اختتمت فعاليات المنتدى الخليجي الثالث للذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني

«AIU»: الأمن الرقمي يمنح الثقة لمجتمعاتنا... ويحمي رحلة التحوّل نحو المستقبل من المخاطر

7 أكتوبر 2025 10:00 م

- تايلر: المعرفة يجب تسخيرها لخدمة المجتمعات
- العزة: تنوّع المشاركين يُعزّز القيمة البحثية ويُرسّخ مكانة الكويت
- نوري: الكويت تمتلك مقومات لتكون مركزاً إقليمياً للتحوّل الرقمي

اختتمت الجامعة الأميركية الدولية «AIU» فعاليات منتدى الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني لدول مجلس التعاون الخليجي الثالث، الذي استمر على مدار يومين، بالتعاون الإستراتيجي مع المركز الوطني للأمن السيبراني. وشهد المنتدى مشاركة واسعة من خبراء وأكاديميين ومتخصصين من داخل الكويت وخارجها.

وفي كلمة افتتاحية ألقاها في اليوم الثاني من المنتدى، أكد نائب رئيس التسجيل في«AIU» الدكتور أندرو تايلر أن «التقاطع بين الذكاء الإنساني والذكاء الاصطناعي يمثل لحظة مفصلية في مسيرة التطور البشري، تتطلب وعياً ومسؤولية جماعية تجاه مستقبل الابتكار».

وقال تايلر: «يسعدني أن أرحّب بكم جميعاً في اليوم الثاني من المنتدى الذي يجمعنا عند نقطة التقاء بين نوعين من الذكاء — الإنساني والاصطناعي — وما يصاحبهما من مسؤوليات وأبعاد أخلاقية».

وأوضح أن الحديث عن الذكاء الاصطناعي لم يعد يخص المستقبل فقط، مضيفاً «نحن لا نتحدث عن الغد، بل عن واقع نعيشه حاليا يُعيد تشكيل طريقة حياتنا وعملنا وتواصلنا، بالأمس سمعنا سؤالاً عميقاً: هل الذكاء الاصطناعي هو أعظم إنجاز للبشرية؟ وهل هذا أقصى ما يمكن أن نصل إليه؟ وربما لا نملك الإجابة النهائية بعد، لكن مجرد طرح السؤال يُعبّر عن عمق المرحلة التي نمر بها».

الأمن السيبراني

وأكد تايلر أن الأمن السيبراني يُشكّل «الدرع التي تضمن أن يكون هذا التحوّل آمناً وموثوقاً»، مشدداً على أن «الأمن الرقمي هو ما يمنح الثقة لمجتمعاتنا، وهو ما يحمي رحلة التحوّل نحو المستقبل من المخاطر التي قد تعترضها».

وأشار إلى أن المنتدى لا يهدف إلى استعراض التقنيات الحديثة فحسب، بل إلى طرح الأسئلة الصحيحة حول أخلاقيات الابتكار ومسؤولية استخدام المعرفة، متسائلاً: «كيف يمكننا تسخير الابتكار دون أن نفقد بوصلتنا الأخلاقية؟ وكيف نُسرّع التقدم مع الحفاظ على ما هو أكثر قيمة لدينا؟».

وأضاف تايلر أن الجامعة الأميركية الدولية «تؤمن بأن المعرفة يجب ألا تقتصر على الفضول العلمي، بل يجب أن تُسخَّر لخدمة المجتمعات»، موضحاً أن المنتدى «يمثل مساحة للحوار والتعاون ومواجهة الحقائق التي يجب التعامل معها بشجاعة».

تبادل الخبرات

من جانبها، أكدت نائب عميد كلية الهندسة المعمارية والتصميم في«AIU» عالية العزة أن المنتدى بلغ هذا العام نسخته الثالثة، ليصبح منصة علمية متخصصة تجمع أبرز الخبراء المحليين والدوليين في مجالي الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني.

وأوضحت العزة أن الجامعة تحرص في كل عام على استقطاب متحدثين ومحللين من مختلف دول المنطقة والعالم لتبادل الخبرات ومناقشة أحدث التطورات، مشيرة إلى أن هذا التنوع يعزّز القيمة العلمية والبحثية للمنتدى ويجعل من الكويت مركزاً متقدماً في هذا المجال الحيوي.

وأضافت أن فعاليات المنتدى أقيمت على مدار يومين، حيث خُصّص اليوم الأول في فندق الفورسيزون للجلسات الرئيسة والورش التفاعلية، بينما استضافت الجامعة في اليوم الثاني الفعاليات التطبيقية التي حملت طابعاً تقنياً بامتياز.

وبيّنت أن اليوم الثاني تضمّن عرض مشاريع الطلبة المتميزة في مجالات الذكاء الاصطناعي والفنون الرقمية (AI Artwork)، إلى جانب تحدي الأمن السيبراني (Cybersecurity Lab Challenge) الذي أتاح للطلبة خوض تجارب ميدانية تُحاكي واقع العمل في القطاع التقني.

وأكدت أن الهدف من هذا التنوّع هو دمج الجانب الأكاديمي بالتطبيقي ومنح الطلبة فرصة التفاعل المباشر مع الخبراء والمختصين، لافتة إلى أن الحضور أبدوا إعجابهم بمستوى الإبداع والشغف الذي أظهره الطلبة في مشاريعهم.

ولفتت إلى أن الجامعة الأميركية الدولية ماضية في ترسيخ دورها الأكاديمي كمؤسسة تعليمية رائدة في دعم الابتكار والبحث العلمي، مشيرة إلى أن المنتدى الثالث يعكس التزام الجامعة بتعزيز مكانة الكويت كمركز إقليمي للمعرفة والتقنيات المستقبلية.

جلسات حوارية

من جهته، أكد الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة «GenAI Works» ستيف نوري، أهمية تعزيز التعاون الدولي والمؤسسي في مجال الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن هذا المجال يشهد تطوراً متسارعاً يتطلب تبادل الخبرات وبناء القدرات المشتركة بين الدول والمؤسسات.

وقال نوري خلال مشاركته في المنتدى، إن «التعاونات بين الجهات المتخصصة تسهم في متابعة التطورات السريعة التي يشهدها الذكاء الاصطناعي عالمياً، وتساعد الدول على بناء قدراتها ومواكبة التحوّل التقني».

وأضاف أنه في اليوم الأول للمنتدى خصصت جلسة موجهة إلى رواد الأعمال والشباب، تناولت كيفية استثمار تقنيات الذكاء الاصطناعي في دعم المشاريع الريادية، وتسهيل رحلتهم في عالم ريادة الأعمال من خلال حلول ذكية تختصر الوقت والجهد وتزيد فرص النجاح.

وأشار نوري إلى أنه التقى بعدد من المتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي في الكويت، لافتاً إلى أنهم يتمتعون برؤية مستقبلية وشغف كبير نحو التطوير والتعلم، فضلاً عن تقبلهم للأفكار الجديدة والمبتكرة، وهو ما يجعلهم قادرين على تسريع وتيرة التقدم في هذا المجال وتطبيق التقنيات الحديثة بكفاءة عالية.

وختم بالقول إن الكويت تمتلك مقومات قوية تؤهلها لتكون من الدول الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، بفضل استقرارها السياسي وتنوّع مواردها الاقتصادية، إلى جانب قدرتها على توظيف موارد الطاقة لدعم الابتكار والتحوّل الرقمي بما يرسّخ مكانتها كمحور إقليمي للتقنية المستقبلية.