في سياق تزايد الوعي الصحي حول تأثير المشروبات المنبهة على الجهاز الهضمي، كشف طبيب الجهاز الهضمي الدكتور روهيني ريدي، الذي تلقى تدريبه في جامعة «هارفارد»، عن ثلاثة أخطاء فادحة يرتكبها كثير من الناس عند تناولهم القهوة كمشروبهم المفضل، محذراً من أن هذه الأخطاء من شأنها أن تسبب اضطرابات معوية مزمنة.
وفي مقدمة هذه الأخطاء، ذكر ريدي إضافة السكر الاصطناعي والكريمات إلى القهوة، حيث أكد أن هذه المكونات تُعد بمثابة سموم خفية، وبما أنها تضر بصحة ميكروبيوم الأمعاء، فإنها تساهم في تهيّج الجهاز الهضمي على المدى الطويل.
وأكد الخبير أن تناول القهوة على معدة فارغة هو الخطأ الثاني الذي يهدد بطانة المعدة والأمعاء، موضحاً أن القهوة تحفّز إنتاج حمض الهيدروكلوريك في المعدة، وعندما لا يكون هناك طعام لامتصاص هذا الحمض، فإن هذا من شأنه أن يؤدي إلى تآكل بطانة المعدة والتهابها، وهو الأمر الذي يسبب حرقة المعدة وعسر الهضم، بل ويمكن أن يؤدي إلى تفاقم حالات مثل التهاب المعدة أو القرحة. وشدد على أن الأوقات المثالية لتناول القهوة هي بعد الوجبات، وهذا لتقليل حموضتها وتحسين عملية الهضم من دون إجهاد بطانة المعدة.
أما الخطأ الثالث، فيكمن في الإفراط في استهلاك القهوة كوقود رئيسي للطاقة على مدار اليوم.
وشرح ريدي أن الاعتماد المفرط على الكافيين يعمل على زيادة التوتر في الجسم عبر رفع مستويات «الكورتيزول»، وهو هورمون الإجهاد، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى دورة مفرغة من القلق والاضطرابات الهضمية.
وحذّر الطبيب المتخصص من أن الجرعات العالية والمستمرة من القهوة يمكن أن تزيد من حركة الأمعاء بشكل غير طبيعي، وهو الأمر الذي يساهم في الإسهال أو اضطرابات أخرى مرتبطة بحساسية القولون، خصوصاً لدى الأشخاص الذين يعانون مسبقاً من متلازمة القولون العصبي.
ودعا الاختصاصي إلى تعديل هذه العادات اليومية من أجل الاستمتاع بفوائد القهوة الصحية من دون تعريض الجهاز الهضمي للخطر، موصياً بتناول القهوة سادة أو مع حليب اللوز أو الشوفان كبديل صحي خالٍ من السكريات المضافة، مع الحرص على شربها باعتدال وبعد تناول الطعام، وعدم اعتبارها بديلاً للوجبات الأساسية أو مصدراً وحيداً للطاقة، وهو الأمر الذي يؤكد أهمية إيلاء الاهتمام لصحة الجهاز الهضمي.