دراسة تكشف عن تمدد غامض لإدراك الوقت

الشعور بالزمن يتباطأ في صالات الألعاب الرياضية

29 أكتوبر 2025 10:00 م

لطالما كانت الشكوى من بطء مرور الوقت أثناء ممارسة التمارين الرياضية في صالات الألعاب الرياضية مجرد مزحة أو تعبير عن الملل. ولكن العلم، على ما يبدو، قد أكد هذه الظاهرة بشكل غير متوقع.

فقد كشفت دراسة صغيرة أن الوقت يتباطأ بالفعل بالنسبة للإدراك البشري أثناء ممارسة الرياضة، حيث يميل المشاركون إلى تقدير فترة زمنية مدتها 30 ثانية بشكل أسرع بنسبة 8 إلى 9 في المئة من الوقت الحقيقي.

ويشير هذا التباطؤ في الإدراك إلى أن الساعة تبدو وكأنها تتحرك ببطء بالنسبة لهم.

أُجريت الدراسة على 33 مشاركاً أكملوا تجارب على دراجات ثابتة، وطُلب منهم تقدير فترات زمنية مدتها 30 ثانية في خمس نقاط مختلفة: قبل بدء الدورة، وبعد 500 متر، وبعد 1500 متر، وبعد 2500 متر، وبعد الانتهاء من التمرين. وقد تم إجراء ثلاث جولات من التجربة: واحدة بشكل فردي، والثانية مع وجود منافس افتراضي، والثالثة كانت سباقاً نشطاً طُلب فيه من المشاركين محاولة التغلب على الخصم.

وكانت التفاصيل الأكثر إثارة للدهشة في النتائج هي أنه «لم يكن هناك فرق بين ظروف التمرين أو النقاط الزمنية».

وهذا يعني أن ظهور منافس، أو بذل جهد إضافي للتغلب عليه، لم يغير من إدراك المشاركين للوقت، كما أن الزيادة المطردة في الجهد المُدرك طوال التجربة لم تؤثر على هذا الإدراك، وهذا يشير إلى أن المحفزات الخارجية قد لا تؤثر على إدراك الوقت أثناء التمرين، وأن الظاهرة مرتبطة بعوامل داخلية أخرى.

ويركز الباحثون، وهم من هولندا وإنكلترا، في مناقشتهم على علم النفس الرياضي. ويشيرون إلى أن التوقيت والوتيرة الدقيقة أمران أساسيان للرياضيين التنافسيين، فإذا كان التنافس النشط ضد منافس قريب لا يساعد على الشعور بأن الوقت يمر بشكل أسرع، فإن الرياضيين يحتاجون إلى شيء آخر لإشراك انتباههم من أجل البقاء في المنطقة النشطة والخروج من منطقة الملل.

ويؤكد الباحثون على أن «هناك حاجة إلى مزيد من العمل لزيادة كشف دور المحفزات الخارجية، وشدة التمرين، ومدته على إدراك الوقت أثناء التمرين». ويشيرون إلى أن كل هذه العوامل تؤثر على التوقيت، والوتيرة، والإكمال الناجح للنتائج المثلى عبر الأنشطة البدنية.

ويقترحون أن التقنيات الأحدث، مثل الإضاءة الموقوتة، قد تساعد في دعم أهداف الرياضيين في تحديد الوتيرة والإخراج.