«تسميم الذكاء الاصطناعي»... يُهدِّد أمن الأنظمة الرقمية عالمياً

23 أكتوبر 2025 10:00 م

في تقرير تحذيري نُشر في موقع «ذا كونفرسيشن»، شرح البروفيسور أحمد خان، عالم الحاسوب البارز في الولايات المتحدة، ظاهرة «تسميم الذكاء الاصطناعي»، وهي عملية تُتعمّد فيها إدخال بيانات مضللة لتعطيل أداء النماذج الذكية، ما يُشكّل تهديداً متزايداً لأمن الأنظمة الرقمية عالمياً، بما في ذلك القطاعات الحيوية مثل البنوك والمستشفيات.

وركّز التقرير على هجمات تستهدف نماذج ذكاء اصطناعي مثل «ChatGPT»، مؤكداً على الحاجة إلى إستراتيجيات دفاعية عالمية فورية لمواجهة هذه التحديات المتزايدة في عصر التحول الرقمي.

وشرح الدكتور خان، أنه يُمكن أن يؤدي هذا التسميم إلى إجابات خاطئة بنسبة تصل إلى 30 في المئة، مُعرّضاً القطاعات المصرفية والصحية والبنية التحتية الرقمية لمخاطر كبيرة، خصوصاً في ظل الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا، حيث تُشكل هذه الهجمات تهديداً للأمن الاقتصادي والاجتماعي.

وأُجري التحليل في مختبرات تقنية متطورة بأميركا، مستنداً إلى محاكاة هجمات رقمية حقيقية أُجريت على نماذج ذكاء اصطناعي، حيث أظهرت النتائج مدى سهولة اختراق هذه الأنظمة عند غياب الحماية المناسبة، مع تسجيل زيادة بنسبة 25 في المئة في هجمات التسميم خلال العام الماضي.

وأوضح خان: «التسميم يُهدد الثقة في التكنولوجيا ويُعرض المستخدمين لخسائر كبيرة، بما في ذلك سرقة البيانات الحساسة»، مشيراً إلى أن الهجمات تتضمن حقن بيانات فاسدة في قواعد التدريب، ما يؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة في أنظمة حساسة مثل تلك المستخدمة في المستشفيات لتشخيص الأمراض أو في البنوك لإدارة المعاملات المالية.

وطالب الدكتور خان، بتطوير أنظمة كشف متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي الدفاعي، معززاً التعاون بين الشركات التكنولوجية والحكومات لمواجهة هذه التهديدات المتزايدة التي تستهدف البنية التحتية الحيوية.

ويدعو مثل هذا التحذير إلى ضرورة أن تعمل حكومات الدول حول العالم على تعزيز أمنها السيبراني في القطاعين العام والخاص، مع تزايد الاعتماد على الخدمات الرقمية في الحكومة الإلكترونية والبنوك الإلكترونية. كما أن هذا الأمر يُبرز أهمية التعاون الدولي لتطوير معايير أمنية موحدة في ظل تصاعد هجمات التسميم التي تستهدف البنية التحتية الحيوية في الدول النفطية مثل الكويت، حيث تُمثل هذه الهجمات تهديداً محتملاً لقطاع النفط والغاز.

ويستدعي ذلك سن تشريعات دولية لتنظيم بيانات الذكاء الاصطناعي وتتبع مصادرها، مع دعوة لتطوير تقنيات دفاعية متطورة تُحافظ على سلامة الأنظمة الرقمية في عصر التكنولوجيا المتسارع، بما في ذلك تدريب الكوادر المحلية على مكافحة التهديدات السيبرانية.

وبالنسبة لدول الخليج، بما فيها دولة الكويت التي تستثمر في التحول الرقمي ضمن رؤية 2035، يُقدم هذا التحذير إشارة واضحة إلى أهمية وضع خطط طوارئ لمواجهة هذه التحديات، ما يعزز الجاهزية ضد التهديدات السيبرانية المستقبلية ويُدعم بناء مجتمع رقمي آمن ومستدام.