أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن «اليوم سكتت البنادق ومستقبل الشرق الأوسط سيصبح مشرقاً»، معرباً عن تقديره للدول العربية والإسلامية التي ضغطت على «حماس»، مؤكداً أنها «شريكة في السلام».
وأضاف أن «كل شيء سيتغير للأفضل والشرق الأوسط يتجه لعصر ذهبي».
وقال ترامب أمام الكنيست الإسرائيلي، إن «كابوساً طويلاً» قد انتهى أخيراً للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، بعد الاتفاق على المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة واتفاق تبادل الرهائن والمعتقلين.
وتابع «السماء صافية والمدافع صامتة وصفارات الإنذار ساكنة والشمس تشرق على أرض مقدسة أصبحت أخيراً في سلام».
وأضاف «حان الوقت الآن لترجمة هذه الانتصارات ضد الإرهابيين في ساحة المعركة إلى الجائزة الكبرى المتمثلة في السلام والازدهار للشرق الأوسط بأكمله».
وأعلن الرئيس الأميركي أنه لا يحب الحروب «ويبدو أنني أنجح في وقفها... هذه ليست نهاية حرب، بل هذا بزوغ فجر تاريخي لشرق أوسط جديد».
وأكد أنه «سيتم نزع سلاح حماس ولن يكون أمن إسرائيل مهدداً، ويمكن لإسرائيل التوجه للسلام الآن وضمان عدم تكرار الحروب».
وأعلن أن «الخيار المتاح أمام الفلسطينيين لا يمكن أن يكون أكثر وضوحاً. الفرصة متاحة أمامهم للابتعاد نهائياً عن مسار الإرهاب والعنف».
وتابع الرئيس الأميركي أمام الكنيست «إنه انتصار لا يصدق لإسرائيل والعالم، أن تعمل كل هذه الدول معاً كشركاء في سلام. بعد أجيال من الآن، سيتم تذكر هذا على أنه اللحظة التي بدأ فيها كل شيء يتغير».
وأضاف «أظهرنا أن السلام ليس مجرد أمل يمكننا أن نحلم به، بل هو واقع يمكننا البناء عليه... يوماً بعد يوم، شخصاً بعد شخص، أمة بأمة».
وشدد على أنه «يجب أن يكون التركيز الكلي لسكان غزة على استعادة أساسيات الاستقرار والسلامة والكرامة والتنمية الاقتصادية، حتى يتمكنوا أخيراً من الحصول على حياة أفضل يستحقها أطفالهم».
وأكد الرئيس الأميركي فشل الحركات «الجهادية ومعاداة السامية».
وقال «معاً أثبتنا أن السلام ليس مجرد أمل نحلم به بل هو واقع يمكننا البناء عليه يوماً بعد يوم فرداً فرداً وأمة أمة».
وتابع «يجب أن يكون واضحاً للجميع في المنطقة أن التخطيط للإرهاب والتطرف والجهادية ومعاداة السامية، على مدى عقود لم ينجح. بل كان كارثة».
السلام مع إيران
كما تطرق الرئيس الأميركي للحديث عن إيران، قائلاً «حتى بالنسبة لإيران، فإن يد الصداقة والتعاون مفتوحة دائماً»، مشيراً إلى أنه «من المؤكد أن السلام والاحترام يمكن أن يزدهرا بين دول الشرق الأوسط الأوسع».
ولفت إلى أن العملية المشتركة مع إسرائيل في يونيو الماضي، «كانت رائعة وتم القضاء على الإرهاب النووي».
وأضاف «منعنا إيران من الحصول على أخطر أسلحة بالعالم. ألقينا 14 قنبلة على منشآت إيران النووية»، مشدداً على أن «قوى الفوضى في الشرق الأوسط هزمت تماماً». إلا أنه تابع أنه سيكون رائعاً إذا تم التوصل لاتفاق سلام مع إيران.
وتساءل «ألن يرضيكم هذا؟ ألن يكون ذلك جميلاً. أظن أنهم يريدون ذلك أيضاً»، مشدداً على أن الكرة في ملعب إيران لإبرام أي اتفاق.
ثم أضاف مخاطباً القيادة الإيرانية «نحن مستعدون عندما تكونون مستعدين» للتوصل إلى اتفاق.
وأكد «طويتُ صفحة الاتفاق النووي الإيراني، وكنت فخوراً جداً بذلك».
وتابع «حتى بالنسبة لإيران التي ألحق نظامها الكثير من الدمار بالشرق الأوسط فإن يد الصداقة والتعاون ممدودة».
وأضاف «يريدون إبرام اتفاق، وسنرى إن كنا نستطيع فعل شيء ما».
وقال «لا الولايات المتحدة ولا إسرائيل تكنّ أي عداء للشعب الإيراني. كل ما نريده هو العيش بسلام».
مسامحة نتنياهو
كما دعا الرئيس الأميركي إلى مسامحة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يواجه قضايا فساد عدة أمام القضاء.
وقال «لدي فكرة. السيد الرئيس (اسحاق هيرتسوغ) لماذا لا تصدر عفواً عنه»؟
وأضاف «تجدر الإشارة إلى أن ذلك لم يكن وارداً في كلمتي، على ما تدركون على الأرجح. لكن هذا الرجل الجالس هناك يعجبني. والأمر منطقي جداً على ما أظن».
من جانبه، قدم نتنياهو، في كلمته أمام الكنيست، الشكر لترامب على «المساعدة في إطلاق جميع الرهائن الإسرائيليين الأحياء»، وسط هتافات أعضاء الكنيست.
وأعلن أنه ملتزم بتحقيق السلام وفقاً لرؤية ترامب، وتابع متوجهاً للرئيس الأميركي «أنت أفضل صديق حظيت به إسرائيل ... عاد كل مخطوفينا الأحياء بفضل جهودك ومساعيك».
وتابع «لقد أنهينا الحرب بإزالة السلاح من حماس، وبطريقة لا تجعل قطاع غزة يمثل أي خطر على إسرائيل في المستقبل»، معيداً الفضل لترامب.
كما أشاد نتنياهو بالجيش الإسرائيلي، مؤكداً أن دولته «حققت انتصارات مذهلة على الحركة».
وقال إن «جميع قادة هجوم 7 أكتوبر (2023) قتلوا ومن بينهم (يحيى) السنوار و(إسماعيل) هنية».
كما شكر ترامب على «إزاحة البرنامج النووي الإيراني» ودعم العمليات العسكرية ضد إيران.
واستمر رئيس الوزراء بمديح ترامب، قائلاً «لم أر أي رئيس أميركي سابق، وأنا عاصرت الكثير منهم، يحرك العالم بإصرار ويقوم بإيجاد الحلول السريعة الحاسمة، مثل الرئيس الحالي دونالد ترامب ... لم يقم أي رئيس أميركي من قبل بأكثر من هذا من أجل إسرائيل».
وأضاف ان العامين الماضيين كانا عامي حرب، والآن جاءت أعوام السلام، وأشار إلى أنه يطمح لتحقيق «اتفاقات إبراهيمية» جديدة مع دول عربية ودول مسلمة.
خرق البروتوكول الرئاسي
خرق الرئيس دونالد ترامب، بعد استقباله في مطار بن غوريون من طرف نظيره الإسرائيلي إسحاق هيرتسوغ، ورئيس الوزراء، البروتوكول الرئاسي، إذ دعا بنيامين نتنياهو وزوجته، للانضمام إليه في سيارته الرئاسية.
وبعد مراسيم الاستقبال الرسمي، صعد نتنياهو رفقة سارة إلى سيارة «ذا بيست» الرئاسية، واتجهوا معاً نحو الكنيست، في خرق للبروتوكول الرئاسي، بحسب صحيفة «معاريف».
وتتميز «ذا بيست» بوزنها الثقيل الذي يصل إلى 9 أطنان، ودرع واقٍ وزجاج مضاد للرصاص، وطورت بشكل كبير بعد اغتيال الرئيس السابق جون كينيدي.
وأثناء سيرهم على السجاد الأحمر في مدرج مطار بن غوريون، قال ترامب لهيرتسوغ ونتنياهو، «إنه يوم عظيم، وربما الأفضل لكما».
ورد رئيس الوزراء «إنها لحظة تاريخية».
وكتب الرئيس الأميركي على سجل الشرف في الكنيست، فيما وقف إلى جانبه نتنياهو «إنه لشرف عظيم لي، إنه يوم عظيم، يوم رائع. بداية جديدة».
رابع رئيس أميركي
أصبح دونالد ترامب، رابع رئيس أميركي يلقي كلمة أمام الكنيست الإسرائيلي، بعد جيمي كارتر عام 1979 وبيل كلينتون في 1994 وجورج دبليو بوش عام 2008.