طبيب متخصص دقّ ناقوس الخطر

الإفراط في القهوة المُحلّاة... يسرّع الشيخوخة ويهدّد صحة القلب

2 أكتوبر 2025 10:00 م

في تحذير صارم وجهه إلى عشاق المنبهات والحلويات، نبّه طبيب القلب الوظيفي سانجاي بوجراج، المقيم في الولايات المتحدة، إلى أن الإفراط في استهلاك القهوة والسكر قد لا يقتصر تأثيره على التقلبات السريعة في الطاقة، بل يمتد إلى تسريع مسار الشيخوخة البيولوجية للجسم وإلحاق ضرر بالغ بالجهاز الدوري، مشدداً على أن مثل هذه العادات الغذائية الشائعة هي مصدر لضغط والتهاب مزمنين في الأنسجة الحيوية، وهذا من شأنه أن يرهق القلب والأوعية الدموية بشكل كبير، محذراً من أن هذا المزيج الضار يرفع مستويات هورمون التوتر «الكورتيزول»، ويعرقل دورات النوم والتعافي الطبيعية، وهو الأمر الذي يزيد على المدى الطويل من خطر الإصابة بأمراض القلب، حتى بين الأفراد الذين يبدون بصحة جيدة ظاهرياً.

وأشار بوجراج إلى الصلة الخفية بين السكر المضاف ومخاطر التقدم السريع في العمر، مستشهداً بأن الدراسات المنشورة في دورية «سيركوليشن» تحذر من أن الارتفاعات الحادة في سكر الدم تؤدي إلى تشكيل ما يُعرف بـ«منتجات الغلايكشن المتقدمة» (AGEs)، وهي مركبات ضارة تتسبب في الإجهاد التأكسدي وتلف للشرايين. وتؤدي هذه العملية تدريجياً إلى تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم ومختلف أمراض القلب والأوعية الدموية.

وخلص طبيب القلب إلى أن التذبذب المتكرر لمستويات السكر يخلق التهاباً مزمناً منخفض الدرجة، وهو الأمر الذي يترك ندبات صامتة في الشرايين ويهدد وظيفة البطانة الداخلية للأوعية، ما يمهد الطريق لأمراض خطيرة على المدى الطويل.

وأوضح كيف أن الكافيين، رغم كونه مصدراً للطاقة الموقتة، يدفع بالجهاز العصبي إلى حالة دائمة من نوبات «الكر والفر»، وتشير أبحاث مستشفيات «مايو كلينك» إلى أن الإفراط في تناول الكافيين يرفع مستويات ضغط الدم وهورمون «الكورتيزول»، وهو هورمون التوتر الرئيسي في الجسم، وهذا من شأنه أن يعطّل عمليات التعافي والنوم والتوازن الأيضي الطبيعي، ويُدخل الفرد في حلقة مفرغة من الاعتماد على المنبهات لمكافحة الإرهاق.

وإذ أكد بوجراج، أن هذا الإخلال في إيقاع الاستجابة للتوتر يسرّع الشيخوخة البيولوجية ويستنزف المخزون الطبيعي لطاقة الجسم، فإنه أقر بأن القهوة ليست ضارة في حد ذاتها، بل إن استهلاكها باعتدال (3 إلى 4 أكواب يومياً أو ما يصل إلى 400 مليغرام من الكافيين، يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية. وهذا الأمر تؤكده مراجعة شاملة نشرت في مجلة «BMJ» الطبية البريطانية.

ومنبهاً إلى أن هذه الآثار الواقية يتم تقويضها عندما تُحلّى القهوة بالسكريات المضافة والشراب المُنكّه أو الكريمة الثقيلة التي تحوّلها إلى قنبلة سكرية سائلة، أوصي بوجراج بالحد من تناول السكر الحر إلى أقل من 10 في المئة من إجمالي الطاقة اليومية، ويفضّل أن يكون أقرب إلى 5 في المئة، وهذا لضمان الاستفادة من القهوة مع حماية القلب من مخاطر الشيخوخة المتسارعة.