«قريبون من توقيع اتفاقية التجارة الحرة مع دول الخليج»

براينت: قوة سوق الأسهم البريطانية تعود جزئياً إلى الاستثمارات الكويتية

29 أكتوبر 2025 10:30 م

- من السهل توقيع الاتفاق لكن المهم هو استخدامه فعلياً
- مستعدون لدعم الكويت في مسار التنويع الاقتصادي

أكد وزير التجارة البريطاني كريس براينت أن زيارته إلى الكويت هي الأولى له، معرباً عن سعادته البالغة بوجوده في واحدة من أبرز مناطق الاستقرار في العالم.

وخلال مؤتمر صحافي عقده مع وسائل الإعلام المحلية، أوضح براينت أن «السبب الرئيسي لزيارته هو دعم وتعزيز التعاون التجاري بين بريطانيا والكويت»، مشيراً إلى أن «الكثير من الناس في دول الخليج ارتبطوا بأعمال تجارية مع المملكة المتحدة على مدى سنوات وعقود وقرون، ونحن نريد البناء على هذا الإرث، ونسعى لإتمام اتفاقية التجارة الحرة مع دول مجلس التعاون في أقرب وقت ممكن».

وأضاف: «أعتقد أن هناك العديد من المجالات التي تتوافق فيها المنطقة مع المملكة المتحدة، ونرغب في تعزيز هذا التوافق، وقد أجرينا مناقشات جيدة جداً، وربما كانت أطول جولة من المحادثات بين الوزراء في البلدين، لكنها كانت إيجابية للغاية. وأنا متفائل جداً بأننا خلال الأسابيع القليلة المقبلة، أو على الأقل قريباً جداً، سنتمكن من التوصل إلى اتفاق موقع ومكتمل لاتفاقية التجارة الحرة بين الجانبين».

وعما يمكن أن تقدمه المملكة المتحدة لدول الخليج لتعزيز الاستثمارات، قال: «أريد أن أرى الاستثمارات تسير في الاتجاهين. الكويت تاريخياً استثمرت كثيراً في المملكة المتحدة، ويمكن القول إن قوة سوق الأسهم البريطانية الحالية تعود جزئياً إلى الاستثمارات الكويتية وغيرها من استثمارات الخليج، وقد كانت دائماً استثمارات آمنة وموثوقة، سواء كانت في أندية كرة القدم أو في البنية التحتية أو في قطاعات مختلفة».

وأضاف: «أعلنا خلال الأيام الماضية عن صندوق ضخم بمليارات الجنيهات لدعم المصدّرين البريطانيين الذين يرغبون في الاستثمار هنا في الخليج ضمن إطار تمويل الصادرات البريطاني. وفي النهاية، ما نحاول تحقيقه من خلال اتفاقية التجارة الحرة هو أكبر قدر ممكن من تحرير الأسواق حتى يتمكن الجميع من ممارسة مزيد من التجارة. من السهل توقيع الاتفاق، لكن المهم هو استخدامه فعلياً، وهنا يأتي دور رجال الأعمال البريطانيين والخليجيين للعمل معاً لتحقيق الازدهار الاقتصادي المشترك».

وعندما سُئل عن حجم الاستثمارات الكويتية في بريطانيا، أجاب: «لا أعرف الرقم الدقيق، لكنه كبير جداً، وهي استثمارات من خلال الأسهم ورؤوس الأموال وصناديق أخرى، وهي ضخمة للغاية في المملكة المتحدة».

وعن توافق الاتفاقية مع رؤية الكويت 2035، قال براينت: «من الواضح أن أي دولة تعتمد على صناعة واحدة ستواجه صدمات مستقبلية، لذلك من المهم التنويع الاقتصادي. نحن مستعدون لدعم الكويت في هذا المسار، وهذا ما تعمل عليه بالفعل الآن. ولهذا السبب فإن اتفاقية التجارة الحرة مهمة جداً لأنها تشمل قطاعات متعددة وتخفض الحواجز الجمركية وغيرها من العقبات أمام التجارة».

وأضاف أن الاتفاق لا يقتصر على النفط والغاز والحديد والصلب، بل يشمل مجموعة أوسع من المنتجات.

وعن تفاصيل المباحثات مع الجانب الكويتي، أوضح براينت «ركزنا بشكل رئيسي على اتفاقية التجارة الحرة. وإذا افترضنا أننا سنوقع الاتفاقية خلال الأسابيع الخمسة أو الستة المقبلة، فسيكون العام المقبل هو عام العمل الحقيقي لضمان تطبيقها واستخدامها فعلياً، لأن توقيع الاتفاق لا يكفي إن لم يتم تفعيله».

وتابع: «لقد بذلنا جهداً كبيراً في هذه المفاوضات لأننا نعتقد أن العلاقات التاريخية بين الخليج والمملكة المتحدة قوية ونريد البناء عليها. التقيت اليوم بالكثير من الوزراء الذين يعرفون المملكة المتحدة جيداً، وهناك مستوى عالٍ من الثقة المتبادلة، وهو أمر مهم جداً».

وأضاف: «صحيح أن خروجنا من الاتحاد الأوروبي منحنا بعض الصعوبات إلى جانب المزايا، فإحدى المزايا هي قدرتنا على إبرام اتفاقياتنا بأنفسنا، لكن من السلبيات أننا مازلنا بحاجة إلى اتفاقية أفضل مع الاتحاد الأوروبي ذاته».