مجلس الأمن يندد بهجوم قوات الدعم السريع

مأساة الفاشر تُذكّر بماضي دارفور المُظلم

30 أكتوبر 2025 10:00 م

رغم النداءات الدولية لوضع حد لـ«التصعيد العسكري»، لا يزال السودان ينزف وخريطته تتمزق، مع التدفق الكبير للنازحين إثر سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر، في عملية عسكرية دامية أعقبتها مجازر، دانها مجلس الأمن، وحيث تنتشر الجثث في شوارع المدينة، بينما قتل العديد من الأطفال أمام ذويهم، بحسب ما روى فارّون من المدينة الواقعة في غرب السودان لـ «فرانس برس».

وفي نيويورك، عبر مجلس الأمن عن قلقه البالغ «إزاء تزايد خطر ارتكاب فظائع واسعة النطاق، منها فظائع بدوافع عرقية».

وهرب أكثر من 36 ألف مدني من المدينة، الأحد، عندما سيطرت قوات الدعم السريع على آخر معاقل الجيش في منطقة دارفور، ما استدعى تحذيرات من الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية من احتمال وقوع عمليات قتل جماعي وتطهير عرقي.

ولجأ بعضهم إلى مدينة طويلة الواقعة على بعد نحو 70 كيلومترا من الفاشر، والتي تؤوي نحو 650 ألف نازح أصلاً.

وتُذكّر شهادات ناجين وصلوا إلى طويلة، بالماضي المظلم لدارفور مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عندما قامت ميليشيات الجنجويد، القوات المتهمة بالإبادة الجماعية التي ارتكبت في الإقليم والتي شكّلت في ما بعد نواة قوات الدعم السريع، بإحراق قرى وقتل نحو 300 ألف شخص ونزوح 2.7 مليون آخرين.

وأفادت منظمة «هيومان رايتس ووتش» في بيان، بأن المدنيين الفارين «يتعرضون لإساءات معاملة جسيمة على طول الطريق، بما يشمل عمليات اغتصاب ونهب وقتل»، موردة بذلك معلومات تحدثت عنها تقارير موثقة عدة.

وحذرت من أنه «إذا لم يتحرك العالم بشكل عاجل، فإن المدنيين معرضون لخطر ارتكاب جرائم أكثر بشاعة».

ولا تزال الاتصالات والإنترنت مقطوعة، إلا بالنسبة لقوات الدعم التي تتحكم بشبكة ستارلينك عبر الأقمار الاصطناعية. كذلك، لا يزال الوصول إلى الفاشر محظوراً رغم الدعوات إلى فتح الممرات الإنسانية. وبالتالي، من الصعب جداً التواصل مع مصادر محلية مستقلة.

ويخشى الخبراء تقسيماً جديدا للسودان وعودة المجازر التي شهدها إقليم دارفور.

لكن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ «حميدتي»، قال مساء الأربعاء، إنّ «تحرير الفاشر تحوّل لصالح وحدة السودان، ونحن نقول وحدة السودان سلماً أو حرباً».

وأشار الى أن «لجان محاسبة» وصلت الى الفاشر «ونحن مع القانون ومحاسبة من أخطأ».