مؤتمر «إيكونوميك»: التغيّرات المناخية تؤثر سلباً على اقتصادات الدول

13 أكتوبر 2025 10:00 م

- ماجد الرشيدي: يُمكن الاعتماد على الطاقة البديلة في ظلّ انخفاض أسعار البطاريات المخزنة 70 %
- محمد الجوعان: نتائج الكوارث الطبيعية تخطت 700 % بسبب التغيرات المناخية
- عيسى رمضان: الكويت سجلت 54 درجة مئوية في مطربة الصيف الماضي
- أسماء الصالح: استخدام المباني الخضراء والمواد المستدامة يواجه التغيرات المناخية

أكد خبراء ومختصون في العلوم الاقتصادية والهندسية والمناخية أهمية العمل على مواجهة التغيّرات المناخية لما لها من سلبيات وتأثيرات مباشرة على الاقتصادات العالمية.

وخلال مؤتمر التغيّرات المناخية والتحديات الاقتصادية الذي نظّمته منصة «إيكونوميك»، لفت الخبراء إلى وجود تغيّرات واضحة نعيشها حالياً ولها تأثيرات مستقبلية سواء على الجانب الاقتصادي أو الاجتماعي، الأمر الذي يحتاج تحركاً عاجلاً لتقليل نسب الضرر الذي يتعرّض له العالم نتيجة الانبعاثات الضارة وتوسّع حجم التلوث.

وأفاد الباحث في مركز أبحاث الطاقة الدكتور ماجد الرشيدي بأن «الكويت ستستمر في الاعتماد على الوقود الأحفوري كمصدر للطاقة وأننا مازلنا نستخدمها في تحلية المياه، وأن الاستغناء عنها في الوقت الحالي غير وارد».

وذكر الرشيدي أنه «يمكن الاعتماد الكلي على الطاقة المتجدّدة في ظل توافر البطاريات المخزنة للطاقة بمساحات واسعة، حيث إن انخفاض أسعارها 70 % مقارنة مع ما قبل 3 سنوات يشجع على استخدامها».

وعن التحديات، لفت الرشيدي إلى وجود الكثير منها لاسيما ما يرتبط بالمشروعات القائمة على «طاقة السولار» التي تتأثر بشكل واسع بالحرارة، مبيناً أن وصول درجات الحرارة في المشروعات التي تعتمد عليها إلى 68 درجة مئوية خلال فصل الصيف يفقدها ما يقارب 180 ميغاوات من أدائها.

وأوضح «أن كل درجة إضافية عن 25 درجة مئوية يفقد المشروع القائم على طاقة السولار 0.4 درجة من إنتاجه، علاوة على الغبار والعواصف خلال فصل الصيف التي تؤثر كذلك سلباً على إنتاج الألواح الشمسية إلى جانب الحاجة للماء لتنظيفها ما يزيد حجم التكلفة».

تأثيرات اقتصادية

من جانبه، أشار أمين سر الجمعية الاقتصادية الكويتية محمد الجوعان إلى ارتفاع تكلفة الكوارث الطبيعية بنسبة تخطت 700 %، لناحية التأمين والمستشفيات وغيرها.

وعن القطاع الصناعي، لفت الجوعان إلى أن التوصيات التي صدرت عن الجهات الحكومية للمصانع خلال الصيف الماضي لتشغيلها في أوقات معينة ناجمة عن التغيرات التي نعيشها والتي ترتبط ارتباطاً مباشراً بارتفاع درجات الحرارة الأمر الذي يعود سلباً على الأداء وسلاسل الإمداد والإنتاج إلى جانب تعريض الأسعار لتغيّرات عدة.

وأضاف أن الصناعات التقليدية ستخسر 4.3 بليون دولار حتى 2030 في حال عدم قيامها بإصلاحات في ظل التغيرات المناخية.

ولفت إلى أن شح المياه في الكويت سيسهم في زيادة الاعتماد على الواردات الزراعية من الخارج، بينما سيرتفع معدل التأمين في ظل ارتفاع درجات الحرارة، بينما في القطاع السياحي سيكون هناك تغيرات ملموسة بسبب التغيرات البيئية التي تحتاج إلى تدخل عاجل.

تأثيرات الحرارة

بدوره، قال خبير الأرصاد الجوية عيسى رمضان إن هناك زيادة في درجات الحرارة على مستوى العالم والكويت، حيث وصلت في البلاد خلال الصيف الماضي لـ 54 درجة مئوية وهي درجة حقيقية سجلت في منطقة مطربة للرصد الجوي.

وأشار رمضان إلى أن الأقمار الصناعية والأجهزة المتطورة ترصد العوامل المؤثرة على التلوث الجوي سواء من الغازات أو مؤثرات تصدر عن أفعال صادرة عن الإنسان إلى جانب العوامل الطبيعية، مبيناً أن ارتفاع درجات الحرارة يؤثر سلباً على الحياة التي نعيشها وهناك تغيرات ملموسة الآن، حيث ساهمت في ارتفاع مناسيب المياه مما تسبّب في مزيد من المشكلات مستقبلاً.

استدامة البناء

وقالت المهندسة المدنية والمعمارية والمستشارة في نمذجة معلومات البناء «BIM» أسماء الصالح، إن المقاولات لها يدٌ كبيرة في التغيرات المناخية في العالم ككل، موضحة أن المواد المستخدمة في البناء معدومة من ناحية الاستدامة ما يؤثر على الغلاف الجوي ويؤدي إلى احتباس حراري.

وأوضحت أنه يمكن استخدام البناء الأخضر بمواد بناء مستدامة كدولة الإمارات والتي تبنّت فكرة تحويل المباني إلى مبان ذكية مثلما فعلت سنغافورة، خصوصاً أن المباني تؤثر على المناخ والمناخ يؤثر علي البنية التحتية.

وتابعت الصالح أنه يمكن التطوير على مراحل مختلفة، متبعين المسح الضوئي لعمل تعديلات مبنية على أسس وتخطيط عميق وليس عن طريق الهدم تجنباً لإهدار المال العام، مبينة أن قطر والإمارات تبنتا تلك الفكرة من بريطانيا.