في سابقة طبية هي الأولى من نوعها على مستوى الكويت، نجح فريق طبي بقيادة استشاري جراحة المخ والأعصاب الدكتور فيصل البدر في مستشفى ابن سينا، في إجراء عملية دقيقة لتبديل مسار الشرايين الدماغية لمريض كويتي في العقد الرابع من عمره، كان قد دخل في غيبوبة تامة إثر إصابته بجلطة دماغية مفاجئة.
وتبين من الفحوصات أن المريض يعاني من مرض «المويامويا»، وهو أحد الأمراض العصبية النادرة التي تُحدث تضيقا تدريجيا في شرايين الدماغ، وتؤدي إلى انخفاض في تدفق الدم وحدوث جلطات متكررة.
ويتطلب علاج هذا المرض تدخلا جراحيا بالغ الدقة لا يُجرى إلا في مراكز طبية متقدمة حول العالم.
في إنجاز يعد الأول من نوعه محليا، أجرى الفريق الطبي عملية تحويل مسار شرياني مباشر للفص الأيسر من الدماغ، ما أعاد تدفق الدم بشكل طبيعي إلى نصفي الدماغ. وقد تماثل المريض للشفاء بشكل تدريجي، حتى استعاد كامل قدراته العصبية، وعاد إلى ممارسة حياته اليومية بصورة طبيعية.
وقد عُرضت تفاصيل هذه العملية ضمن فعاليات المؤتمر الأوروبي لجراحة الأوعية الدماغية في مدينة مارسيليا الفرنسية، حيث لاقت إشادة واسعة من كبار الجراحين، وأكد الخبراء أنها تضاهي ما يُنفَّذ في أشهر المراكز العالمية مثل مركز زيورخ في سويسرا.
وفي تعليقه على هذا النجاح، قال الدكتور فيصل البدر«لطالما كانت مثل هذه العمليات تجري خارج الكويت، واليوم نفخر بتحقيق هذا الإنجاز على أرض الوطن، بجهود كويتية، وبنتائج تضاهي كبرى المراكز العالمية. ونؤكد مواصلة دعمنا لتطوير الكوادر الوطنية في هذا المجال».
من جهته، أشاد الدكتور دراجان سافيتش، الاستشاري الصربي المقيم في الكويت، بجودة العملية قائلا «هذا النوع من الجراحات يُعد من أعقد العمليات العصبية، وتنفيذه بهذا المستوى داخل الكويت يُظهر تطورا طبيا نوعيًا يستحق التقدير».
وقد توجّه الدكتور البدر بالشكر لوزير الصحة الدكتور أحمد عبدالوهاب العوضي، ولوكيل الوزارة الدكتور عبدالرحمن المطيري، على دعمهما المستمر وتوفير الإمكانيات التي ساهمت في تحقيق هذا النجاح النوعي.