أميركا تتابع بترقّب

الصين تدخل سباق... «الذكاء الاصطناعي الفائق»

5 أكتوبر 2025 10:00 م

كشف الرئيس التنفيذي لشركة «علي بابا» الصينية، إيدي وو، عن «خريطة طريق نحو الذكاء الاصطناعي الفائق» خلال كلمته في مؤتمر «علي بابا كلاود» بمدينة «هانغتشو»، وهو ما اعتبره المراقبون إعلاناً غير مسبوق من إحدى أكبر شركات التكنولوجيا في آسيا في شأن الانتقال من مرحلة «الذكاء الاصطناعي العام» (AGI) إلى «الذكاء الاصطناعي الفائق» (ASI).

وقال وو في كلمته التي استمرت نحو 23 دقيقة إن «تحقيق الذكاء الاصطناعي العام بات مسألة وقت، غير أنه ليس نهاية التطور بل بدايته الحقيقية نحو ذكاء يفوق القدرات البشرية وقادر على التطور الذاتي».

وأضاف أن «الذكاء الاصطناعي الفائق سيقود إلى قفزات علمية هائلة تفتح آفاقاً غير مسبوقة في الطب والطاقة واستكشاف الفضاء».

ويرى مراقبون أن هذه التصريحات تمثل تحولاً جوهرياً في الخطاب التقني الصيني، إذ كانت بكين تركز في السابق على التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي في التصنيع والخدمات الحكومية، بينما تُعد هذه المرة الأولى التي تُعلن فيها شركة صينية كبرى نيتها المضي في أبحاث الذكاء الفائق على نطاق واسع.

وبذلك، تنضم الصين رسمياً إلى الولايات المتحدة في سباق الهيمنة على مستقبل الذكاء الاصطناعي العالمي.

وتعدّ الولايات المتحدة والصين القوتان الأعظم في هذا المجال، حيث تمتلكان أكبر قدر من البيانات وأقوى البنى التحتية للحوسبة الفائقة.

غير أن الخبراء يشيرون إلى اختلاف واضح في النهج؛ فبينما تميل الشركات الأميركية إلى البحث الأكاديمي وتطوير النماذج النظرية للذكاء العام، تركز الصين على دمج الذكاء الاصطناعي في قطاعات الإنتاج والحياة اليومية، بما في ذلك الروبوتات والخدمات العامة والمدن الذكية.

وقالت «هيلين تونر»، المديرة التنفيذية لمركز الأمن والتكنولوجيا الناشئة بجامعة «جورجتاون»، إن «ما يجري في الصين ليس مجرد سباق لتقليد الغرب، بل سعي لبناء نموذج مختلف يقوم على الذكاء العملي القابل للتطبيق». وأضافت أن اهتمام الصين بـ«الذكاء الفائق» ليس وليد اللحظة، بل يمتد إلى سنوات من الأبحاث التي أجرتها شركات ناشئة مثل «ديب سيك» ومراكز بحث حكومية تعمل في صمت على بناء خوارزميات قادرة على التعلم الذاتي المستمر.

ويرى محللون في واشنطن أن إعلان «علي بابا» يمثل «لحظة سبوتنيك» جديدة في عالم الذكاء الاصطناعي، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة تتابع عن كثب هذه التطورات التي قد تغيّر موازين القوة التكنولوجية خلال العقد المقبل، وسط توقعات بأن يؤدي السباق المحموم نحو «الذكاء الفائق» إلى إعادة رسم خريطة الاقتصاد العالمي والهيمنة التقنية.