بعد مرور 6 سنوات من انعقاد دورتها التاسعة في بيروت، قبل أن تتوقف بسبب الأحداث، شهدت اجتماعات اللجنة العليا المشتركة المصرية - اللبنانية، في القاهرة، اليوم الأحد، التوقيع على 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامج تنفيذي في مجالاتٍ متعددة.
وأكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، خلال مؤتمر صحافي مشترك بعد استقباله نظيره اللبناني نواف سلام، عمق العلاقات الثنائية، مشدداً على أن «هناك توجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي بالحرص على دورية انعقاد اللجنة المشتركة وتقديم كل أشكال الدعم للبنان خلال الفترة المقبلة، ودعم كل مشروعات إعادة الإعمار في الجنوب».
وأوضح مدبولي أنه «تم الاتفاق على زيارة مرتقبة لبيروت برفقة عدد من الوزراء في ديسمبر المقبل»، لافتاً إلى أن «حجم التبادل التجاري بين البلدين، وصل إلى مليار دولار حتى العام 2024».
وشدد مدبولي على أن «القاهرة تدعم كلّ ما تقوم به الحكومة اللبنانية للحفاظ على أمن لبنان واستقراره»، مشيراً إلى أن بلاده تدين الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة على الجنوب اللبناني، وداعياً الجيش الإسرائيلي إلى الانسحاب من النقاط الخمس، تمهيداً لبدء إعادة الإعمار.
من جهته، قال سلام إن «مصر مهد التاريخ والحضارة، والمتحف المصري الكبير (تم افتتاحه مساء السبت) تحفة معمارية وثقافية تروي قصة الإنسان في وادي النيل منذ فجر التاريخ، ومن أم الدنيا إلى ست الدنيا تكتب من النيل إلى البحر يتجدد العطاء العربي وتكتب صفحة جديدة من التعاون».
وأكد أن «لبنان يُقدر الدور الرائد الذي تقوم به مصر في الدفاع عن القضايا العربية، ولا ننسى مواقفها الداعم للبنان ومساندتها له في مختلف المحافل الدولية».
وفي لقاء منفصل، رحب وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي، خلال لقائه سلام، بـ«الزخم الذي تشهده العلاقات على المستويين الرئاسي والوزاري»، مؤكداً «التطلع إلى استمرار هذا النسق المتنامي من التنسيق والتشاور بما يواكب خصوصية العلاقات الثنائية الأخوية، والعمل على ترقيتها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية».
وجدد «التأكيد على موقف مصر الثابت في دعم سيادة لبنان ووحدته الوطنية، وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، فضلاً عن مساندة مؤسساتها الوطنية لتمكينها من الاضطلاع بمسؤولياتها كاملة في الحفاظ على الاستقرار وصون الأمن».
وأعاد «التأكيد على الموقف الداعم للبنان، في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة»، مشدداً «على ضرورة التنفيذ الكامل وغير الانتقائي لقرار مجلس الأمن الرقم 1701، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية».
كما التقى سلام خلال زيارته لمصر، الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير، الذي أكّد دعم بلاده الثابت للبنان في جهوده للحفاظ على استقراره وتعزيز مؤسّساته، ولا سيّما الجيش، مشيراً إلى «استعداد ألمانيا للمشاركة الفاعلة في المؤتمر الدولي المرتقب لدعم الجيش، وللإسهام في مشاريع التعاون الاقتصادي والتنموي».
وشدّد على أنّ «لبنان مدعو اليوم للاستفادة من المناخ الإقليمي الجديد الذي تشكّل بعد وقف النار في غزة، من أجل تثبيت الاستقرار وإعادة بناء الثقة داخلياً وخارجياً»، مؤكدًا أنّ «ألمانيا ستواصل وقوفها إلى جانب لبنان في هذه المرحلة الحساسة».
من جهته، دعا سلام إلى «الضغط على إسرائيل للانسحاب من الجنوب ووقف اعتداءاتها المتكرّرة»، مشيراً إلى أنّ «الحكومة ماضية في تنفيذ خطة حصر السلاح بيد الدولة التي تهدف بدورها إلى تثبيت الاستقرار وتعزيز سلطة المؤسسات الشرعية».