شهدت سوق الذهب المحلية إقبالاً واسعاً من المشترين والمستثمرين الأيام الماضية رغم استمرار ارتفاع أسعاره وتحقيقه أرقاماً قياسية.
وكشفت إحصائيات رسمية صادرة عن الربع الثاني 2025 تسجيل سوق الذهب المحلي ارتفاعاً في حجم الاستيراد بنسبة 119.3 %، ما يعادل 202.5 مليون دينار، إلى جانب نمو استيراد أصناف ومجوهرات وأجزاء مصنوعة من معادن ثمينة بـ 9.1 % وبقيمة 110.3 مليون.
وفيما لوحظ ارتفاع مستوى الإقبال على شراء المنتجات المحلية من المشغولات الذهبية، كشف محلل أسعار الذهب ناصر العطار لـ «الراي» أن حجم الذهب المدور محلياً زاد بنسبة تخطت 180 % مقارنة بالعام الماضي.
وبيّن أن الذهب المحلي يتميّز من حيث الوزن وحجم وإنتاج الورش، إذ إن المشغولات الذهبية المحلية تنافس المستوردة، معللاً أسباب انتشار المنتجات المحلية إلى التكاليف البسيطة، وعدم ارتباطها برسوم الشحن والجمارك أو الرسوم الإضافية، كما تتميّز بأوزانها العالية.
وعن تحذيرات الأسواق العالمية من خروج الشركات الناشئة في مجال الذهب بسبب تأثرها باستمرار ارتفاع الأسعار، قال العطار إن عدم امتلاك هذه الشركات قاعدة عملاء واسعة، أثر على أدائها وقد يخرجها من المنافسة، مضيفاً أن الأسواق المحلية حيوية في بيع الذهب ومتشبّعة بالشركات.
وذكر العطار أن التنوع في أدوات البيع داخل الأسواق، وسّع دائرة الإقبال سواء عبر شاشات البنوك وتطبيقات الشركات وخدمات التوصيل التي توفرها بعض المحال التجارية أو حتى من خلال الحضور والشراء الشخصي، مضيفاً: «تمت ملاحظة زيادة حجم الإقبال على الشراء، مع وصول أسعار الذهب عند 3780 دولاراً للأونصة، وسجلت كذلك صفقات مدفوعة عند 4350 نظراً لإقبال الأفراد الواسع حينها».
إنذار مبكر
وأشار العطار إلى أن لارتفاع أسعار الذهب تأثيرات عدة، وأنه يشكل إنذاراً مبكراً يدعو المستثمرين والأفراد للدخول والتحوط فيه، في ظلّ الزخم السعري المستمر، مشيراً إلى أن من أسباب الارتفاع التاريخي للذهب، زيادة شراء البنوك المركزية لهذه السلعة، والطلب العالي من قبل الشركات والأفراد وسط الأحداث الجيوسياسية.
وتوقّع العطار أن يسهم استمرار الأسباب القائمة والمذكورة في ارتفاعات جديدة للذهب، قد تفوق الـ 4500 دولار بحلول 2026، وأنه على المدى القصير هناك انخفاضات فعلية جزئية ستصل عند مستوى 3970 دولاراً، ويرتبط ذلك بسبب جني الأرباح ورؤوس الأموال التي تتوجه إلى الفضة.
إقبال واسع
بدورها، قالت محللة أسعار الذهب إيمان العبدالغفور، إن انتاج الذهب الكويتي يتميز عن بقية الدول الأخرى من ناحية النقاوة من الشوائب ودرجة الصفاء.
وأضافت العبدالغفور لـ «الراي» أن المحلات في الكويت تستعمل الإنتاج المحلي بنسبة كبيرة، كما أن التصنيع المحلي أكثر توفيراً وأقل مصنعية من غيره، علاوة على أنه من الانتاجات المميزة على مستوى العالم.
وعن نسب الإقبال في السوق في ظلّ الارتفاع المستمر لأسعار الذهب، أشارت إلى أن هناك علاقة واضحة بين ارتفاع المعدن الأصفر والشراء، حيث كلما زاد السعر زاد الشراء.
وأشارت إلى أن المنافسة كبيرة وواسعة في السوق، وأنه كلما زاد الاهتمام بالمنتجات المقدمة زادت ثقة العملاء وارتفعت نسبة الإقبال.
وقالت العبدالغفور، إن هوس السبائك وشراء القطع الكبيرة انخفض في الفترة الحالية، وبات التوجه لشراء الأطقم التي تتميّز بالمصنعية المنخفضة، حيث صار اقتناؤها واضحاً في الفترة الأخيرة.
571 فلساً زيادة الذهب في يوم واحد
قفزت أسعار تداول الذهب بنحو 1.39 % أمس، ليرتفع غرام الذهب عيار 24 إلى 41.593 دينار، مقابل 41.022 دينار في تعاملات الأحد الماضي بزيادة 571 فلساً.
وارتفع سعر غرام الذهب عيار 22 إلى 38.162 دينار، مقارنةً بسعره أمس البالغ 37.63 دينار، بزيادة 524 فلساً.
وعالمياً، سجل سعر المعدن الأصفر ارتفاعاً في المعاملات الفورية 0.4 % ليصل 4263.59 دولار للأونصة بعدما انخفض 1.8 % يوم الجمعة، وهو أكبر هبوط منذ منتصف مايو الماضي، فيما لايزال الذهب يسجل أفضل أداء أسبوعي له منذ أبريل الماضي، بعد أن ارتفع في وقت سابق إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 4378.69 دولار للأونصة.