المُستقبل يعد بِجراحة أكثر ذكاءً

استئصال الغدد الليمفاوية أثناء جراحات السرطان... يُضعف المناعة

7 أكتوبر 2025 11:00 م

في تطور من شأنه أن يُعيد النظر في مُمارسة طبية راسخة منذ عقود، أشارت نتائج أبحاث حديثة إلى أن استئصال الغدد الليمفاوية أثناء جراحة السرطان - ورغم إنقاذها حياة لا حصر لها - تُضعف دفاعات الجسم المناعية على المدى الطويل.

وعلى مدار عقود منصرمة، مثَّل استئصال الغدد الليمفاوية أفضل مستوى للرعاية لِسببين: معرفة ما إذا كان السرطان قد أن انتشر، ومنع المزيد من الانتشار إلى الأعضاء الأخرى.

لكن دراسة حديثة كشفت أن هذه الغدد ليست مُجرد مُرشحات سلبية، بل تلعب دوراً نشطاً في الاستجابة المناعية للجسم.

وأظهرت الدراسة أن الغدد الليمفاوية تُساعد في الحفاظ على «خلايا T الإيجابية CD8»، وهي خلايا مناعية يمكن أن تُدمِّر الخلايا السرطانية. ومن دون هذه المحاور، قد تكون الاستجابة المناعية المُضادَّة لِلسرطان، خصوصاً أثناء العلاج المناعي، أضعف وهو الأمر الذي كان مُتوقَّعاً.

وأوضح البروفيسور جوستين ستيبينغ من جامعة أنجليا روسكين: «أن استئصال الغدد الليمفاوية لا تمنع انتشار السرطان فقط، بل تُزيل أيضاً المراكز المُهمَّة حيث يُراقب الجهاز المناعي الجسم ويُعاد تنشيطه لِمُحاربة المرض».

وعلى مدار العقد الماضي، اعتمدت المُستشفيات جراحات أكثر استهدافاً، مثل «خزعة عقدة الحارس» في سرطان الثدي، حيث تُزال فقط العقدة الليمفاوية الأولى التي تستنزف السائل من الورم، وهو الأمر الذي يُقلل المُضاعفات مثل الوذمة الليمفاوية وزيادة خطر العدوى.

وتُطوَّر حالياً أدوية العلاج المناعي والعلاجات المُستهدَفة ولقاحات السرطان التي يمكن أن تُعيد صياغة الجهاز المناعي، حتى لو فُقِدت بعض الغدد الليمفاوية. وهناك أدلة مُتزايدة على أن المرضى يعملون بشكل أفضل عندما تبقى بعض المحاور على الأقل، وهو الأمر الذي يحافظ على قُدرة الجسم على التركيز والحفاظ على المراقبة ضد الخلايا السرطانية.

وخلص ستيبينغ إلى أن «المُستقبل يعد بِجراحة أكثر ذكاءً وإستراتيجية، مع الحفاظ على المزيد من نظام الدفاع الطبيعي لِلجسم سليماً مع استهداف السرطان بدقة».

وتتحدى الاكتشافات الحديثة الجرّاحين وعُلماء الأورام أن يوازِنوا كل قرار بعناية: ليس فقط لِما تمَّت إزالته اليوم، ولكن من أجل الحصانة والدفاعات المُستقبلية التي تُرِكَت وراءها.