية ضد مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى البالغين، بما في ذلك السكتات الدماغية والنوبات القلبية.

وكان هذا العقار - الذي يُؤخذ كحبوب وأقراص عن طريق الفم - يُستخدم سابقاً لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، لكن هذه الموافقة الجديدة توسع نطاق استخدامه ليشمل الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب، ما يمثل خطوة كبيرة نحو الرعاية الصحية الوقائية.

ويُعرف دواء «ريبيليسوس» أيضاً باسم «سيماغلوتيد الفموي»، ويُقدم حلاً لا يتطلب الحقن، ما يزيد من سهولة الوصول إليه كعلاج.

ويعمل «ريبيليسوس» عن طريق محاكاة هورمون GLP-1 الطبيعي الذي يلعب دوراً في تنظيم سكر الدم والشهية. لكن الأبحاث الحديثة كشفت عن تأثيراته الوقائية على القلب والأوعية الدموية.

ويستهدف العقار المسببين الرئيسيين للنوبات القلبية والسكتات الدماغية: الإجهاد التأكسدي والالتهاب الشريانين ويعمل على تقليل كليهما، كما يُحسن وظيفة البطانة الداخلية للأوعية الدموية (Endothelial function)، وهو أمر بالغ الأهمية للحفاظ على تدفق الدم السلس ومنع تكوّن الجلطات. بالإضافة إلى ذلك، يمتلك العقار تأثيرات خافضة للدهون، حيث يساعد في تقليل الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية.

وإذ يُشكل هذا القرار نقطة تحول في إدارة أمراض القلب، التي كانت تعتمد تقليدياً على تغيير نمط الحياة وأدوية خفض الكوليسترول وضغط الدم، يُقدم «ريبيليسوس» نهجاً جديداً يستهدف العمليات الأيضية والالتهابية الكامنة التي تساهم في تلف القلب. ويُعدّ الالتهاب المزمن محركاً رئيسياً لتصلب الشرايين، وهو تراكم الترسبات الدهنية الذي يؤدي إلى النوبات القلبية والسكتات الدماغية، ويعمل هذا الدواء على تقليل الالتهاب الجهازي، ما يوفر فوائد مزدوجة.

ورغم الفوائد الواعدة، يجب الانتباه إلى أن «ريبيليسوس» قد يسبب آثاراً جانبية مثل الغثيان والإسهال والإمساك، خصوصاً في بداية العلاج. كما يتطلب تناوله على معدة فارغة مع الماء العادي، والانتظار لمدة 30 دقيقة على الأقل قبل تناول الطعام أو الشرب أو الأدوية الأخرى لضمان الامتصاص الفعال.

لكن الخبراء يُشددون على أن هذا الدواء ليس حلاً سحرياً، وأن النظام الغذائي والتمارين الرياضية يظلان حجر الزاوية في الحفاظ على صحة القلب.