مع القفزات التكنولوجية الخاصة بأجهزة التتبّع التي أصبحت أصغر حجماً وأكثر دقة وفعالية، بات ملاك السيارات على موعد قريب من مركباتهم أينما ذهبوا، وذلك لسهولة التوصل إليها تكنولوجياً حتى ولو أضاعوا موقعها.
ورغم ما يحمله ذلك من تطورات إيجابية، إلا أنه يراود مالكي السيارات والسائقين على الجهة الأخرى مخاوف واسعة حول وجود أجهزة تتبع سياراتهم، إذا كان هناك من يهتم بأمرهم ويحاول رصد أماكنهم وتحركاتهم، لا سيما أن هناك ربطاً تقليدياً بين موقع السيارة وقائدها.
وعادة ما يكون هذا الرصد من خلال مسارين ، إما ارتباط عبر جهاز «GPS» مخفي في السيارة يحدّد الموقع ويرسل التنبيهات، أو أن يكون تم ربط نظام السيارة مع أحد تطبيقات تتبّع السيارة، وهي برامج تستخدم تقنية نظام تحديد المواقع العالمي «GPS» لعرض موقع السيارة في الوقت الفعلي، وتتبع سجل الحركة، وضبط «سياج جغرافي» (مناطق محددة) لتلقي التنبيهات عند دخولها أو مغادرتها، ومراقبة السرعة واستهلاك الوقود.
وتوجد تطبيقات عدة تتتبّع السيارات، منها ما يساعد المالك في إيجاد مكانها أو في التجسس عليه، كما تتيح بعض الوكالات خدمة تتبع السيارة لمالكيها عبر تطبيقات خاصة، لمساعدتهم في حال سرقتها، ومن أبرز التطبيقات الشائعة في هذا المجال: «TrackingFOX»، و«GPS STAR AUTO»، و«Car Track Mobile»، و«iTrack»، و«CarLock»، و«NetTrack» لـ«Track Your Truck»، بالإضافة إلى خيارات أخرى مثل «Geo Tracker» و«Find My Car» و«Vehicle Tracking».
علامات التتبع
ورغم أن أجهزة التتبع المستخدمة بداخل السيارات صغيرة وغير ملحوظة، إلا أن هناك إشارات وعلامات عدة قد تنبّه الأشخاص لوجود جهاز تتبع داخل السيارة، بينها:
- إرسال تنبيهات دائمة على الهاتف الجوال بوجود أجهزة «AirTag» غير معروفة لفترة طويلة.
- ظهور ضوضاء غير مألوفة عند القيادة عند تشغيل الراديو أو الوقوف بجوار السيارة، فهذا يعني وجود جهاز «GPS» ويتداخل مع إشارات الاتصال.
- استنزاف سريع لبطارية السيارة، حيث تستهلك أجهزة التتبّع في الأغلب بطارية أعلى من المعتاد لأنها تعتمد على نظام الكهرباء.
- معرفة شخص لمكانك وتحركاتك دائماً.
فك الارتباط
وفي حال ربط نظام السيارة، يستطيع السائق أن يتحقق من إعدادات تطبيق السيارة الرسمي أو تطبيقات نظام تحديد المواقع «GPS» المثبتة على الهاتف، والبحث في الإعدادات عن قسم الأجهزة المتصلة أو المستخدمين المسجلين، والتحقق من إذا ما كانت هناك أجهزة أخرى مرتبطة بالملف الشخصي وفصلها.
كما يجب أن يتفقد تطبيق خرائط غوغل «Google Maps» أو أي تطبيق ملاحة يستخدمه، ليتأكد من إعدادات هذا التطبيق على السيارة، وعدم ارتباطها بشخص آخر، مع التأكد من أن ميزة «عرض موقع السيارة» (أو ما يماثلها) مفعلة ومُعرفة بشكل صحيح، والتحقق من أي معلومات حول مشاركة الموقع مع أجهزة أخرى.
أجهزة التتبع
أما في حالة وجود أجهزة تتبّع، فعلى السائق أن يتحقق يدوياً من الأماكن الممكنة لوضع جهاز التتبع بالسيارة كتحت المقاعد وخلف لوحة القيادة أو تحت الهيكل الخارجي بالقرب من العجلات أو الصدامات، كما يمكن البحث في أي مكان يسهل توصيل جهاز التتبع بها، كمنافذ الشحن والبطارية.
أما بالنسبة لتطبيقات إيجاد أجهزة تتبع، فليس هناك أي من التطبيقات التي أثبتت فاعليتها ومهمتها الأساسية في كشف أجهزة التتبع الخفية داخل السيارات، ولكن هناك بعض التطبيقات التي تنبه السائقين لوجود أجهزة «AirTags» غير معروفة تتحرك معه، ومن ضمن هذه التطبيقات ما يصلح لمستخدمي أجهزة «iPhone» أو مستخدمي الآندرويد، والتي ترسل إشعارات وجود «AirTag»، ومن بينها تطبيق «Find My» المتاح من «Apple»، وتطبيق «Tracker Detect» من «Android».
وتمكن أجهزة «AirTag» من تحديد مكان السيارة، لكنها لا تعمل كبديل لجهاز تتبع «GPS» مخصص للمركبات، فهي تعتمد على شبكة الأجهزة القريبة لتحديث موقعها، وقد تواجه مشكلات في تحديد الموقع بدقة أثناء حركة السيارة، لكنها تساعد في معرفة موقعها النهائي عند توقفها أو عند وجود أجهزة «Apple» في محيطها.
الكشف
عبر فني متخصّص
في حالة صعوبة استخدام برنامج كشف جهاز التتبّع، أو فشل الشخص بشكل عام، في تحديد ما إذا كان هناك جهاز تتبع داخل سياراتهم، ويراودهم الشك بوجود من يراقبهم، يمكن طلب المساعدة من الخبير الفني للسيارات أو الخبير في الأمن الإلكتروني، من أجل فحص السيارة بالكامل، والتأكد من وجود جهاز تتبع أم لا.