نصر الله ينتقد الانحياز العربي للغالبية: المعارضة لن تقف عند الحائط المسدود

1 يناير 1970 09:12 ص


طفل لبناني بين يدي والده يحمل سكيناً خلال إحياء ذكرى عاشوراء في النبطية أمس  (د ب ا)


|   بيروت ـ «الراي»    | انتقد الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، ما اعتبره انحيازاً عربياً للغالبية البرلمانية، مشيراً الى «ان مقياس جدية المبادرة العربية يكون بعملها ليل نهار لانجاز تسوية داخلية حقيقية تقوم على الشراكة وليس على اساس الضغط على فريق من اجل ان يستسلم ويعترف باستئثار فريق اخر لادارة البلاد»، ومستغرباً «كيف يتحدث المسؤولون العرب عن الاكثرية والاقلية الشعبية والديموقراطية في لبنان فيما أنظمتهم لا تعرف لا الاكثرية ولا الاقلية ولا الديموقراطية».

واذ لوّح بان المعارضة «ستتحمل مسؤولياتها في حال فشلت الوساطات ولن تقف عند حائط مسدود ولن تختبئ (في تحركاتها) وراء مطالب اجتماعية ومعيشية ولن تتخلى عن مطالبها وهي تملك الشجاعة للتحرك تحت عنوان الهدف السياسي الواضح»، اعتبر «أن العالم كله لن يستطيع أن يفرض رأيه على شعب يرفض الأمر»، مشيراً إلى أن تدويل الأزمة اللبنانية لن يجدي نفعاً، ومحذراً من انه «اذا شنّت اسرائيل حربا جديدة على لبنان فنعدهم بحرب تغيّر مسار المعركة ومصير المنطقة باكملها»، وكاشفاً «ان حزب الله لديه اشلاء (...) عدد كبير من الجنود الاسرائيليين جمعت خلال حرب يوليو 2006 بينها جثة شبه مكتملة».

هذه المواقف أطلقها السيد نصر الله في نهاية مسيرة العاشر من محرّم حيث فاجأ عشرات الآلاف من أنصاره المحتشدين في الضاحية الجنوبية لبيروت بحضورة شخصياً ليسير بينهم لفترة من الوقت في اول «ظهور» علني له في هذا الشكل (بين الحشود) منذ نهاية «حرب يوليو» 2006 والثاني له في مكان مكشوف بعد وقف العمليات الحربية مع اسرائيل في اغسطس من العام نفسه.

وكان نصر الله، الذي عاد وخاطب أنصاره في نهاية مسيرة عاشوراء عبر شاشة عملاقة على جاري عادته منذ صيف 2006 وصل فجأة وسط اجراءات امنية مشددة من احدى الطرق الفرعية وتقدم المسيرة التي تجوب شوارع الضاحية. ولدى وصوله نشر الحراس على الفور حواجز حديدية لتأمين مروره بين المشاركين الذين اشتعلت اكفهم بالتصفيق وحناجرهم بالهتاف «بالله يا الله احفظ لنا نصر الله».

وقال الأمين العام: «(...) لا اتحدث عن اشلاء عادية (...) الجيش الاسرائيلي ترك اشلاء لعدد كبير من جنوده خلال حرب يولو (...) لدينا رؤوس وايد وارجل ولدينا جثة شبه مكتملة الرأس وحتى وسط البدن» مضيفا «ماذا قال الجيش لعائلة هذا الجندي».

وتوجه الى الاسرائيليين قائلاً: «ايها الصهاينة جيشكم يكذب عليكم ويقول انه لا يترك وراءه اجساد قتلاه. اقول لكم ترك جيشكم اشلاء جنوده في قرانا وحقولنا».

واذ جدد ترحيبه بالمبادرة العربية، معربا عن امله «في ان تصل الى النتائج المطلوبة»، اكد أن الحزب يثق بمن يمثله في الحوار حول المبادرة العربية (العماد ميشال عون)، لكنه قال: «نحن نسعى الى تسوية حقيقية وليس الضغط على فريق للاستسلام (...) وإن كنتم تريدون الأكثرية الشعبية فمكانها معروف ونرفض الاستئثار والبلاد لا تقوم الا بالمشاركة في الحكم».

واتهم الاكثرية بالسعي لتدويل الازمة، مذكراً اياها بالقرار 1559 الذي صدر في 2 سبتمبر 2004 «وما زال حبرا على ورق»، خصوصا بالنسبة للبند الذي ينص على نزع سلاح الميليشيات اللبنانية (حزب الله) وغير اللبنانية (الفلسطينيون). وقال «اذا كنتم تراهنون على ضعف المعارضة او تراجعها او تخليها عن حقها واهدافها انتم واهمون. من يريد ان يدفع بالازمة الى التدويل فليرى مصير القرار 1559. وأؤكد لكل الذين يذهبون الى التدويل، اذا كنتم تظنون ان بامكانكم اخضاعنا او اذلالنا فاسمعوا نداء هؤلاء الناس الذين اجتمعوا تحت عنوان واحد: «هيهات منا الذلة» (رددها أنصاره مرات عدة). وفي حين شدد على أنه «لن نترك لبنان للمشروع الأميركي ولا ليستأثر به أحد على حساب فريق آخر وسنواجه كل طغيان وظلم ولن يكون بيننا ذليل أو وضيع»، قال: « السلطة التي تفكر بالوطن على شكل البنك الخاص لا تستطيع معالجة مشاكله الداخلية»، داعياً الحكام العرب وشعوب المنطقة الى الرد على جولة بوش الاخيرة في المنطقة و«املاءاته وشروطه».

واذ طالب العرب بـ «ان يقفوا الى جانب قطاع غزة المحاصر الذي يتعرض لمذبحة وابادة جماعية»، هدد بالرد على خطف الاسرائيليين، مدنيين من جنوب لبنان والتحقيق معهم لساعات قبل الافراج عنهم واخرهم اول من امس. وقلل نصر الله من اهمية ما يتردد عن تهديدات اسرائيلية بحرب جديدة على لبنان، وقال «لا اعتقد انهم حاضراً يملكون قيادات سياسية وعسكرية او جيشا مؤهلا» مضيفا «مع ذلك لا نترك بابا للمفاجأة».

يذكر منذ الحرب التي شنتها اسرائيل عام 2006 حضر نصر الله مرة واحدة احتفالا شعبيا مكشوفا في الضاحية في سبتمبر من العام نفسه.