الرومي أعرب عن التفاؤل بمزيد من الاكتشافات.. مكامن واعدة في مناطق لم تكن متوقّعة سابقاً

وزير النفط: أرض الكويت فيها خير

22 أكتوبر 2025 10:06 م

- نمر الصباح: انعقاد المنتدى يؤكد مكانة الكويت المرموقة في الصناعة النفطية العالمية
- الكوادر الوطنية هُم «نفط المستقبل» ونعمل على تمكينهم وتزويدهم بالخبرة والمعرفة
- هيثم الغيص: 123 مليون برميل يومياً الطلب العالمي 2050 وبحاجة 18.2 تريليون دولار استثمارات
- النفط صاحب الحصة الأكبر في مزيج الطاقة العالمي بـ 30 في المئة
- جاسم الشيراوي: تحوّلات القطاع النفطي تتطلّب فكراً شاباً قادراً على التعلم المستمر
- الاستثمار في رأس المال البشري الضمانة الحقيقية لاستدامة الثروة
- بيدرو ميراس: العالم يشهد تحولات جوهرية نحو مستقبل منخفض الكربون وتحقيق الحياد الصفري
- الشباب المهنيّون ركيزة أساسية في مسيرة التطور والابتكار بقطاع الطاقة

أكد وزير النفط طارق الرومي، أن «الاكتشافات الأخيرة التي أعلنت عنها شركة نفط الكويت تعزّز الثقة في إمكانات البلاد وتدعو إلى التفاؤل»، إذ أثبتت الدراسات الأخيرة وجود مكامن واعدة في مناطق لم تكن متوقعة سابقاً.

وقال الرومي، في تصريح على هامش فعاليات المنتدى الثامن للطاقة للشباب والاجتماع السنوي لمجلس البترول العالمي للطاقة 2025، إن الاكتشافات الأخيرة تؤكد أن «أرض الكويت فيها خير، ونتائج الدراسات الأولية مشجعة جداً، ونحن متفائلون بمزيد من الاكتشافات البرية خلال الفترة المقبلة». وذكر أن الاستثمار في الاستكشافات الغازية الأخيرة ما زال تحت الدراسة، مشيراً إلى إمكانية إشراك شركات عالمية في الاستثمار متخصصة في هذا المجال.وأضاف أن النتائج تعزّز المسار الصحيح لتحقيق إستراتيجية الكويت النفطية 2035، والتي تهدف إلى رفع الطاقة الإنتاجية إلى 4 ملايين برميل يومياً، مشيراً إلى أن الكويت تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق هذا الهدف، لاسيما مع الاكتشافات الأخيرة.

دعم الشباب

وشدّد الرومي، على أن دعم الشباب الكويتي في مجالات النفط والطاقة المتجددة ليس مجرد شعار، بل هو واقع ملموس تلمسه الأوساط المحلية والدولية من خلال الفرص التي توفرها الكويت أمام الجيل الجديد ليكون في مقدّمة الصفوف في قيادة صناعة الطاقة المستقبلية.

وأضاف أن الكويت، حكومةً وشعباً، تولي اهتماماً كبيراً بالشباب، معتبراً أن الاستثمار في هذا الجيل هو الاستثمار الحقيقي في مستقبل البلاد، موضحاً أن ما تشهده الكويت من مبادرات ومشاركات فاعلة للشباب في هذا الحدث الدولي يؤكد أن دعمهم بات نهجاً راسخاً في سياسات الدولة وقطاعها النفطي.

وتابع الرومي، أن احتضان الكويت لهذا المنتدى العالمي يعد تجسيداً لنهج الدولة في تمكين الكفاءات الوطنية، مشيراً إلى أن الحكومة تعمل «قلباً وقالباً» على دعم الشباب وتأهيلهم في مختلف الصناعات، لاسيما النفط والطاقة والطاقة المتجددة.

تمييز الكفاءات

وفي ما يتعلق بدعم الكفاءات الشابة داخل القطاع النفطي، كشف الرومي أن الوزارة تعمل حالياً على وضع خطط واضحة لتأهيل الشباب وتمييز الموهوبين منهم، مبيناً أنه يتابع هذا الملف شخصياً. وقال: «طلبت من قيادات القطاع النفطي تحديد الكفاءات المتميزة حتى نمنحها الفرص المناسبة، وهذا لا يعني إغلاق الباب أمام الآخرين، بل ستكون الفرص متاحة للجميع وفق الكفاءة والاجتهاد».

وأوضح أن الوزارة تبحث في مبادرات جديدة تشمل إلحاق الشباب بالمنظمات الدولية المتخصصة لفترات تدريبية تتراوح بين 6 أشهر إلى سنة لاكتساب الخبرة العالمية، مؤكداً أن التدريب والتطوير خط أحمر، وأنه يشرف عليه بشكل مباشر لضمان رفع كفاءة الكوادر الوطنية.

وأضاف أن رؤية الكويت للتحول نحو التشغيل الذكي والمستدام تتجسد من خلال مشاريع نوعية ومبادرات ابتكارية تقودها شركات القطاع النفطي حيث افتتحت شركة نفط الكويت مركز الابتكار في الذكاء الاصطناعي بالشراكة مع شركة مايكروسوفت العالمية كخطوة رائدة ضمن مسار التحول الرقمي في عملياتها التشغيلية إلى جانب دعم مركز البحث والتطوير والتكنولوجيا الذي يعد رافداً محورياً للابتكار في مجالات الإنتاج والاستكشاف والتقنيات البيئية.

تحولات عميقة

من جهته، أكد وكيل وزارة النفط الشيخ نمر الصباح، أن انعقاد المنتدى الثامن للطاقة للشباب والاجتماع السنوي لمجلس البترول العالمي للطاقة 2025 في الكويت، يمثل رسالة واضحة تؤكد المكانة المرموقة التي تحتلها الكويت في الصناعة النفطية العالمية، وتجسّد التزامها الثابت بدعم الحوار الدولي وتعزيز مشاركة الشباب في صياغة مستقبل الطاقة.

وقال الصباح، في كلمته إن وزارة النفط أدركت منذ وقت مبكر أن الشباب هم الثروة الحقيقية التي لا تنضب، وانطلاقاً من هذا الإيمان تبنت الوزارة شعارها الراسخ «الكوادر الوطنية هم نفط المستقبل»، الذي لم يكن مجرد عبارة بل أصبح إطاراً إستراتيجياً ومنهجاً للعمل تُترجم معانيه من خلال البرامج والسياسات الهادفة إلى تمكين الشباب وتزويدهم بالخبرة والمعرفة ليكونوا مؤهلين لتولي أدوار قيادية في القطاع النفطي محلياً وعالمياً.

وأشار الصباح، إلى أن الوزارة حرصت على تمكين الشباب الكويتي من الظهور الدولي عبر مشاركتهم الفاعلة في لجان مجلس البترول العالمي، خصوصاً لجنة الشباب، التي تُعدّ منصة مهمة لعرض الأفكار والطموحات على المستوى العالمي، مبيناً أن الوزارة سعت كذلك إلى تطوير برامج تدريبية متقدمة بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية ومراكز الأبحاث لتزويد الكوادر الوطنية بالمهارات التقنية والمعرفة العلمية في مجالات الاستكشاف والإنتاج والطاقة المتجددة.

وشدد على أن العالم يشهد تحولات عميقة في قطاع الطاقة، ما يجعل صوت الشباب ضرورياً، فهم الأقدر على مواكبة التغيرات التكنولوجية والأكثر التزاماً بابتكار حلول للتحديات البيئية، مؤكداً أن وزارة النفط تعمل وفق خطة تنفيذية واضحة تقوم على تطوير رأس المال البشري، وتعزيز البحث العلمي، وتوسيع التعاون الدولي، وخلق بيئة حاضنة للابتكار.

ازدهار الصناعة

بدوره، أكد الأمين العام لمنظمة «أوبك» هيثم الغيص، أن مستقبل صناعة النفط والطاقة سيقوده جيل الشباب، مشدداً على أن الاستثمار في طاقاتهم وقدراتهم يمثل حجر الزاوية لضمان استمرار وازدهار هذه الصناعة الحيوية على المستويين المحلي والعالمي.

وقال الغيص، إن تقرير آفاق النفط العالمية 2025 الصادر عن «أوبك» يشير إلى توقع ارتفاع الطلب العالمي على النفط إلى نحو 123 مليون برميل يومياً بحلول 2050، ليبقى النفط صاحب الحصة الأكبر في مزيج الطاقة العالمي بنسبة تقارب 30 في المئة.

وأشار إلى أن هذا الطلب المتزايد يأتي نتيجة النمو السكاني والاقتصادي العالمي وارتفاع معدلات التحضر وظهور صناعات جديدة كثيفة الاستهلاك للطاقة، لافتاً إلى أن تلبية هذا الطلب تستلزم استثمارات ضخمة تُقدّر بنحو 18.2 تريليون دولار حتى 2050.

وذكر أن هذه الاستثمارات لا تقتصر على المصافي والآبار والمعدات، بل تشمل الاستثمار الأسمى في الإنسان عبر التأهيل والتدريب والتمكين للشباب ليكونوا قادة المستقبل.

فكر الشباب

من ناحيته، قال الأمين العام لمنتدى الطاقة الدولي جاسم الشيراوي، إن التحولات التي يشهدها القطاع النفطي من الرقمنة إلى الهيدروجين والطاقة المتجددة تتطلّب فكراً شاباً قادراً على التعلم المستمر، مؤكداً أن المستقبل لن يُصنع بالصدفة بل بالمعرفة والعزيمة والرؤية.

وشدد على الدور المحوري لمنتدى الطاقة الدولي، الذي يضم نحو سبعين دولة عضواً، في تعزيز الشفافية والتعاون بين الدول المنتجة والمستهلكة، ودعم الحوار مع المنظمات الدولية، وفي مقدمتها «أوبك».

وأكد أن الاستثمار في رأس المال البشري هو الضمانة الحقيقية لاستدامة الثروة، مشيراً إلى أن المنتدى يرحب بمشاركة الباحثين الشباب في فعالياته وتقاريره التي تتيح لهم فهم ديناميكيات أسواق الطاقة والمساهمة في صياغة السياسات المستقبلية.

رؤية شاملة

بدوره، أكد رئيس مجلس البترول العالمي بيدرو ميراس، أن الشباب المهنيين يشكلون ركيزة أساسية في مسيرة التطور والابتكار بقطاع الطاقة، مشيداً بإسهاماتهم في رسم مستقبل هذا القطاع الحيوي.

وأوضح ميراس، أن العالم يشهد تحولات جوهرية نحو مستقبل منخفض الكربون وتحقيق الحياد الصفري، ما يتطلب تبني رؤية شاملة توازن بين الاستدامة وتلبية الطلب وتحمل التكاليف، في إطار ما يُعرف بـ«معضلة الطاقة الثلاثية».

وشدد على أهمية تمكين الكفاءات الشابة واستقطاب مزيد من النساء للعمل في قطاع الطاقة العالمي، داعياً المؤسسات إلى تكثيف مبادرات التأهيل والتطوير لرفد الصناعة بالطاقات الواعدة.

مستقبل الطاقة ببناء شراكات عالمية حقيقية

بيّن الرومي، أن الكويت تؤمن بأن مستقبل الطاقة لا يمكن أن يُبنى إلا من خلال شراكات عالمية حقيقية وتعاون دولي يرتكز على الابتكار والمسؤولية والاستدامة، مشيراً إلى إسهامات الكويت الفعالة في تطوير إستراتيجيات العمل المشترك في مجالات النفط والغاز والطاقة المتجدّدة وتحديث آليات المنظمة لمواكبة التحولات العالمية المتسارعة في هذا القطاع الحيوي.

وقال: «لا يقتصر حضور الكويت على محيطها العربي فحسب بل يمتد إلى الساحة الدولية من خلال دورها في منتدى الطاقة الدولي الذي تحتضنه مدينة الرياض، إذ تعد الكويت من أعضائه المؤسسين والداعمين الرئيسيين وتشارك بفاعلية في اجتماعاته الوزارية انطلاقاً من إيمانها العميق بأهمية الحوار والتعاون بين الدول المنتجة والمستهلكة».