بارقة أمل لملايين يعانون من ضعف البصر

حمض دهني يجدّد شباب شبكية العين

18 أكتوبر 2025 10:00 م

أعلن باحثون من جامعة كاليفورنيا–إيرڤاين (UC Irvine) عن اكتشافهم طريقة محتملة وفعالة لعكس التدهور البصري الناجم عن الشيخوخة، وذلك من خلال استهداف جين محدد مسؤول عن عملية التقدم في العمر داخل العين.

ونُشرت هذه النتائج المبشّرة في دورية «Science Translational Medicine»، وتوفر أساساً لتطوير مكملات غذائية بسيطة يمكن أن تقلل بشكل كبير من حالات العمى المرتبطة بالسن.

ويركز البحث على أن التدهور البصري يجب ألا يكون أبداً قدراً حتمياً، بل يمكن مكافحته بتدخل غذائي بسيط وغير جراحي. وتمكن العلماء من تحديد جين «ELOVL2» كواحد من «جينات الشيخوخة» الرئيسية التي تتوقف عن العمل بكفاءة مع التقدم في العمر.

ويؤدي هذا الخلل إلى تقليل إنتاج الأحماض الدهنية الأساسية اللازمة لصحة الخلايا في شبكية العين، ما يفاقم علامات الشيخوخة الخلوية ويسهم في حالات مثل التنكس البقعي (AMD)، وهو السبب الرئيسي لفقدان البصر لدى كبار السن.

وبدلاً من محاولة تعديل الجين نفسه، اختار الباحثون نهجاً علاجياً ذكياً يتمثل في تكميل النظام الغذائي بأحماض دهنية متعددة غير مشبعة محددة.

يهدف هذا الإجراء إلى تزويد الشبكية مباشرة بما تحتاجه من أحماض دهنية أساسية. وبالتالي يتم تجاوز الجين المعطل والتعويض عن فشله في إنتاج هذه المركبات الحيوية، ما يمثل حلاً فعالاً لتغذية خلايا العين من دون الحاجة إلى تدخلات جينية معقدة ومكلفة.

وأظهرت تجارب مختبرية أُجريت على فئران مسنة نتائج غير متوقعة، فبعد إعطائها المكملات، لم تقتصر الفوائد على تحسن ملحوظ في الوظيفة البصرية فحسب، بل تم رصد علامات «التعافي الخلوي»، حيث تراجعت مؤشرات الشيخوخة داخل خلايا الشبكية، وعادت الخلايا إلى حالة أكثر شباباً ونشاطاً.

هذا الاكتشاف يعد بارقة أمل لملايين الأشخاص الذين يعانون من ضعف الرؤية المرتبط بالعمر، ويثبت أن التغذية الدقيقة يمكن أن تكون أكثر قوة من الجراحة في علاج الأمراض المرتبطة بالتقدم في السن، كما أنها تفتح الباب أمام تحديد الأشخاص الأكثر عرضة للخطر من خلال الفحص الجيني لجين ELOVL2.