المُعلّم هو الكتاب الذي إذا فُتح تقرأ فيه الأفكار الواثقة وتعرف منه الإشارات البناءة ويفصح عن دلالات تنبئ بالخير وتشير إلى صنوف المعرفة.
المُعلّم هو القِنديل الذي كلما اقتربتَ منه تلحظ شعاعات مختلفة مزدهرة بما يشير إلى آمال واثقة بالمعرفة المتدفقة والعِلم الرصين.
المُعلّم هو الذي يملك الطرق التي تعمل على توصيل الحقائق إلى أذهان المتعلمين بسهولة ويسر مستخدماً كل ما يعينه على تحسين عملية التعليم والتعلم. فبذلك تتدفق المعرفة إلى أذهان المتعلمين ويشعرون بأن لديهم أباً مُخلصاً يجعل مصلحتهم هي الأولى من أجل بلوغهم الأهداف النبيلة بما لديهم من قدرات واستعدادات ومواهب يعمل المعلم على تثقيفها وتأكيدها وإبرازها كي يجعلهم مواطنين صالحين يساهمون في بناء صرح أمهم الكويت بما لديهم من إمكانات لتزدهر هذه الديرة وتكون جوهرة الدنيا بما لديها من أبناء حريصين على تقدمها وازدهارها وتألقها بين الأمم.
وقد مدح كثير من الأدباء والشعراء والمفكرين، المعلم، فهذا أمير الشعراء أحمد شوقي، يقول:
قم للمعلم وفّهِ التبجيلا
كاد المعلمُ أن يكون رسولا
نعم إنّ رسالة المعلمين، هي رسالة الأنبياء الذين بعثوا لإتمام مكارم الأخلاق، فالمعلمون هم الذين يحثون على الخلق الكريم ويعملون على تأكيده في نفوس أبنائهم. ولكن هناك معارضة لإبراهيم طوقان، يعارض بها أمير الشعراء لابد أن نذكرها للتأمل في مضامينها، وهي:
(شوقي) يقول: وما درى بمصيبتي
قُم للمعلم وفهِ التبجيلا
اقعد فديتك هل يكون مبجّلاً
مَن كان للنشء الصغار خليلا؟!
ويكاد (يقلقني) الأمير بقوله:
كاد المعلم أن يكون رسولا
لو جرّب التعليم (شوقي) ساعةً
لقضى الحياة شقاوة وخمولا
حسبُ المعلّم غمة وكآبة
مرأى (الدفاتر) بكرةً وأصيلا
مئة على مئةٍ إذا هي صلحت
وجد العمى نحو العيون سبيلا
ولو أنّ في التصليح نفعاً يرتجى
وأبيك لم أكُ بالعيون بخيلا
لكن أصلّحُ غلطةً نحويةً مثلاً
وأتخذُ (الكتابَ) دليلا
مستشهداً بالغر من آياتهِ
أو بالحديث مفصّلاً تفصيلا
وأغوص في الشعر القديم فأنتقي
ما ليس مُلتبساً ولا مبذولا
وأكاد أبعث (سيبويه) من البِلى
وذويه من أهل القرون الأولى
فأرى(...) بعد ذلك كله
رفع المضاف إليه والمفعولا
لا تعجبوا إن صحت يوماً صيحة
ووقعتُ ما بين (البنوك) قتيلا
يا من يريد الانتحارَ وجدتهُ
إنّ المعلم لا يعيشُ طويلا
لا يأيها الأديب المتألق...
نسأل الله الكريم لجميع المعلمين العمر المديد والصحة والسلامة حتى يستمتعوا بأبنائهم، والأبناء يستمتعون بما يتلقون منهم من علم وثقافة وأدب.
لذلك أوصت المنظمة الأممية بأن يكون الخامس من أكتوبر من كل عام هو اليوم العالمي للمعلم، وشعار هذا العام (تقدير أصوات المعلمين نحو إبرام عقد اجتماعي جديد للتعلم)، ويهدف إلى إسهامات المعلمين والتركيز على أهمية الاستماع إليهم ومعالجة التعديات التي يواجهونها.
وهذا اليوم أُقيم منذ 1994 لإحياء ذكرى توقيع توصية «اليونيسكو» ومنظمة العمل الدولية لعام 1996 بشأن أوضاع المدرسين.
وتضع هذه الوصية مؤشرات مرجعية تتعلق بحقوق ومسؤوليات المعلمين ومعايير إعدادهم الأولى وتدريبهم اللاحق وحشدهم وتوظيفهم وظروف التعليم والتعلم.
أما توصية «اليونيسكو» فهي بشأن أوضاع هيئات التدريس في التعليم العالي، وهذا اليوم هو فرصة للاحتفال بالإنجازات والنظر في طرق كفيلة بمواجهة التحديات المتبقية وذلك من أجل تعزيز مهنة التدريس.
وهذا اليوم يجري تنظيمه مع منظمة العمل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة والاتحاد الدولي للمعلمين متى يكون المعلم بما لديه من إمكانات واثقة وأفكار متعددة ومواهب خلّاقة تعينه على تثقيف وتعليم وتدريب أبنائه ليكونوا مواطنين فاعلين في بناء صرح أمهم الكويت
يا بلادي وأنتِ قرة عيني
طبتِ نفساً على الزمان وعينا
ستفوزين رغم أنف الليالي
عجّل الدّهر بالمنى أو تأنّى