تحدّد عمر التاريخ

«القوة النووية الضعيفة»... تشعل الشمس

18 أكتوبر 2025 10:00 م

سلّط تقرير علمي نشره موقع «Space.com» الضوء على أهمية «القوة النووية الضعيفة»، وهي إحدى القوى الأساسية الأربعة في الكون، والتي لا تقل حيوية عن قوى الجاذبية والكهرومغناطيسية والقوة النووية القوية.

فالوظيفة الفريدة لتلك القوة في مجال فيزياء الجسيمات تجعلها مسؤولة عن ظواهر كونية حاسمة تضمن استمرار الحياة على الأرض، وهي تتدخل في تفاعلات لا يمكن للقوى الأخرى أن تقوم بها بمفردها، ما يفسر لماذا يركز عليها علماء فيزياء الجسيمات بهذا القدر.

ويتمثل الدور الأساسي للقوة النووية الضعيفة، التي تُنقل عبر جسيمات تُعرف باسم «بوزونات W وZ» في تغيير «نكهة» الكواركات.

هذا التغيير يتيح للبروتونات أن تتحول إلى نيوترونات والعكس صحيح، وهي عملية تُعرف باسم «التفاعل الضعيف»، أو ما يُعرف بشكل شائع باسم «اضمحلال بيتا». وبعبارة أخرى، فإن تلك القوة الضعيفة قادرة على تحويل عنصر كيميائي إلى عنصر آخر، وهي عملية تُعد محورية في قلب النجوم لضمان تكون العناصر الأثقل، وهي مسؤولة عن التفاعل النووي الذي يطلق أشعة «النيوترينو».

وتكمن الأهمية القصوى لهذه القوة في دورها الحاسم في تفاعلات الاندماج النووي التي تحدث في قلب الشمس.

فمن دون قدرة القوة الضعيفة على تحويل البروتونات إلى نيوترونات لتكوين ذرات الهيليوم، لن يكون هناك أبداً مصدر للطاقة النجمية، وبالتالي فإن القوة الضعيفة هي السبب الجذري وراء الضوء والحرارة اللذين يدعمان معظم أشكال الحياة على كوكبنا، وهي القوة التي تضمن أن النجم يظل مشتعلاً بشكل ثابت ومستمر.

وعلاوة على ذلك، تُعد هذه القوة الركيزة التي يقوم عليها التأريخ بالكربون 14، وهي الأداة التي يستخدمها علماء الآثار والجيولوجيون لتحديد عمر البقايا العضوية القديمة مثل العظام والأخشاب والمكتشفات التاريخية.

يشار إلى أن معدل اضمحلال الكربون-14 إلى النيتروجين-14 يحدث بمعدل ثابت لا يتغير بفضل القوة الضعيفة، ما يسمح بتأريخ دقيق للحضارات القديمة.

لذا، فإن فهم القوة الضعيفة هو مفتاح لفهم كيفية نشأة الكون واستمراره وتشكل عناصره الأساسية، وهو ما يثبت أن هذه القوة لا يمكن أبداً أن تُعامل على أنها أقل أهمية من القوى الأساسية الأخرى رغم ضعفها النسبي في التفاعلات اليومية.