افتتح ووزير الصحة الجناح العاشر الجديد في مركز علاج الإدمان ووصفه بحلمٍ عمل عليه لفترة طويلة

اليوسف: من يعمل بالمخدرات فليتحمّل ما سيأتيه

25 أكتوبر 2025 08:42 م

- عندما تسلمت الوزارة فوجئت بحجم الحرب... وبدعم صاحب السمو واجهناها بقوة
- ارتفاع أسعار المواد المخدرة سبعة أضعاف دليل واضح على فاعلية جهود المكافحة
- قانون مكافحة المخدرات الجديد حلم تحقّق... وسيرى النور خلال أسبوع
- نخوض حرباً شرسة ضد تجار السموم وسنصل إلى إعدامهم
- ما نراه ليس جناحاً في مستشفى بل بيئة علاجية تضاهي أفضل الفنادق
- أطمع بتعاون الحكومة لنرى طريقة تُرجع المتعافين إلى وظائفهم ليعيشوا حياتهم

أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف أن الدولة تخوض حرباً حقيقية ضد تجار ومروّجي المخدرات، مشيراً إلى أن هذه الحرب حققت نجاحاً دليله ارتفاع أسعار المخدرات إلى نحو سبعة أضعاف.

جاء ذلك في تصريح لليوسف، لدى افتتاحه اليوم السبت، ووزير الصحة الدكتور أحمد العوضي، الجناح العاشر الجديد في مركز علاج الإدمان، في إطار تعزيز الطاقة الاستيعابية وتطوير خدمات العلاج والتأهيل للمرضى، بدعمٍ من بيت التمويل الكويتي، وبحضور رئيس مجلس إدارته حمد المرزوق.

وقال اليوسف «حين تسلّمت وزارة الداخلية تفاجأت بحجم الحرب التي نخوضها مع تجار المخدرات، وبتوجيهات سامية من سيدي صاحب السمو، كان لزاماً علينا أن نواجه هذا الخطر بكل قوة. فالإدمان مرض ابتُلي به بعض الرجال والنساء، وواجبنا أن نُعالجهم لا أن نحاكمهم، وقد كان حلمي أن أرى ما شاهدتموه اليوم من مستوى عالمي في الرعاية والعلاج».

جهود كبيرة

وأضاف «أعتقد وأجزم أنه ما فيه مكان في العالم على هذا المستوى، بفضل الله وبتبرع سخي من بيت التمويل الكويتي الذي لم يقصر مع جميع وزارات الكويت كلها بدعم أي مشروع لخدمة الكويت»، وأشار إلى أن «وزارة الداخلية حصلت أخيراً على جائزة المركز الأول من مقر مكافحة المخدرات في تونس، تقديراً لجهود الكويت في محاربة آفة المخدرات. وأشكر رجال المكافحة على ما يقدمون من تضحيات جسيمة، بعض مخاطرها نراها وبعضها لا يراها إلا الله. فالحرب المعلوم يمكن للشخص أن يجهز نفسه لها ويعرف قوته وقوة العدو، ونحن في وزارة الداخلية نخوض حرباً ضد مجهول، ورجال الأمن يخوضون حرباً ضد المجهول وضد أوكار وتجار السموم، وهذه عملية صعبة جداً، ولكن هؤلاء الرجال نذروا أنفسهم لحماية الكويت وكل من يعيش على أرضها، ونحن لا نفرق بين كويتي ومقيم».

علاج للجميع

وشدد اليوسف على أن «جميع المستشفيات في الكويت تُقدّم العلاج لأي شخص يُقيم على أرضها دون تفرقة»، مؤكداً «أن الإدمان يُعامل كمرض يتطلب الرعاية لا الإدانة». وأضاف: «اليوم أشعر بالعجز عن شكر كل من ساهم في هذا المشروع، فما أراه كان حلماً أعمل عليه منذ فترة طويلة وأجاهد فيه بالتعاون مع وزير الصحة، ليكون مركز الإدمان مكاناً يشعر فيه المريض بالأمان والرغبة في العلاج، ويرى أن علاجه هنا أفضل من علاجه بالبيت».

وبيّن الوزير أن من التجارب الناجحة التي تم تطبيقها العلاج المنزلي تحت المراقبة، حيث يُعالج بعض المرضى وسط أسرهم في بيئة داعمة، من خلال السوار، مؤكداً أن النتائج كانت «مبشرة جداً».

حلم تحقق

وحول قانون مكافحة المخدرات الجديد، أوضح الشيخ فهد اليوسف أن «القانون الجديد كان حلماً لننجزه وأنجزناه، سيُبصر النور خلال الأسبوع الجاري أو المقبل، بعد أن تحقق الحلم بإنجازه»، مؤكداً أن «كل واحد راح يشتغل في المخدرات سيتحمل ما سيأتيه، وسنصل إلى إعدام تجار المخدرات». وكرر شكره الجزيل لرجال مكافحة المخدرات ورجال الوزارة عموماً، في محاربة تهريب المخدرات، ولفت إلى أن «نسبة دخول المخدرات إلى الكويت انخفضت بنحو 90 في المئة خلال العام الماضي، فيما النسبة المتبقية 10 في المئة أمر مقدور عليه»، مضيفاً أن «ارتفاع أسعار المواد المخدرة من دينار واحد إلى سبعة وثمانية دنانير دليل واضح على فاعلية جهود المكافحة».

دمج

وحول إمكانية عودة الشخص المدمن الذي تعالج لممارسة حياته الطبيعة، قال اليوسف: «كانت لي تجربة مع أكثر من شخص يتعالج من المخدرات، والحمد لله استجابوا وتعالجوا ورجعوا أشخاصاً طبيعيين، وأطمع شخصياً في تعاون الحكومة لنرى طريقة لنرجعهم إلى وظائفهم حتى يستطعوا أن يعيشوا، ما نبي نرجعهم مرة ثانية لما كانوا عليه بعد التعب الذي تعبناه معهم».

وفي ختام كلمته، أكد وزير الداخلية أن افتتاح الجناح العاشر في مركز علاج الإدمان يشكل نموذجاً يُحتذى به في التكامل بين المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص لخدمة الوطن والمجتمع، قائلاً: «ما نراه اليوم ليس جناحاً في مستشفى، بل بيئة علاجية تضاهي أفضل الفنادق، والمهم ليس الجائزة التي حصلنا عليها بل الحب الصادق للكويت وأهلها».

وزير الصحة: للتوعية دور أساسي في المنظومة الصحية والمجتمع

أكد وزير الصحة الدكتور أحمد العوضي أن التوعية الصحية تمثل ركناً أساسياً في المنظومة الصحية، مشيداً بدور العاملين في مجال الإعلام الصحي وجهودهم في نقل المعلومة الدقيقة وتوضيح دور وزارة الصحة للمجتمع.

وقال العوضي، في تصريح لدى افتتاح الجناح «وجودكم إلى جانب زملائكم في الميدان، سواء في غرف العمليات أو في المراكز والمستشفيات، يمثل دعماً حقيقياً للمنظومة الصحية، ويسهم في تعزيز الوعي الصحي بين أفراد المجتمع».

وأضاف «نأمل أن يستمر هذا التعاون جنباً إلى جنب بين الكوادر الصحية والإعلاميين في بيان مظاهر التوعية الصحيحة، لما لها من أثر كبير في الوقاية وتعزيز الصحة العامة، فالتوعية ليست عملاً مكملاً بل جزء لا يتجزأ من واجبنا تجاه المجتمع».

المرزوق: دعم المشروع ينبع من إيمان بيت التمويل بدوره الوطني والمجتمعي

أعرب رئيس مجلس إدارة بيت التمويل الكويتي حمد المرزوق، عن اعتزازه بمساهمة بيت التمويل في دعم هذا المشروع، مؤكداً أن افتتاح الجناح العاشر يأتي استكمالاً لمبادرة بيت التمويل في إنشاء المركز عام 2005.

وبيّن المرزوق، في تصريح لدى افتتاح الجناح، أن «دعم المشروع ينبع من إيمان بيت التمويل الكويتي بدوره الوطني والمجتمعي، وحرصه على دعم المبادرات الصحية التي تعزّز الاستقرار الاجتماعي والأُسري».