في تحذير صحي عاجل يخص الملايين حول العالم، تُسلط التقارير الطبية الضوء على التفاعلات المتزايدة والخطيرة بين الكافيين الموجود في القهوة والمشروبات المنبهة والأدوية الشائعة.
ويُركز التحذير بشكل خاص على الأفراد الذين يتناولون أدوية لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) أو يعانون من اضطرابات في القلب والقلق، حيث يمكن أن يؤدي هذا التفاعل إلى نتائج صحية سلبية وخطيرة.
ويُعتبر التفاعل بين الكافيين وأدوية فرط الحركة ونقص الانتباه (مثل الأمفيتامينات) تفاعلاً تآزريّاً، ما يعني أن تأثير الدواء والكافيين يتضاعفان معاً ليصبحا أكثر قوة من تأثير كل منهما على حدة. ويعود هذا التداخل إلى أن كلاً من الكافيين والأمفيتامينات يعملان كمنبهات تزيد من مستويات الدوبامين في الدماغ، وهو الناقل العصبي الذي يساعد على التركيز. ولكن الجمع بينهما يدفع بمستويات الدوبامين إلى ما هو أبعد من الهامش الضيق المطلوب للوظيفة الإدراكية السليمة.
وتظهر الآثار الجانبية المزدوجة لهذا التفاعل بشكل واضح، حيث يمكن أن يؤدي الاستهلاك المفرط للكافيين بالتزامن مع الدواء إلى تفاقم الأعراض الجانبية لكليهما. ويسرد الأطباء مجموعة من الأعراض التي يجب مراقبتها دائماً بـ انتباه، منها:
• زيادة القلق والتهيج: بسبب التحفيز المفرط للجهاز العصبي المركزي.
• خفقان القلب واضطراب معدل ضرباته: يزيد الكافيين والأمفيتامينات من معدل ضربات القلب، ما قد يشكّل خطراً جديّاً على الأفراد ذوي الحساسية القلبية.
• الأرق ومشاكل النوم: يؤدي الجمع إلى زيادة صعوبة الاستغراق في النوم أو الحفاظ عليه.
• مشاكل الجهاز الهضمي: مثل الغثيان وآلام المعدة، التي قد تتفاقم عند تناول أي من المادتين على معدة فارغة تماماً.
وعلى الرغم من أن الكافيين قد يقلل من الصداع لأنه يضيق الأوعية الدموية، إلا أن تأثيره التراكمي مع المنبهات الأخرى يمكن أن يكون ضاراً.
وتُشير التحذيرات الطبية إلى أن الأفراد الذين يعانون من اضطرابات القلق أو الاضطراب ثنائي القطب يجب أن يستخدموا الكافيين بحذر شديد وفي كميات منخفضة للغاية، حيث يمكن أن يؤدي إلى تفاقم هذه الحالات بشكل مفاجئ.
كما ينصح الأطباء بضرورة استشارة مقدم الرعاية الصحية فورياً إذا استمرت الأعراض مثل الغثيان أو صعوبة النوم، لضبط الجرعات أو تعديل نمط استهلاك الكافيين. وفي ما يخص التفاعلات مع «باراسيتامول» (Paracetamol/Acetaminophen)لم يتم العثور على تفاعلات دوائية مباشرة وخطيرة، إلا أن الحذر مطلوب دائماً مع أي دواء آخر يؤثر على الجهاز العصبي المركزي، مثل بعض المضادات الحيوية التي تبطئ عملية تكسير الكافيين في الجسم، ما يزيد من احتمالية حدوث آثار جانبية غير مرغوب فيها أبداً.