حين يُغلق شارع رئيسي فجأة دون إعلان، يشعر المواطن بالضيق، لكنه ما إن يكتشف لاحقاً أن الإغلاق كان لإنشاء جسر أو حل أزمة مرورية، حتى يدرك أن الغاية تستحق الانتظار.
بالمنطق ذاته، تنجز الحكومة يومياً خطوات كبيرة في تطوير خدماتها، لكن كثيراً منها لا يجد طريقه إلى الرأي العام، الذي ينشغل غالباً بقضايا محدودة، بينما التطوير الحقيقي يحدث بصمت.
اليوم، أصبحت معظم الوزارات نموذجاً للتحول الرقمي:
«الداخلية» أتمّت خدماتها عبر «سهل»،
«العدل» اختصرت مراجعات المواطنين إلكترونياً، «التجارة» أطلقت «سهل بزنس» لأصحاب الأعمال،«التربية» والتعليم العالي وفّرت للوالدين متابعة ودفع وإنجاز المعاملات عبر نافذة رقمية، «البلدية» رقمنت تراخيص البناء والمخيمات، والرعاية السكنية بالتعاون مع بنك الائتمان جعلت رحلة بناء البيت تتم بضغطة زر.
هذه إنجازات تستحق تسويقاً يوازي حجمها، لا لمجرد الإشادة، بل لتوضيح الصورة الحقيقية للناس وبناء الثقة بين الحكومة والمجتمع.
فالتواصل الفعّال وشرح أسباب القرارات قبل تنفيذها، هو ما يحوّل الامتعاض إلى تفهّم، والنقد إلى دعم.
الإنجاز موجود وكبير ومتنوع لكنه بحاجة إلى من يرويه كما هو مع شرح مسبق... بثقة ووضوح.